يتيمات الطائف أولى بالمعروف
منزل متواضع يحتضن ثلاث وردات هاجر وبشائر وحنان على قمة حي شعبي بطائف الورد , أختطف الموت أباهن فتلقاهن حضن الأم لعل وعسى يعوض الثلاث وردات حنان الاب وصدره الحنون ويهون عليهن جور الزمن الغادر , لكن وبدون سابق إنذار تسلل المرض إلى جسد الأم خلسة فأختطفها الموت من بينهن تركهن وحيدات بلا أم وبلا أب , حزن ومراره وكأبة والم , تنقلن من حضن إلى حضن حضن الاب وحضن الام وأستقر بهن القدر بحضن جدتهن التي حملت حمل ثقيل ثلاث وردات بدأ الزمن يقسو عليهن ويحط بثقله عليهن بلا رحمة أو شفقة .
حال جدتهن كحال المستجير من الرمضاء بالنار حيلتها قليلة فعوامل الزمن غيرتها وحولتها لإنسان يبتغي حسن الخاتمة , لكن صدمات الحياة جعلت منها ملجأ لثلاث وردات لا يتعدين 12 ربيعاً هم لم يفارقها منذ نعومة أظفارها حتى سن اليأس , قلبها كبير أحتمل كل شيء حتى دموع الوردات اليتيمات , لكن لا يستطيع أحد التنبؤ بحال اليتميات بعد أن يفقدن حضن أحتضهن مؤقتاً فالموت لا موعد له وتلك هي سنة الله في خلقه ؟ .
الاقربون أولى بالمعروف فالجسد الواحد يتألم إذا اشتكى منه عضو , وردات الطائف الثلاث اللواتي بدأن يذبلن فاقدات للأمل و جدتهن المثقلة بالهموم في أمس الحاجة لوقفة أهل الخير والإحسان وأهل الإنسانية , يتم وفقر وحاجة ومستقبل غامض يحيط ببنات لا ذنب لهن , يتيمات بحاجة لمن يقف معهن ويعوضهن عن دموع سكبت بالليل والنهار , يتيمات بحاجة لمن يزرع بقلوبهن الأمل والفرح والسرور , يتيمات بحاجة لمن يزرع البسمه ويعوضهن عن الحزن والكأبة !
تختلط الدموع بالكلمات لكن لكل من قرأ قصة يتيمات الطائف ولكل من لم يقرأها أليس الاقربون أولى بالمعروف والإنسان الحقيقي هو من يفعل لهن أي شيء يسهم في تغيير واقعهن الاليم ويزرع بقلوبهن الصغيرة أمل يزيل ضبابية المستقبل المجهول !!
سطر : دموعكن دموع لي !
التعليقات (0)