كثيرة ٌ هي أقوالنا وآراءنا الكلامية ، وكثيرة ٌ هي مواقفنا مِن تجليات الحياة المُحيطة بنا .. لكن ردات أفعالنا لاتتعدى تلك الكلمات الشحيحة التي نحتج بها ، في نفس الوقت الذي نخشى فيه مِن عقوبة الإحتجاج.
هو واقعنا أن تبدأ ردات أفعالنا - مِن كل ما يُمثل الظلم ، والقهر ، واللاإنسانية - بالكلمات ، وتنتهي بها .. وهو واقعنا أن نكتفي برد العُدوان الفِعلي عن مُعتقاداتنا ، ومبادئنا ، وقِيمنا ، وحتى عن عاداتنا وتقاليدنا ، ببعض الجُمَل التي نُراعي فيها ترك بعض الثغرات التي تُمكننا مِن النفاذِ إذا أ ُخضِعنا للإستجواب ، أولِحملات التدقيق اللفظي واللغوي وحتى الإملائي.
فهل تُرانا مُنافقون نتستر خلف الكلماتِ ، كمَن قال فيهم الحق : ((..يقولون مالا يفعلون..)) ؟ .. هل إحتجاجاتنا عن الظلم ، والتقييد ، والإبادة ، تنتهي بالصرخاتِ ولا تتعداها ؟ .. هل نحن أنانيون ونزعم السعي للرقي البشري ؟
هل مِن أصحاب الأقلام الحُرة والمُتحررة ، مَن يتحركون في واقعهم لكسب قضاياهم التي سخروا لها أقلامهم ؟ .. وهل هُم نُشطاء إجتماعيون حقاً ، يحتكون بالمُواطنين إخوانهم لنقل مُعاناتهم وآلامهم ؟ أم أنهم لايعرفون ماخلف حُدود حواسيبهم وكراسيها التي يجلسون عليها ؟
هناك مَن يقولُ ولايفعلْ .. وهناك مَن يقولُ ويفعلْ .. وهناك مَن لايقولُ ولا يفعلْ ، وهذا أفضلُ حالاً لأن الصمت حكمة ، أما الكلام مِن أجل الكلام فهوسفسطة عقيمة.
تاج الديــــن : 2009
التعليقات (0)