يحكى أن ملكا ظالما جائر كان يحكم قرية صغيرة .. و كان هذا الحاكم يستولي على جهد الفلاحين و يستحوذ على نصف المحصول الزراعي عند كل حصاد لفلاحي القرية .. و كان أهالي القرية يخافون منه و لا يتحدثون بينهم عنه إلا بخير لأن الملك كان يعلق الآذان على أبواب البيوت و ينشر استخباراته في كل أنحاء القرية .. و ذات يوم ثار أحد الفلاحين على ما يفعله ذاك الملك تجاه محاصيلهم و تجاه سياسة هذا الحاكم الاستبدادي .. و أخذ يتشاور خفية مع بقية الفلاحين لينقلبوا على هذا الملك و على ملكه الجائر .. فاتفقوا على الهجوم ليلا على قصر الملك و اغتياله و قتل حاشيته .. و قد كان لهم ذلك .. إلا أنهم بعدما فعلوا فعلتهم اختلفوا من الذي سيحكمهم بعد هذا الملك .. و افترقوا على هذا الاختلاف و بدأ التناحر يأخذ سبيله لهم و نصبوا العداء فيما بينهم .. و تحولت قريتهم الصغيرة الآمنة إلى منطقة عصابات مقسمة لخمسة مناطق تفصل بينهم أكوام النيران و أكوام العداء .. و أصبح القتل و سفك الدماء سهلا و أُستبيحت الأعراض و انتشرت السرقة و النهب و قبع الأهالي في منازلهم خوفا من الموت .. فلا عمل ولا مدرسة و لا حياة .. و لا قانون يضمن الحياة للجميع و لا أمن يجعل الحياة تستمر.. بل تحولت هذه القرية الآمنة لمنطقة للصراع و التناحر و القتل والنهب و غابت شمس الأمن و الأمان عن أجواء تلك القرية و تمنى أهالي القرية أن لو تعود أيام ذلك الحاكم مع كل ظلمه و جوره عليهم بأخذ نصف محصولهم الزراعي على أن تتوقف الحياة برمتها و يموت الأهالي مع محاصيلهم بسبب نيران الفتنة التي دبت و مزقت وفاق أبناء هذه القرية ..
أطيب المنى ..
التعليقات (0)