يحدث فى مصر الان
، ان المتأمل لما يحدث حاليا على أرض مصر . ليستشعر بأن ما يدور هو نوع من الحرب . ليس هدفها الاستراتيجى تحطيم طرف أو كسر شوكتة ، بقدر ما أن لها هدف تكتيكى ، هو قض مضجع طرف . و اشعاره بأنه لا امان .
و أيضا رسالة ضمنية بأننا موجودون . و فيها تلميح الى عدم الاستمتاع بأكل تورتة الثورة فى هدوء . و بها تصريح بأن شركاء المغرم شركاء المغنم .
أسرع التحليلات و التفاسير . تتحدث عن طرف ثالث خفى .
ان مواطنى دولة تصرف ثمانية مليارات جنيه سنويا على أعمال السحر و الشعوذة لهى أسهل الشعوب فى تقبل الطرف الخفى على اعتبار أنها تعتقد فى المجهول و تحاول استحضاره على وهم القضاء عليه أو استغلاله فى المساعدة .
و ان دولة تبلغ ميزانية البحث العلمى بها أقل من 3/0 % من حجم الموازنة لحرى بها أن تؤصل لمواطنيها الاعتقاد فى المجهول أو الطرف الخفى .
و بدلا من أن يقوم المثقفون باماطة اللثام عن لغز القضية . و تبصير العامة و الدهماء بحقيقة الأمور .
سارعوا ، اما الى تأكيد نظرية الطرف الثالث ، أو السخرية منها ، عن طريق استعادة روح أفلام اللهو الخفى .
بعض العقلاء تحدثوا عن الثورة المضادة .
و أركانها من قيادات و منظرين يقبعون جميعا فى سجن طره . فكأننا نوفر لهم نوع من التفكير الجمعى حتى يصدر عنهم أحسن الأفكار و أجلها .
أو نوفر لهم مزيد من الوقت للمراجعة و التحليل و الاستعراض . بل و الاتفاق على ما سيقال فى اليوم التالى فى المحكمة أو ماسيتم فعله فى خطوات متتالية لتوصيل الشعب الى سب و لعن الثورة و ما جرى لهم من وراءها .
و ركنهم الثانى . الذين استفادوا من النظام طيلة ثلاثين عاما و حققوا ثروات طائلة . و مناصب و نفوذ لم تراودهم حتى فى احلامهم . يستشعرون أن الثورة تسرق منهم ما حققوه . و توقف نموهم و تعطل طموحهم .و فى الأصل أموالهم وردت بطرق غير شرعية . فلا غرو من صرف جزء يسير منها على أعمال السلب و النهب و التخريب . و أيضا تخريب العقول عن طريق جهلاء الفضائيات .
و طرف ثالث . يتوق للحرية . بعضهم بجهل و يمشون مع القطيع . و بعضهم طبقا لتخطيط مرسوم و تدريب سابق و أموال مدفوعة .
و طرف رابع ، و هوحزب الكنبة . متأرجح بين الانحياز للثوار . أو الانحياز للثورة المضادة . و هو لا يعنيه أهدافهم الاستراتيجية أو التكتيكية . بقدر ما يعنيه توافر لقمة العيش أو وظيفة لأبنه أو زواج أبنته .
ينحاز للثوار فى مطالبهم . و لما يجدها لم تتحقق أ و طال أمد تحقيقها يعود منحازا لفكر الثورة المضادة حيث الثوار هم سبب الركود و الغلاء و الانفلات الأمنى و الانفلات الأخلاقى .
و ما بين المثقفين و المنظرين المعزولين عن عامة الشعب . و بين الاتجار بالدين و دغدغة عواطف العامة و مابين نفى وجود طرف ثالث . و محاولة اثباته و تحضير الجان . سنبقى هكذا لمده طويلة .
كمن وضع قدما فى ماء مثلج و الأخرى فى ماء يغلى .
و ما بين الثلج و الغليان . يتكسب البعض . و يسرق ثمار الثورة بعض آخر . و الشعب حائر،
و الحليم حيران .
eg_eisa@yahoo.com
التعليقات (0)