مواضيع اليوم

يحيا العدل

يحيا العدل

بقلم د.محسن الصفار

سعيد رجل مسالم ولا يحب المشاكل ويعمل في مجال الاعمال الحرة وفي احد الايام حصل بينه وبين احد زبائنه خلاف حاول ان يحله بشتى الطرق ولكنه لم يصل الى نتيجة بسبب تعنت الطرف المقابل واخيرا قرر اللجوء الى القضاء لحسم المسألة وتحصيل حقوقه لدى الطرف المقابل .

في بداية الامر راجع احد المحامين الذي حالما نظر الى الملف نظرة سطحية قال له دون ترديد

- قضيتك كسبانة ومضمونة يا سيد سعيد

فرح سعيد بهذا الكلام  ولكن المحامي اكمل قائلا

- ولكن عليك ان تسدد لنا اتعابنا مقدما

استغرب سعيد وقال

- اليس المفترض ان تكون الاتعاب عند انتهاء القضية ؟

ضحك المحامي وقال

- لا ياحبيبي لا تجري الامور بهذه الطريقة اما ان تدفع مقدما او اذهب وترافع عن نفسك بنفسك

دفع سعيد المبلغ وتم تحديد موعد لجلسة المحكمة , ذهب الى قاعة المحكمة وهو يتخيل انها ستكون مثل المسلسلات الامريكية حيث يجلس القاضي ويقف الخصمان ويترافع كل منهما ثم يصدر القاضي حكمه فورا ويذهب كل لحال سبيله .

عندما نادى القاضي على اسمه وقف هو والمحامي على جانب ومحامي الخصم على الجانب الاخر وقام محاميه بتقديم عريضة الدعوى للقاضي الذي سلم نسخة منها لمحامي الخصم دون ان ينظر اليها او الى سعيد وقال بشكل اتوماتيكي

- تؤجل القضية ثلاثة اشهر للرد من المدعى عليه

صدم سعيد وقال :

- سيادة القاضي ثلاثة اشهر للرد ؟ لماذا هل سيفند المدعى عليه النظرية النسبية كي يحتاج كل هذا الوقت ؟

نظر القاضي اليه بازدراء وقال :

- لاتعلمني عملي والا حبستك بتهمة ازدراء المحكمة واهانة القضاء .

خرج سعيد على مضض متاملا ان يحسم الموضوع بعد ثلاثة اشهر .

عاد الى المحكمة في الموعد الجديد فاذا بمحامي الخصم غائب فقام القاضي اليا بتاجيل القضية ثلاثة اشهر للرد من المدعى عليه .

جن جنون سعيد وقال للقاضي :

- سيادة القاضي عندما يتغيب محامي الخصم فيجب ان تعاقبه هو لا ان تعاقبني انا بتاجيل قضيتي ثلاثة اشهر دون مبرر

وهنا نظر اليه القاضي شزرا وقال :

- اين تحسب نفسك يا سيد سعيد ؟ في مطعم ماكولات سريعة مثلا ؟ هذا قضاء وله اجراءات نتبعها .

وكي لا نطيل عليكم ظلت قضية صاحبنا سعيد بين تاجيل ثلاثة اشهر للرد وثلاثة اشهر اخرى للرد من الجانب الاخر حتى انقضت اربع سنوات على هذا المنوال واخيرا صدر الحكم لصالحه وشعر بسعادة بالغة لانه سيستلم حقوقه مع اتعاب المحامي ورسوم المحكمة .

ذهب الى محاميه وقال :

- مرحبا استاذ متى ساستلم نقودي ؟

ابتسم المحامي وقال :

- صبرا صبرا ياسيد سعيد فما زالت هناك اجراءات التنفيذ وحصر اموال المدعى عليه وووو يعني ما بين 3 الى ستة اشهر كحد ادنى .

وبعد انقضاء عدة اشهر اتصل به المحامي وقال له :

- مبروك لقد اصدر قاضي التنفيذ امره بان يسدد لك المدعى عليه 50 دولار شهريا حتى انتهاء المبلغ

قال سعيد

- انت تمزح يا استاذ الرجل مدين لي بعشرين الفا واذا دفع خمسين شهريا فمعنى ذلك اربعمائة شهر او ثلاثة وثلاثين سنة فهل ساعيش كل هذه المدة اصلا كي استلم كل المبلغ او هل سيعيش هو كي يسدده ؟

قال المحامي والله هذا امر القاضي ولا رجوع عنه وعلى فكرة بقية الاتعاب يجب ان تسددها نقدا وليس على دفعات .

اقفل سعيد الاتصال وقال :

- يحيا العدل !!!

* هذه القصة خيالية ولا تمت الى اي بلد بصلة واي تشابه بينها وبين الواقع مجرد صدفة لاغير

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات