مواضيع اليوم

يخرج الياسمين إلى الميادين

أحمد الشرعبي

2012-07-14 11:05:09

0

 يخرج الياسمين إلى الميادين .

 

(قصيدة مهداة إلى  شهداء الربيع العربي )

 

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

 

جريدة العرب اللندنية 12/7/2012

 

َأمْشي في دموع الشَّوارع
لكي يَسمع الرعدُ ضِحكةَ أُمِّي في الغَيْمات
أيها الياسمينُ الأحمر
جاء الربيعُ
فافتح النوافذَ لمطر الكلمات
مَن هؤلاء الفُرسان يَفتحون صدورَهم العارية للمَوْج ؟
مَن هؤلاء الصبايا يَحملنَ الجرحى
على أجنحة الحمَام ؟
يا وَطني الموزَّعَ بين الخفافيش والسجونِ الباردة
اخرجْ من المزهريات الكِلْسية
اعتنقْ ضَوْءَ النهار
حُرَّاً مِثْلَ ذاكرة البرق
جَاءَ مَوعدُ العُرس فاضحكْ كالأنهار
كُلُّ الأشجارِ تُغنِّي للحرية
كُلُّ الميادين تُغنِّي للحرية
وَطنٌ يُولَدُ مِن جديد
أعلى من نوافذ السُّجون
أعلى من صَوْلجان الجنون
يا بَلداً يَغتسلُ في شرايين الشهداء
اكْسِر حَديدَ النوافذ
لم يَعد للطغاة سُجونٌ
كي يَحبسوا الشموعَ
فاحتفلوا بعيد ميلاد الفراشات يا أصدقائي
الزنابقُ والدماءُ الساخنةُ
تلك الصدورُ العاريةُ
أمام قُطعانِ الرَّصاص الحيِّ
إِنَّه الشعبُ الحيُّ
فاترك الموتى للموتى
افتخري بي أيتها الرياحُ
أنا عَرَبِيٌّ
جِلْدي مَيادينُ الحرية
أُحرِّرُ الذكرياتِ مِن سَطوة الوهم
فلتقرأ الأمطارُ اسْمي على لافتات الشوارع
هذه أبجديةُ البرتقالِ المتمرِّدِ على دُستور الإبادة
جَاؤوا مِن كُلِّ الأزقة شَجَراً فِضِّياً للغَد
الذي يَكسر صَمتَ الضَّحايا
يَلبسون الوردَ واقياً ضِدَّ الرَّصاص
كُلُّ السجناءِ في الشَّفق يُغنُّون للحُلْم
كُلُّ المدنِ السجينة في الزوابع تَحلم بالغِناء
فَلْتُولَد ثَوْرتي من عُيونِ الرِّيح
وَلْتَخْرُجْ مِن جِلْدي العصافيرُ المسيَّجةُ بالليلك الأخرسِ
انْطقي أيتها الشوارعُ
دَعيني أَسمعْ رَنينَ دُموعِ الأرصفة
على الأجساد الطَّرية
تَركض الخِيامُ إلى الخِيام
أيها المعْتَصِمُون في صَوْتِ النسور
لَيْسَ زَمنَ اللاجئين أو المتسوِّلين
أنا زمنٌ عَرَبِيٌّ مَكانٌ عَربي
أُصَدِّرُ دِمائي للعُقبان
وأَرتدي نَشيدَ الطرقات
لأَكسرَ خَوْفَ الصَّبايا من الحكايا
وأَزْرعَ الفُلَّ في صُداع الأزقة المنسيَّة
افْتحي نَوافذَ الحلم يا أُمِّي
أنا ابنُكِ الثائرُ في ضَوْءِ البُروق
الشَّاهدُ على ولادة المطر
الشَّهيدُ تحت المطر
أُصَمِّمُ رَايةً لأحلامي
وَآخُذُ حُرِّيتي مِن فَم الرَّصاص الحي
لا وَقْتَ يا بكاءَ البلابل
كَي نَحضن الشهداءَ
بِلادي زَهرةُ الرعودِ
في المزهريات المكسورة
انتهى دُستورُ الإبادة
بَدأ مُسْتَقْبَلٌ لا يُولَد في الشَّظايا
وَهؤلاء القادمون من الفجر
يَقرأون أبجديةَ وُجوههم خَارِجَ المرايا
والرَّصاصُ في صُدور الفراشات
سَيَنْبُتُ قَمْحاً وأزمنةً
أَحْملُ عَلَمَ بِلادي
لِتَنْبُتَ على ضريحي ثَوْرةُ اليَمام
أَشْعِلْ شُموعَ الاستقلال بِصَوْتِ الأمواج
لا مَكانٌ لأوسمةِ الطاغية في نشيدي
ولا هُوِيَّةٌ لِبلادي سِوى انتفاضةِ الحمَام
وَدِّعِيني يا نَوافذَ بَيْتي
سَأَخْرجُ مِن أجفانِ الرَّعشة
لأَحْرِقَ الخوفَ بأبجديةِ الصُّمود
والطرقاتُ سَتَذْكرُ بَصماتِ سُعالي
في الليالي الباردة
كَسرتُ قَيْدي
اكتشفتُ صَوْتي في هُتافات المطر
شَعْبي يَخرج مِن كَهْفه
يَخترع ذاكرةً للحرية
اتركيني يا أوراقَ الشجر
إنني أَسمعُ نِداءاتِ أَرضي
بِلادي
يا كِسْرةَ خُبْزٍ مَنْسِيَّةً على كَراسي القطارات
أرى صَوْتَكِ المبحوحَ يا بلادي الجريحةَ
في دُموعِ البنات
في أُغنيات الفلاحين
في حَنين المذنَّبات
في عُيون العاطلين عن العمل
لا تَمْنعيني يا أُمِّي مِن الذَّهاب
إلى مَيادين الحلم
يا شمسَ الحرية
لا تَحْجُبي وَجْهَكِ عَنِّي
إنني عربيٌّ
أَكتبُ تَاريخاً جديداً للمسحوقين
فَلْتُولَدْ شُعوبُ الرَّفض كالزلازل
أرضُ الحريةِ هذه بِطاقتي الشَّخصيةُ
انتهت اللعبةُ أيها السَّجانُ الأنيق
رَبْطةُ عُنُقِكَ حَبْلُ مِشنقةٍ للشُّعوب
لكنَّ الشُّعوبَ خَرجت مِن جِلدها
كالزَّيتون الماحي
انتهتْ حِصَّةُ التعذيب
يا فَخامةَ الرئيسِ المخلوعِ
عَرْشُكَ جَماجمُ الحمَامات
لكنَّ عَقاربَ الساعة
قَد لَدَغَتْكَ وانتهت اللعبةُ
فَابْكِ على حُطامِ الرُّوح في الهديل المعدني
لَن نَبكيَ على شُهداء الحرية
جَاء الربيعُ العربي
فلا تَسأل عَنِّي يا صَيْفَ العُشَّاق
أنا العَاشِقُ الصاعدُ من آبار الانطفاء
لأُضِيءَ طَريقَ السُّنونو
بِلا حَواجز أَمْنيةٍ
كُلُّ المظاهَراتِ هِيَ اسْمي الحقيقي
والعُروشُ المتساقطةُ هِيَ الْهُوِيَّاتُ المزوَّرةُ
لَيْسَ نِظاماً حَاكِماً بَلْ عِصابةً حَاكِمةً
أيها الطاغيةُ
أنتَ الهويةُ المستحيلة
فَارْحَلْ .

http://www.facebook.com/abuawwad1982




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات