الآن.. يجب أن نتوقف ..
يجب أن نوقف هذا الطوفان الهائل من مشاعر الثأر والإنتقام التي أقست القلوب ..
يجب أن نرتفع بموجبات الرحمة ونعلو بها فوق مقتضيات العدل وقواعد القصاص ..
يجب أن نوسع الطريق لإنسانيتنا ونسدد كل الطرق أمام أعاصير الغضب والنقمة .. حسني مبارك .. رئيس مصر السابق .. والمقضي عليه بالسجن المؤبد .. رجل بالغ من العمر أرذله .. طاعن في السن .. جاوز الخامسة والثمانين من عمره .. توطنت بجسده الأمراض المزمنة ..
غير أنه محاصر بمشاعر غير مسبوقة بل ومبالغ فيها من الكراهية والرغبات العارمة في الفتك به دون النظر إلى حالته العمرية والصحية وانعزاليته وما يتجرعه من كؤوس المهانة والإذلال والسب والقذف واللعنات والتسابق "المحموم" والمرضي نحو لف حبل المشنقة حول رقبته دون مراعاةٍ أبداً أبداً لظروفه العمرية والصحية ... حسني مبارك رئيس مصر السابق والمسجون حالياً لقضاء عقوبة المؤبد باسم القانون وقواعد العدالة .. فإن ذات القانون وذات العدالة يوجبان الإفراج الصحي عنه بتوافر كافة شروطه في حالة حسني مبارك ..
بنص القانون وطبقاً لنص المادة 486 من قانون الإجراءات الجنائية المصري إذا كان السجن أو الحبس له تأثير مباشر وخطير على حالة السجين الصحية تأثيراً يهدد حياته بالخطر ، فإن للنائب العام أن يشكل لجنة طبية تقوم بإجراءات الكشف والتثبت من حالة السجين وطبيعة مرضه ومدى تأثيره على حياته وتصدر تقريراً بذلك وبناء على هذا التقرير فإن النائب العام يصدر قراراً بإيقاف تنفيذ العقوبة ..
ووفق تلك المادة تم الإفراج الصحي عن "أيمن نور" رئيس حزب الغد السابق ..
وتم الإفراج الصحي عن "خيرت الشاطر" نائب المرشد وعضو مكتب الإرشاد بجماعة الأخوان المسلمين والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية .. وكذلك موضوع الإفراج الصحي عن الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح المرشح السابق لرئاسة الجمهورية وعضو مكتب الإرشاد السابق لجماعة الأخوان المسلمين ..
ومن المستحيل حقيقة وواقعاً أن تكون حالة أي من الثلاثة المذكورين الصحية وقت سجنهم و المستحقة للإفراج الصحي كانت بمثل أو توازي الحالة الصحية بالغة الحرج التي يمر بها الرئيس السابق حسني مبارك الآن ..
نعلم ما يعتري الساحة المصرية من التيارات المتصايحة ليل نهار لا ترتضي بغير الإعدام بديلاً لمبارك ولا يهمها من قريب أو بعيد وضعه العمري والصحي وما يعانيه اليوم مما لا تتحمله الجبال من مشاعر الكراهية والغضب والنقمة والثأر والتي صارت هي العنوان البادي على كل الوجوه المتخذة الشوارع والميادين وسيلة للتعبير عن نفسها ..
السجين "حسني مبارك" وكل سجين على أرض مصر أياً كان اسمه وأياً كانت تهمته له حقوق إنسانية لا يجوز تجاوزها أو التغاضي عنها تحت وطأة أهواء أو نوازع أو رغبات أحد ولو كان عدده بالملايين ..
نعم .. يمكننا وبل ويحق لنا أن نحاكم "حسني مبارك" عمايكون ارتكبه من جرائم والأحكام تصدر عليه بصفته وعلى عهده وعلى نظامه حتى يحفظها التاريخ ..
المبادئ الذي اندلعت الثورات من أجلها يجب أن تعلو فوق كافة الأهواء . ويجب أن تسمو فوق كل الضغائن .. ويجب أن ترتفع فوق جميع الحسابات ..
أفرجوا عن "حسني مبارك" لظروفه الصحية باسم القانون بل وباسم الثورة التي جعلت العدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية شعاراً لها
فالرحمة التي هي فوق العدل تقتضي أن نرحمه لظروف سنه وصحته ومرضه المحدق بحياته
والعدل الذي هو فوق الهوى يقتضي أن تطبق عليه ظروف الإفراج الصحي ..
والقانون الذي جاءت الثورة لأجل إعلائه يقتضي ألا نتغاضى عن تطبيق قواعد الإفراج الصحي عن الرئيس السابق خوفاً من ردة فعل رافضة ومطالبة بإعدامه تحت أي ظرف ..
أفرجوا عن السجين " حسني مبارك " .. الآن ..
التعليقات (0)