مواضيع اليوم

يكفي عشرة مذيعات جميلات لتفجير ثورة في كل الوطن العربي

badawy sayd

2013-06-06 18:01:21

0

"ما زالت مقدمة برنامج النشرة الجوية على شاشة قناة (...) تثير أنظار الشباب من المشاهدين (...) الذين يجدون فيها متعة تارة، واستفزازا تارة أخرى، لأنها تتغنج في تقديم النشرة، كما يقولون، فضلاً عن ملابسها التي يعتقد البعض أن فيها إغراء وإثارة"..
هذا ما جاء في مقدمة موضوع في قسم الترفيه بموقع إيلاف، ولستُ أدري أيّ ترفيه في الموضوع فهو يدعو إلى مزيدا من الأسى واليأس بأن الإنسان ثلثي هموم الإنسان العربي بين فخذيه والجزء الأكبر من خلايا مخّه المُفكّر تقع على ارتفاع متر فوق مستوى قدميه (مع تقديري لقصار القامة فالارتفاع قد يكون أقصر كثيرا أو قليلا).

وقبل أن أخوض في الموضوع سأضيف ما أورده موقع إيلاف:"وتحفل صفحات الفيسبوك بالتعليقات حول هذه المذيعة الشابة التي شكلت ظاهرة مثيرة للجدل في مجتمع تستنتج من تعليقاته بأنه مغلق ومكبوت.
فهناك من يرى أن ما ترتديه وما تقوم بها من حركات عادية جداً كونها تقدم النشرة الجوية وهي واقفة وتتحرك ضمن المساحة، فيما يرى آخر أن هذا (استهتار)، فيما هناك تساؤلات عديدة مثل (لماذا ينتظرها الملايين؟).

أحدهم يثني عليها لأنها جعلت العراقيين يتابعون النشرة الجوية ويعرفون حالة الطقس .. فهي إذن أسهمت في تثقيفهم بيئياً !!. ويرد عليه آخر بالقول ساخراً (لماذا ينتظرها ملايين العراقيين، هل هي الكلاسيكو؟، وهناك من يعلق بأنها (الشيء الوحيد المبهج في القنوات العراقية)، فيما يعترض آخر (أن هذه لم تعد نشرة جوية بل عرض أزياء)، ويؤكد غيره (سأتابع النشرة الجوية أكثر من الأفلام الأجنبية)، وآخر يرد (أنها لابسة وغير لابسة، أي عرض أجسام)، وطالب شاب (إدارة قناة .. مديد وقت النشرة الجوية لمدة ساعة رحمة لأهلكم لعدم استيعابنا للنشرة في هذا الوقت القصير !!).

وهناك من استغرب (لماذا هذا الانبهار بمذيعة تتدلع؟)، فيما يسخر آخر بالقول (لا تنظرون إليها وانتم على وضوء) ويشير غيره (يا ويلها من عذاب الله)، ويعتقد البعض أنها تتعمد ذلك لكسب اكبر عدد من المشاهدين."

لنتّفق أن مقدّمة النشرة الجوية الظاهرة بالصورة هي فعلا جميلة وجذّابة وهذا قدرها ومن حقّها أن تستثمر جمالها كما تشاء لتحقّق غاياتها أو نجاحها، مادام ليس هناك قانون داخلي يمنعها في التلفزيون الذي تشتغل به.

ولنتّفق ثانيا أن التلفزيونات لا تحكمها الأعراف والتقاليد ولا حتى الأخلاق، بل يُفترض أن القوانين هي التي تحكمها وتنظّم سيرها وإدارتها، ومن حق أيّ تلفزيون أن يجتذب إليه المشاهدين بالطريقة التي يراها أكثر جدوى وفعّالية، ومع على المشاهد الكريم إلاّ أن يكبس زرا ليغيّر القناة والوجوه.

سواء اتفقنا أو اختلفنا، فهناك حقيقة أكيدة أن التلوّث الموجود بقطاعات الإدارة والصحة والتعليم والتجارة والصناعة والرياضة.. لابدّ أن يكون موجودا في المؤسسات الإعلامية أيضا وخاصة التلفزيونات.. ولا أعني بالتّلوّث ما بتعلّق بالذكورة والأنوثة فهذا أمر لا يخلو منه أيّ وسط مهما كان نقيّا.. فلم تسلم حتى المساجد من ممارسة الجنس داخلها وهي بيوت الله، والقضايا المنظورة أمام المحاكم كثيرة.. التلوّث الذي أعنيه هو ذاك الذي يؤثّر على حياة الناس ويعطّل مصالحهم ويولّد لديهم اليأس من التغيير نحو الأحسن.. وهو أيضا التلوّث في العلاقات التي تحكم التواصل بين زملاء العمل وتدفعهم دفعا إلى صناعات التكتّلات المتصارعة والمتصادمة، وتجبرهم أحيانا إلى اتّباع أقذر الطّرق لتحقيق "أنبل" الغايات.. فلو أن مقدّمة النشرة الجميلة كانت في صراع ما وليس لها سند وتخشى أن تفقد مكانها فلن تجد غير استثمار جمالها...

لعلّي لم أدخل في الموضوع بعد.. ولن أدخل في الموضوع فليس هناك موضوع أصلا.. فقد أردتُ التأكيد أنه في وسع سبع عشرة وجه نسائي تلفزيوني جميل أن يفجّر ثورة في العالم العربي من الماء إلى الماء.. وعلى محبّي الانتفاضات والإضرابات وغيرها أن ينتبهوا إلى الأمر.. ففي وسعهم "تأجير" بضعة جميلات ينزلن على الشارع وستتبعهن الجماهير.. ولكم أن تتخيّلوا أن هذه التلفزيونية الجميلة التي ينتظرها الملايين ليتابعوا غنجها حسب جريدة إيلاف، نزلت إلى الشارع وقدّمت نشرتها في ساحة مفتوحة؟.

.. إذن هذا ما يتابعه الملايين على شاشات التلفزيون؟.. سلام الله على بلاد العرب أوطاني..

تابع نقطة فاصلة




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات