يحدث للآخرين فقط !
يحدث للآخرين فقط قاعدة رسخّت في عقلية البشر بأن كل الحوادث والأمراض التي لا شفاء منها إلى جانب الإدمان هي مجرد أشياء تحدث للآخرين فقط ! ولن تصيب من يعتقدون ذلك قط مدى الحياة وعندما تحدث لهم يكون السؤال الأول والسريع قول احدهم لماذا حدث لي هذا ؟ وغالبا ما يصاحب الأمر حالة إنكار شديدة ، واستنادا للقاعدة السابقة لا يجب أن يحصل ذلك إلا للآخرين فقط .
بينما الواقع والقاعدة الصحية تقول بأن الكل معرضين لحصول كل شئ ولأي كان فقط تكون هناك بعض الاستثناءات في الحالات التي يكون فيها أخذ الحيطة والحذر دافعاً قوياً لعدم حصول المشكلة فمثلا من يتبع قواعد السلامة في المنزل أقل عرضة لحدوث حريق بينما كلنا معرضون لكل الأمراض من أي نوع ،فهل عرفنا من أين جاءت تلك القاعدة ؟ وعلى أي أساس تم اعتمادها وتعميمها إلى ذلك الحد؟
ربما كانت أنانية النفس البشرية وحرصها على تمني الخير لنفسها ودفع البلاء للآخرين ، وأكبر دليل هو المقولة الشائعة في بعض الثقافات عندما يمرض أحدهم نتمنى الشر لأعدائه الذين لم يعرفوه ولم يسيئوا له وبرغم ذلك نتمنى لهم الشر بصدق وقد يكون بينهم أناس طيبون ضحايا لمن نتمنى زوال الشر عنه.
ومن المؤسف أن تأثير تلك القاعدة سيئ جدا من ناحيتين الأولى أن الإنسان يهمل كثيرا في حياته إيمانا منه بأن الشر لم يقدّر له ولم يكتب عليه وبالتالي ينتهي به الأمر إلى أن كل شئ سئ يحدث له فقط !
والأخرى هي أنه عندما يقع حدث ما يستهلك الإنسان كثيرا من وقته وجهده فقط ليقنع نفسه بأن ما حدث له يمكن أن يحدث لغيره وبالتالي يكون قد أضاع وقته في تصديق المصيبة بدلا من العمل تجنبها وتجنب تأثيراتها.
"يحدث للآخرين فقط" قاعدة جميلة ولكن أساء البعض استعمالها إلى حد كبير لدرجة أنها أصبحت قاتلة وفتاكة في أغلب الأحيان والمؤسف أن الإنسان قد ابتكرها ليريح نفسه من العناء طيلة الوقت بينما يجب أن يستخدمها حين يكون قد أخذ بالأسباب واستحق فعلا بأن ما يحدث للآخرين لا يحدث له.
كاتبة سعودية :
التعليقات (0)