مواضيع اليوم

يطل من جديد الشرق الاوسط الجديد !!-2-

هاشم هاشم

2009-11-16 12:22:18

0

 

 

اذن هي ملفات قديمة ومدروسة ومجربة وتوضع موضع التنفيذ وقت الحاجة ,واليوم جاء دور ملف الشرق الأوسط الجديد من خلال الذريعة أعلاه . وتتلخص فكرة الشرق الأوسط الجديد حسب الرؤية الأمريكية ان بلدان الشرق الأوسط عبارة عن خليط غير منسجم من القوميات والأعراق والطوائف والعادات والثقافات ((لملوم )) والكل يبحث عن دور حقيقي في الظهور على الواجهة من اجل ممارسة عادتهم وثقافتهم بحرية ,وكذلك حصولهم على حقهم في الحكم ,وتقرير المصير بعيدا عن وصاية الآخرين وحكم الدكتاتوريات السابقة ,وكذلك يحتوي المشروع على تقسيم تلك البلدان الى كانتونات وفدراليات حسب العرق والطائفة ,وتمرير الديمقراطية عليهم كوصفة سحرية لتخلصهم من البؤس والقمع ,وتعطي مشاركة حقيقة لاتباع تلك الفدراليات بحكم انفسهم, والتحكم بثرواتها وتقرير ورسم مستقبل أبناؤها. كان المشروع كبير وواضح ومعلن ولاتوجد بطاقات سرية كما يقول صانعوا القرار الأمريكي أنفسهم . يبداء من العراق المحاصر حينها وثم الى سوريا وايران في المرحلة الثانية حسب مفهوم ((محور الشر )),وان كان جورج بوش الرئيس الأمريكي يفضل تعبير ((محور الحقد )) عوضا عن المصطلح السابق الا ان المستشار الصحفي لبوش اقنعه باستخدام المصطلح الاول.
ثم المرحلة الثانية تجزئة لبنان وفلسطين وأفغانستان إي تجزئة المجزأ أصلا.
ثم تمدد سكين الجزار الى اليمن و المملكة العربية السعودية ومصر والسودان وباكستان وليبيا ,والمغرب والجزائر في المرحلة الأخيرة لتحولها الى قطع لحم مثروم ان جاز التعبير. وهذا معلن في تقرير اللجان الأمريكية والتوصيات الخاصة ببحث اسباب كارثة 11 -9 وليس فيه سر .
سارعت تلك الدول المعنية الى استيعاب الصدمة خصوصا بعد سقوط نظام طالبان في أفغانستان المروع , ونظام حزب البعث في العراق السريع والمفاجأ على التوالي .
سارعت الدول المعنية الى اتخاذ جملة من التدابير والإجراءات السريعة لتلافي الإعصار الأمريكي الهائج الذي يضرب يمينا ويسارا بلاهوادة , من جملة تلك الإجراءات هي إصلاحات دستورية في الانتخابات الرئاسية منح حق الترشيح لمن يشاء و إصلاحات اقتصادية وفتح هامش للحريات الصحفية وحرية التعبير للمكونات المختلفة من أبناء تلك البلدان. والكل يذكر كيف كانت السيدة كوندليزا رايز وزيرة خارجية امريكا تجول في بلدان الشرق الاوسط لتملي على الحكومات والقادة ما يجب عليهم عمله ,وتقول أن الإجراءات تلك والإصلاحات هذه غير كافية, وتقوم هذا الاداء وتنتقد هذا الفعل , ويجب إن ينفذ المزيد في هذا الشان اوذاك .
ورؤساء تلك الدول يقبلون الرأي الأمريكي على مضض , وقد استبشر الكثير من منظري السياسة الأمريكية والغربية من العرب والمسلمين بهذه السياسة الجديدة ولعلها تجلب لهم الحرية والديمقراطية الحقيقية ,بل وحتى الكارهون لأمريكا والمعارضون او المهمشون في بلدانهم فرحوا بهذا النهج الجديد وما يفتحه من افاق جدية في سبيل نيل بعض المكتسبات ,وعدوه مكسبا لهم .
كان العراق هو البوابة المراد الدخول منها الى الشرق الأوسط الجديد او هو المفتاح وكلمة السر لهذا المدخل . وهو النموذج الأمريكي الرائد والمثالي ليطبق لاحقا في كل دول الشرق الأوسط, لامتلاكه لثروات والكفاءات والتنوع العرقي والاثني والديني والجغرافي حتى .لكن هذا لا يمنع الخبث والمكر الامبريالي الأمريكي ان يفعل فعله, ويكون له دوره في رسم الخارطة السياسية في عراق بعد 9 نسيان عام 2003 لان أمريكا دولة ذات مصالح واهداف اقتصادية اولا واخيرا ,وليست هي وكالة غوث اللاجئين , لتسقط نظام دكتوري وتقيم نظام ليبرالي ديمقراطي بدلا عنه , فهم اي الأمريكان يحسبون كل شيء بدقة متناهية .و لا يأبهون لإعمال تكسب الحمد والثناء فقط.
ضج الحكام والمسؤؤلون في بلدان العالم الثالث والشرق الأوسط لهول ما راؤه في العراق وأفغانستان, واستسلموا لمصيرهم وقدرهم وحتى إن البعض منهم أدرك قرب التفاف حبل المشنقة حول رقبته أجلا ام عاجلا. وبداء وا يقدمون التنازلات تلو التنازلات للمعارضة ,والشعب ,ووالمزيد الحريات ,و الكثير من الخدمات, وترفهت الشعوب لفترة وجيزة من الزمن قبل ان ينقلب السحر على الساحر
أصبحت الحرب على أفغانستان وطالبان والقاعدة,و البحث عن شبح النصر بين جبال (تورا بورا ) أشبه بالمستحيل. وما حصل للاتحاد السوفيتي أيام الثمانينيات خلال احتلاله إلى أفغانستان. اليوم التاريخ يعيد نفسه ,ولا جدوى من اي ستراتيجية عسكرية او غير عسكرية ممكن ان تنقذ الوضع العسكري المتردي لدول حلف الاطلسي هناك .فالهزائم متواصلة ولا نصر او ضوء يلوح في نهاية الأفق . من النوادر في هذا الامر كشف قبل ايام عن قيام كتيبة كندية برشوة رجال ومقاتلي طالبان ماديا لتلافي هجماتهم !!!.لا بل امتد التعاطف مع طالبان لباكستان التي اشتعلت فيها منطقة القبائل وثار أبناء ((الباشتون)) وغيرهم , انتصارا لإخوانهم وأبناء عمومتهم في البلاد المجاورة .وأصبحت الترسانة النووية الباكستانية من الممكن ان تصبح في قبضة القاعدة قاب قوسين او أدنى.وهو منتهى الفداحة لأمريكا ودول حلف الأطلسي .
في العراق الوضع مختلف نوعا ما. جاءت أمريكا بسياسية استعمارية غربية وجديدة ربما أنها ((الفوضى الخلاقة)) كما يسمونها , فتركت البلاد في فوضى عارمة وحل الجيش والحزب والدولة والمؤسسات .وترك الحبل على الغارب للعصابات الإجرامية والسراق وقطاع الطرق , والميلشيات الحزبية والطائفية لتعيث في الأرض فسادا. وقامت عصابات خاصة تابعة لل سي ا ي اي , والموساد, والطلا عات الإيرانية بتصفيات جسدية طالت الأطباء والعلماء والضباط والأساتذة والبعثيين,ورجال دولة البعث السابقون .لا بل امتدت الى الحلاقين والباعة المتجولون والعمال والمارة السابلة وسواهم وآخرين .وظهرت أصوات لأناس موتورين , وجهات و أحزاب وحركات عميلة للأجنبي, تنادي بتقسيم العراق .لكن ما لم يكن في حسابات الأمريكان هو المقاومة العراقية الباسلة وما ألحقته من خسائر جسيمة في القوات الأمريكية وباعتراف كل الساسة الأمريكان والقادة الميدانيون واذكر هنا على سيبل المثال بعضا منها :قال ريتشارد ارمتياج: اننا نواجه اليوم بحرب شاملة والامريكان يفقدون سمعتهم وتعاطف العراقيون معهم بعد التحرير.
قال ريكاردو سانشيز: اننا نواجه حوالي من 50 الى 90 هجمة باليوم وبمعدل يصل الى هجمة كل ربع ساعة واحيانا كل 5 دقائق
قادة ميدانيون كثيرون وصفو باس المقاومة العراقية وتطورها وتنوعها وقدرتها العالية على المطاولة والمناورة والمرونة
جون ابو زيد استقال من منصبه وقال في اخر جلسة مع لجنة الدفاع في الكونغرس الأمريكي انه لا حل عسكري لمشكلة العراق والحل ربما يكون سياسي
وزير الخارجية كولن باول استقال وهو نادم على ما فعله للعراق ووصف خطابه الشهير يوم 5 شباط 2003 إمام مجلس الأمن بأنه وصمة عار في تاريخه المهني .
جورج تنت مدير المخابرات المركزية استقال والف كتاب هو مذكراته ليفضح الزيف الأمريكي في غزو العراق .
جوزيف بايدن نائب الرئيس الامريكي الحالي وعندما عضوا في الكونغرس الامريكي اقترح قانون تقسيم العراق الى ثلاث دويلات شيعية في الجنوب وسنية في الوسط وكردية في الشمال كحل اخير لاقتتال الطائفي في العراق كستراتيجية امريكية للخروج من العراق .............
وهكذا غرقت أمريكا في المستنقع العراقي. وغرق العراق في أتون حرب أهلية وطائفية مدمرة لم تبقي ولم تذر ,و جلبت معها الغضب والحنق من كل دول العالم على الأمريكان, وما فعلوه في العراق من جرائم وقتل وتدمير وتشريد وغيره.
تراجعت فورة الاندفاع الأمريكي عند هذا الواقع الجديد في العراق وافغانستان , ورجعوا الى صوابهم برهة, وقرروا الخروج بمجموعه من التكتيكات للخروج ولو نفسيا وإعلاميا أو ظاهريا من الورطة العراقية والأفغانية .
ضن البعض من حكام وقادة وسياسيون عرب ومسلمون , ان مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد ,قد تأجل او ألغيت الكثير من بنوده , وان الأمريكان يبحثون عن مخرج جدي لمأزقهم في العراق وأفغانستان ,
ألغيت الإصلاحات السياسية والاقتصادية في كل البلدان التي عملتها, بل وتراجعت الحريات أكثر من ذي قبل ,وسنت قوانين طوارئ جديدة ,وعطلت الدستور والحريات العامة ,والإصلاحات مجددا ,وتنفس الكثير من الحكام والساسة الصعداء لأنهم أصبحوا في مأمن من الإعصار الأمريكي المدمر ,ومشروعهم القبيح الشرق الاوسط الكبير .
رغم ان العراق قد دفع الثمن غاليا, ألانه كانت النتيجة مرضية جزيئا لبعض الحكومات العربية والغير عربية وخصوصا إيران التي وجدت في السكوت او التغاضي الأمريكي على تدخلها ودورها السلبي في العراق , لتطلق العنان لأحلامها المريضة في تزعم العالم الإسلامي وتحصل على القنبلة النووية ولهذا الأمر حديث ووقفة جدية .
المهم في الأمر أن الدول المشمولة في مشروع الشرق الأوسط الكبير اعتقدت انه قد عبرتها العاصفة, وصلت إلى بر الأمان ,والطمأنينة ,وعادت حليمة إلى أسوء من عادتها القديمة , وسكروا في غيهم وعميت قلوبهم ولم ينتبهوا الى ما ينتظرهم من مستقبل, و ان الغد لناضره قريب




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات