رجال وأقطاب النظام المصرى السابق يحتاجون للدراسة فعلاً ، فمن كثرة الأكاذيب التى عاشوا فيها وتعايشوا معها صدقوا تلك الأكاذيب وملكت عليهم حياتهم فى صحوهم وفى منامهم ، وسيخطىء من يعتقد أن هؤلاء المذكورين ستتغير وجهة نظرهم وسيعودون لرشدهم ويعترفون بأنهم ضللوا الشعب لسنوات طويلة ، فكل منهم سيقول – وقد قالوا بالفعل – أنهم خدموا الوطن خدمات جليلة لعقود طويلة ويتعجبون من أن هذا الشعب الناكر للجميل لا يحفظ لهؤلاء جمائل أفعالهم ، وحتى لو برّأهم القضاء فالشعب قد قال كلمة إدانتهم ، يكفيهم فقط إفساد الحياة فى مصر سواء سياسية أو إقتصادية أو إجتماعية .
هؤلاء الحلنجية ولاعبو الثلاث ورقات واللاعبون بالبيضة والحجر يظنون أن أكاذيبهم تنطلى على الشعب الذى يعتقدون أنه شعب لا يعرف مصلحته وهم فقط يفهمونها لأنهم لا يعلمون ما يقوله أبسط فرد لا يقرأ ولا يكتب من أفراد هذا الشعب عندما يرى وجههم على الشاشة ، فقط يُقسم بالله – وهو
صادق – أن أى واحد منكم ما هو إلا حلنجى ويلعب بالبيضة والحجر يعنى من الآخر نصاب .
إن أفعال هؤلاء الحلنجية وأقوالهم قبل الثورة معروفة ومكتوبة وموثقة ولكن ما يدعونا إلى المطالبه بدراسة عقلية هؤلاء ودراسة حالتهم النفسية هو ما ظهر من أفعال وتصريحات بعضهم بعد أن قامت ثورة يناير ، فرئيس مجلس الشعب المنحل قبل أن يتم القبض عليه أوضح المذكور بأنه كان معترضاً على كثير مما كان يحدث وقد حذر كثيراً ويظن المذكور بأن كلامه هذا سيُبرِأ ساحته لدرجة أنه قد يُُخيل لمن يقرأ آخر حوار للمذكور بعد الثورة يعتقد أنه هو من قاد وفجّر ثورة يناير ومع هذا لا نُنكر أن أفعاله وما إقترفت يداه كانت من ضمن اسباب قيام الثورة .
وثانى شىء هو الخطاب الصوتى للرئيس السابق والذى بثته قناة العربية ووضح فيه أنه مُتأكد من براءة أبناءه من الكسب غير المشروع مع أن الشواهد توضح غير ذلك ، فالرئيس السابق خرج بعد شهرين من الحديث عن الفساد فى عهده وإتهامه وأولاده وزوجته فى كل وسائل الإعلام بالتربح ليُعلن أنه برىء والشاطر يثُبت غير ذلك (!) .
وآخر المواقف التى يحتاج فعلاً للدراسة هو ما قاله الدكتور محمد سليم العوا فى برنامج العاشرة مساءاً من أن السيد مُفجر ثورة التغيير وهو السيد الوريث جمال مبارك أنه وخلال إجراء التعديلات الدستورية الأخيرة إتصل الوريث بأحد القائمين على إجراء تلك التعديلات والمُقرب من د. العوا وقال له إنتم فعلاً بتغيروا الدستور ؟! فرد عليه الشخص بنعم فرد عليه الوريث السابق مش المفروض تاخدوا رأينا قبل ما تغيروا الدستور ؟ (!) .
فالوريث ما زال يعيش فى الغيبوبة ولا ندرى هل كان يعرف أنه فى تلك الأثناء لم تكن له أى صفة سوا أنه مواطن مصرى مثل غيره وأن صفته الغير دستورية والغير قانونية والتى كان يحكم بها البلد قد زالت بعد أن إستقال من رئاسة لجنة - اللا - سياسات للحزن الوطنى .
فى منتصف فترة ظهور مُفجِر ثورة التغيير أتحفنا بمصطلح "الإنطلاقة الثانية للمُستقبل " دون أن نعرف شيئاً عن بداية وإنتهاء الإنطلاقة الأولى ، ومن سُخريات القدر أن تكون الإنطلاقة الثالثة للمستقبل فى زنازين سجن طُرة .
التعليقات (0)