يد واحدة لا تصفق

الشعب والحكومة يدان ليس معقولا أن يتصور أحد أنها منفصلتان.... وهذا يظهر في موضوع استصلاح الأراضي للزراعة في مصر ...شارك الشعب في توسيع رقعة الأراضي الزراعية في مصر بل كان الشعب هو قاطرة النهضة الزراعية المحدودة التي حدثت منذ ثورة يوليو 1952 وقامت الحكومة منذ ذلك الحين بالمعاونة في قضية الاستصلاح وعن طريق شركات استصلاح الأراضي التابعة لقطاع الأعمال مثل مساهمة البحيرة أو شركة الصعيد أو الشركة اليوغوسلافية أو المقاولون العرب وغيرها بقدر يقل كثيرا جدا عن المطلوب منها...ولأن القرار الاقتصادي كان وقفا على الحكومة والقطاع العام في العشرين عاما الأولى من عمر الثورة فقد كانت شركات استصلاح الأراضي  المنوط بها تنفيذ الأمل قاصرة وعاجزة ولم تكن على مستوى المسئولية  أو أحبطتها الحكومة....وانكمشت هذه الشركات وتقلص معها الأمل ولم تستصلح شيئا يبعث على الرضا...وهذه نتيجة طبيعية لمركزية القرار والاستغناء عن جهد الشعب وقصر الجهد على مسئولين وشركات فشلت في الإنابة عن شعب كامل ..وإذا كانت بعض الصحوات الشعبية في الخروج إلى الصحراء قد حدثت رغما عن الحكومة وبضغط الظروف المعيشية فقد كان الأولى أن تكون مجهودات الشعب والفلاح المصري قاهر الصحراء ورائد الاستصلاح مؤيدة ومخططة من قبل وزارة الزراعة ...ولكن لم تكن الوزارة للأسف إلا جابيا لأثمان الأرض التي بذل فيها الفلاح المصري عرقه وماله ودمه بمجهوده الخاص وكفاءته المنفردة فتمت إضافة 10% من أرض مصر الزراعية الجديدة إلى 6 مليون فدان ورثناها عن الأجيال السابقة..وإذا فقد كانت الحكومة وما زالت معوقة لقضية الاستصلاح وليست دافعا ومساعدا لها..المطلوب هو إطلاق القدرات الشعبية وشق الطرق الصحراوية الموصلة إلى المناطق الصالحة للزراعة وتوصيل شبكة الكهرباء إليها وفقط...والفلاح قادر بعقله ويده أن يحصل على مياه الرى من الآبار في مناطق المياه الجوفية أو في عمل ترع جانبية جديدة مثل التي شقها أجدادنا من آل محمد على وذلك عن طريق شركات مساهمة ينظم إنشاءها قانون رسمي وقرار من الوزارات المعنية والشعب قادر على تجميع المبالغ المطلوبة بجهود ذاتية إذا وثق أن الحكومة لن تستمر عائقا لقضية الاستصلاح ....هذا مع إعطاء الأرض خالصة الملكية لمن يستصلحها وخاصة من صغار الفلاحين فيما لا يزيد عن عشرة أفدنة أو كما يراه الخبراء الزراعيين والقانونيين ومصلحة الأملاك دون الإعاقة المعروفة وحقد الحكومة على من يصلح ويمتلك ...ويا حكومتنا الرشيدة...يد واحدة لا تصفق