يزيد الخمور
هناك ممن يدعي الإسلام يدافع عن الأمويين وبالأخص عن يزيد بن معاوية , ولا عجب فأن الأمر أشبه بما زعموا , أن طويسا ً المخنث رئي مرة يرمي الجمار بسكر مزعفر , فقيل له : ما هذا ؟ فقال : كانت للشيطان عندي يد , فأحببت أن أكافيه عليها .
كانت دولة الأمويين ملوكية وكان لمعاوية بيت مال خاص يهب العطايا للتافهين من أصحاب اللهو والطرب والخانعين والوضاعين ليحجز الناس عن التدخل في شؤون الدولة . وظهر في أيامه المنكر من طيران الحمام والرمي على الجلاهقات وهي قوس البندق , وانشأوا بيوت الشطرنج والنرد والقرق , وتأنقوا في الملبس والمأكل وأخذت النساء تلبس القمص الاسكندرانية الرقيقة والثياب القوهية المعصفرة تكاد تشف عن أجسادهن .
وكان المغنون يطربون الحجاج على طريق مكة وفي مكة نفسها أيام الحج , وكان بعض الفساق يتعرض للنساء الحواج في الطواف , وظهر ما يعرف بالمخنثين الذين كانوا يفسدون الناس ويجمعون بين الرجال والنساء ويتوسطون بينهم بالباطل , وانشأوا بيوتا للقيان كما في العقيق والطائف – مراكز اللهو والغناء وشرب الخمور والعبث والشذاذ المخنثين .
وهجروا القران وتنابزوا بالشعر , يقول معاوية : اجعلوا الشعر اكبر همكم , وأكثر دأبكم , وكذبوا على رسول الله ص وزعموا أن خليفة الله خير من رسوله , وان أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في أيام بني أمية تقربا إليهم بما يظنون أنهم يرغمون به أنوف بني هاشم .
وفي حكم معاوية قتلت النفس الحرام مثل حجر بن عدي بعد أن اخذوا امرأته رهينة في الحبس واخذوا الابن بجريرة أبيه والصاحب بتهمة صاحبه , واستأثروا بالفيء وقطعوا الأرحام . ثم مكن معاوية لأبنه يزيد أن يعتلي عرش المملكة .
قيل أن معاوية استمع على يزيد ذات ليلة , فسمع عنده غناء أعجبه , فلما أصبح قال مخاطبا يزيد : من كان يلهيك البارحة ؟ قال : سائب خاثر ! قال فأكثر له من العطاء . وكان يزيد يدمن على الشراب , فكان لا يمسي إلا سكران ولا يصبح إلا مخمور , وكان يقال له يزيد الخمور . وقد شغف بالصيد والقنص , فهو صاحب طرب وجوارح وكلاب وقرود وفهود , وكان يلبس كلاب الصيد جلالا ً ثمنية , ويقيم على كل كلب من كلاب صيده عبدا ً يتعهده ويخدمه . وكان قد ربى قرد ً يكنى بأبي قيس ! , وكان يحمله على أتان وحشية قد ذللت وريضت لذلك , فكانت تلجم و تسرج له , فيركب عليها ويسابق بها الخيل يوم الحلبة , حيث كان لأبيه معاوية حلبة يخرجون اليها في ايام معينة لسباق الخيل , فمن حاز قصب السبق اجازوه .
وكانت مدة حكم يزيد ثلاث سنين , في الاولى قتل الصفوة من آل محمد ص مع القراء الفقهاء امثال برير وسعيد وخضير وحبيب وزهير , وفي السنة الثانية رمى المدينة بالمنجنيق واباح نساءها ثلاثا ونهب اموالها وقطع شأفة الصحابة لما قتل منهم ثمانين وقتل خلق كثير , وفي السنة الثالثة احرقوا الكعبة واشعلوا النار في أستارها وعمدها وهدموا ركنا منها . ولكن كما يقول المثل الشعبي (( كالولة للأكرع تاكل حلاوة ؟ كال بكريشاتي )
عبد الأمير جاووش – الكاظمية المقدسة
التعليقات (0)