مواضيع اليوم

يحيا العدل

أنس البياتي

2012-06-16 15:51:50

0


(( يحيا العدل ))
شيكاغو – أنس ألبياتي
لمراسلة الكاتب مباشرة والنقاش حول الموضوع
Anass.albayati@iraqimutualaid.org

بعد انتظار طويل مدمر للاعصاب ووسط ترقب جميع العالم صدر الحكم على الرئيس المصري السابق حسني مبارك بالسجن المؤبد! من المؤكد ان الحكم جاء نتيجة طبيعية لمتطلبات الثورة وكنت اتوقع مثل هذا الحكم لكن الغريب ان الحكم لم يرق الى مجموعة من (( الثائرين ))؟
اعتقد انه من المفيد جدا الكلام عن هذا الحكم لعدة اسباب اهمها انه جاء من محكمة مصرية ووفق القانون المصري ومن قاضي مصري وهذه نقاط ايجابية كبيرة لصالح الحكم ولصالح القضاء المصري الذي اكاد اجزم انه كان في دوامة كبيرة اعانه الله عليها حتى توصل لمثل هذا الحكم الذي يعد في وجهة نظري نقلة كبيرة في طريق الديمقراطية ورغم اني مازلت مصرا على ان الثورة في مصر تسير في خطوات تكاد تكون نموذجية اذا ماقورنت بباقي الثورات في دول الربيع العربي. وبمقارنة بسيطة في ماحدث في ليبيا وكيف كانت نهاية القذافي او حتى ماحصل في تونس وكيف هرب الرئيس التونسي او في اليمن وكيف سارت الامور او مايحدث الان في سوريا فان هذا كله يصب في صالح نظريتي بان الثورة المصرية هي نموذج يجب ان يدرس للثورات! وللاسباب التي ذكرت سلفا حول ان القانون اتخذ مجراه الطبيعي وبحكم وطني ووفق القانون السائد! وكنت اتخيل ان الذي سيحدث بعد النطق بهذا الحكم التاريخي وكما هو الحال في معظم الافلام المصرية ان يقوم المدعون او ذويهم بالهتاف بجملة يحيا العدل اكثر من مرة وتزغرد النساء والى اخره مما نشاهده لكن المفاجئة كانت غير متوقعة حيث وكما ذكرت ان القرارلم يرض بعض (( الثائرين )) الذين خرجوا الى ميدان التحرير يطالبون بتطهير القضاء واقالة النائب العام!! مطالب وجدتها غريبة جدا وبقيت اطالع الموضوع حتى اعرف من هم المتظاهرين ومن الذي يدعوا الى مثل هذه المظاهرات؟
وبعد تمحيص وجدت ان المتظاهرين هم من انصار المرشحين الخاسرين في جولة الانتخابات الاولى والتي جرت قبل ايام من الحكم! كان من الممكن ان اتفهم ان مؤيدي المرشحين صباحي او ابو الفتوح والذين حصلوا على نسبة اصوات كبيرة لايستهان بها ابدا لهم راي خاص بالحكم وكان من الطبيعي ان ينزل المرشحون انفسهم للقاء مؤيديهم الذين يرونهم يتفقون لاول مرة!! والسؤال هنا لماذا لم تتفقوا قبل دخول الانتخابات الامر الذي لو حصل لكنتم قد اكتسحتم جميع المرشحين الاخرين ! والجواب بسيط جدا حيث ان كلاهما اصر على انه هو من يمثل الجميع واثر التنازل عن اي شي وبالتالي فمن يريده كله سوف يخسره كله على راي المثل العراقي القديم ولا عزاء لمؤيديكم ابدا ولاتحملوا احد نتيجة انانيتكم وعدم اتفاقكم على خدمة بلدكم! وكانت لهم طلبات هي اقرب مايكون الا عرض للعضلات امام المؤيدين! واتفهمها ايضا ولكن الذي لا افهمه ابدا هو المرشح الخاسر وبجدارة والذي تذيل ترتيب المرشحين والذي نزل مع النازلين وهو يطالب بمجلس رئاسي يكون هو احد اركانه؟؟ هذا على اساس انه تذيل الترتيب والاسئلة المطروحة له لو كنت انت تطالب بذلك فمن حق المرشحين الذين ستجرى بينهم جولة الاعادة المطالبه بحكم فرنسا والدنمارك!! لماذا لايعرف كل واحد حجمه الطبيعي ولماذا لانعترف بالخسارة وماهي علاقة الحكم الصادر بنتائج الانتخابات؟
اعتقد ان الامور تسير بوضوح تام في مصر وفي مسار وجو ديمقراطي املي ان لايفسده من يدعي انه يريد الخير بالبلاد ! انكم تسيرون نحو مستقبل زاهر فلا تفسدوه وامنوا بالديمقراطية وبالقانون وعيوبه وطرق تنفيذه فهو حلكم الوحيد نحو مستقبل ناجز! والا سيكون حالكم حال العراق الذي يرى انه يطبق الديمقراطية لكن من اضيق ابوابها فبعد ان تمت كل العمليات من اختيار رئيس الجمهورية والوزراء والبرلمان بصفقة واحدة كما يسمونها تذكر نواب الشعب ان لهم الحق في سحب الثقة عن رئيس الوزراء وفعلا باشروا بالاجراءات لكنهم نسوا او تناسوا ان قطيع النواب يتبع قائده وان الموضوع معقد حتى الثمالة وان رئيس الوزراء يملك القوة وله من وسائل الضغط الكثير والتي من شأنها تغيير راي النائب وبكل سهولة وهو ماحدث فعلا وفشلت العملية الديمقراطية التي لم يكن لها اي داعي منذ البداية لان الوضع في العراق لم يعتمد على اسس قانونية وانما سارت الامور بالتوافق والاتفاق والصفقات وهو اتعس مايمكن ان تؤدي اليه الديمقراطية!
لن تحل الامور حتى يظهر نيلسون مانديلا مصري واخر عراقي يجعل من التسامح شعارا له وبرنامج عمل! نعم الجميع يحتاج الى المصالحة وربما مع الذات اولا ومن ثم مع الغير وبالتالي ستسير الامورعلى مايرام فماهي الفائدة التي سوف يحصل عليها الثوار من اعدام مبارك؟ اذا اردتم التقدم عليكم بالتصالح ولكم في مانديلا اسوة حسنة وبعكسه ادعوا الاخوة في مصر الى انشاء وزارة للمصالحة الوطنية كما هو الحال في العراق ولبنان على ان يكون وزيرها صاحب وجه (( بشوش ومبتسم دائما )) وهو امر لم اشاهده مطلقا في معالي وزير الدولة العراقي لشؤون المصالحة الوطنية ويحيا العدل!
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات