يبني تاج محل مصغر تخليداً لذكرى زوجته
فيصل قادري يحمل صورة زوجته أمام الضريح
بنى عجوز هندي ضريح على قبر زوجته المتوفية شبيه بضريح تاج محل المشهور، تخليداً لذكراها وتعبيراً عن حبه لها . وقد أوصى بأن يدفن إلى جوارها عند وفاته .
ضريح تاج محل الأصلي
العجوز الهندي مسلم عمره الآن 77 سنة إسمه فيصل حسن قادري . ويعمل في مكتب بريد قريته . أو قل هو الموظف الوحيد في هذا المكتب البريدي القروي الصغير.
ضريح تاج محل المصغر
أنفق فيصل قادري حتى الآن مايقارب 17000 دولار أمريكي بعد أن باع معظم ممتلكاته ومصاغ زوجته المتوفية وسحب كل رصيده في البنك . ولم يتبقى له من ممتلكات سوى بيته والأرض الصغيرة التي دفن فيها زوجته وبنى الضريح على مساحة منها.
مساحة الضريح 50 × 50 قدم وبإمكان الزوج الأرمل الإطلالة عليه من نافذة منزلة الصغير مباشرة.
يقع الضريح في ضواحي بولاند شهر في ولاية اتار براديش الهندية . وقد شيد البناء من الحجر الرملي والحجر الأحمر والأسمنت والحديد.
ولكن بسبب عدم كفاية المال اللازم فقد توقف البناء حالياً وحيث يرفض الزوج تلقي أي إعانات أو تبرعات مهما كانت مبرراتها . فهو يرغب في أن يكون البناء من كده وعرقه لأنه يأتي تعبيراً وهدية شخصية منه لزوجته.
فيصل قادري حزين وهو يسترجع ذكرى زوجته المتوفية
وعن أسباب بناء الزوج لهذا الضريح يقول أنه وزوجته لم ينجبا أطفالاً رغم زواجهما في سن مبكرة جداً وأنه من فرط حبه وإخلاصه لها لم يفكر في الزواج بأخرى . وواصل قوله أن زوجته وهي تحتضر قالت له أنهما بعد وفاتهما سيطويهما النسيان بسبب عدم إنجابهما فوعدها بأن يخلد ذكراها بعمل يحول دون نسيان الناس لهما.
بعض الذكريات التي تبقت من رحلة فيصل قادري مع زوجته
توفيت زوجة فيصل قادري في ديسمبر 2011م وبدأ بناء الضريح في فبراير 2012م
وكانت المفاجأة أن الضريح قد وجد تعاطفاً وتجاوباً وصدى غير متوقع في كافة أرجاء الهند وانهالت المكالمات من نيودلهي وبومبي تستأذن صاحبه في زيارته . وعرض عليه كثيرون المساعدة لكنه رفض واعتذر لهم بأنه لن يقبل أية إعانات أو مساعدات .
وقد أطلق على الضريح مسمى (تاج محل المصغر) Mini Tag Mahal . ثم طارت أخبار الضريح لتنتشر في الكثير من أنحاء العالم الأخرى خارج الهند . وبالفعل أصبح الضريح حتى قبل إكتمال العمل فيه مزاراً للكثير من الناس والعشاق والأزواج يومياً ؛ يأتون إليه من كافة أنحاء الهند تعبيراً عن مشاركتهم المعاني العاطفية الرقيقة والروحية السامية التي تكتنف بنائه وأجواء أرجائه لعلاقة حب نادرة ووفاء منقطع النظير.
وربما أتى هذا التفاعل العاطفي الشعبي المنقطع النظير في الداخل الهندي لكون هذا الضريح الشبيه بتاج محل قد بني على يد مواطن عادي فقير كبير السن ومن ماله الحلال الخالص ..... وهو ما يعطي زخماً عميقاً ومصداقية أكثر من تلك التي كان عليها إمبراطور مغولي غني صاحب سلطة وسطوة وجاه ؛ لاندري ما إذا كان قد إستغل المال العام في بناء ضريح تاج محل الأصلي . أو تلقى هدايا وتبرعات من كبار المقاولين وأغنياء التجار وحكام الولايات في عصره بهدف التقرب منه ؛ ونيل الحظوة عنده للحصول على منافع وتجارة حصرية ومشاريع عامة تدر عليهم أرباحا بأضعاف ما أنفقوه من هدايا وقرابين مالية وعينية.
الشعوب في رؤاها الجمعية ذكية ..... والشعوب لا تخطيء أبــداً في مواقفها العامة .... ومن المتوقع وفق هذه المعطيات والإدراك الشعبي العام أن يتحول هذا الضريح إلى منافس قوي لتاج محل الأصلي .. بحيث يصبح "تاج محل الفقراء" . والمعـبّـر الصادق عنهم . ينحازون إليه بوصفه نتاج لإرادة الفقراء ومشاعر الفقراء العاطفية الصادقة برغم الضنك وشظف العيش والمعاناة اليومية للبقاء على قيد الحياة ، وإضافة إنجاز مّـا من عرق الجبين والكـدّ الحلال دون إستغلال للسلطة والنفوذ وإجبار فقراء الشعب على العمل بالسخرة .... هكذا يكون الإنجاز الصادق المحترم اللائق ، ويكون التأمل في قدرات البشر البسطاء على مر الزمان.
يعمل الزوج فيصل حسين قادري في بناء الضريح بنفسه بمعاونة أربعة عمال بناء . وقال أن بعمل ثمان ساعات في اليوم لاستكمال البناء لكنه لم يكتمل بعد بسبب صرفه للعمال الأربعة نظراً لأنه لم تتبقى لديه أموال كافية لدفعها أجرة لهم.
وعن علاقته اليومية بزوجته يقول أنهما كانا على وئام وتفاهم ومحبة صادقة . وأنهما لم يتشاجرا شجاراً كبيراً طوال فترة حياتهما الزوجية التي إمتدت قرابة 60 سنة . لكن كانت تجري بينهما شجارات خفيفة بسيطة ما بين فترة وأخرى متباعدة كالتي تنشأ بين الزوجين عادة وتعتبر ملح الحياة الزوجية السعيدة.
بقى أن نعرف أن ضريح تاج محل المعروف قد بني عام 1630م من الرخام الأبيض الخالص . وقد بناه الإمبراطور المغولي شاه جهان تخليداً لذكرى زوجته ممتاز محل وتعبيراً عن حبه الصادق لها . وأصبح هذا الضريح الذي يضم قبر زوجته مزاراً للسائحين من مختلف أنحاء العالم وأعجوبة من أعاجيب الدنيا السبع.
التعليقات (0)