سألت منذ فترة شخصاً ، وإن كان غير مطلع على تفاصيل الصراع العربي "الإسرائيلي" بدقة ، إلا أنه عاشه ، ويعترف ضمناً وعلانية بأن "إسرائيل" بلد عدو وغاصب لأرض عربية ، سألته : هل تؤمن بأن "إسرائيل" ستزول من الوجود ؟ فلم يحر جواباً !
وقد تفاجأ عندما أعلنت بأنني متيقن من هذا الأمر ، ومؤمن بأنني سأدخل القدس بعد أن تتحرر من رجس الإحتلال .
قلت تفاجأ ، والأحرى أن أقول أنه صدم ! فأن يعلن شخص مثلي عن يقين مثل هذا ، هو أمر صادم .
أما الصدمة بالنسبة لي ، فهي في اعتبار ما جرى أمراً واقعاً ، والتذرع بالوضع الإقليمي والإعتبارات الدولية ، أضحت حجة سائغة ، وكأنها تشريع لاغتصاب حق ، وتشريد شعب ، وقتل حلم .
إن "إسرائيل" هي دولة غاصبة ، احتلت جزءاً من الوطن العربي ، هو دولة فلسطين ، وكل احتلال مهما طالت مدته ، هو إلى زوال ، ويقع على عاتقنا نحن ، أصحاب الحق ، أن نبقى في ذكر دائم للحق السليب ، وألا نهادن المحتل ، إذ قد يعمد إلى التسويف والمماطلة ، وتشويه الحقائق ، عساه يمحي من ذاكرتنا الحقيقة .
هناك معلومات تشير إلى أن الدولة المحتلة تعتمد أسلوب الأجيال ، فالجيل المهجر والمشرد والقابع تحت الإحتلال ، قد يذكر وطنه حراً ، أما الأجيال اللاحقة ، فهي تظن الأمر الواقع ، قائماً منذ الأزل ، لذا علينا أن ننشر وعي الحرية ، ووعي الحقيقة ، لكي يمكن فك الحصار عن الذاكرة الجريحة والمشوهة ، فتنطلق حرة أبية .
لا يمكن التغاضي عن الحق السليب ، ولا يمكن السماح لوعينا أن يتنكر لهذه الحقائق ، علينا أن نناضل من أجل وعي حر ، متمكن من نفسه .
لذا ، عندما يتفوه شخص مثلي ، بعبارة كزوال "إسرائيل" ويكون جاداً ومتيقناً من ذلك ، على المتلقي ألا يندهش ، أو ينصدم ، أو يتعلل بحجج وأعذار ، بل عليه أن يكون متيقناً أيضاً من أن "إسرائيل" – الدولة المحتلة – ستزول ، إذ هذه هي سنة التاريخ ، وهذا هو الوعد الإلهي .
فإذا جاء وعد الأخرة ليسوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا (الإسراء : 7) .
التعليقات (0)