مواضيع اليوم

يبقى الوضع على ما هو عليه

نسيم ضناوي

2011-05-16 10:26:07

0

يبقى الوضع على ما هو عليه

المواكب لعملية تشكيل الحكومة اللبنانية والمتابع للعراقيل المتنقلة التي توضع في وجه المكلف بتشكيلها سواء كانت عراقيل بالاصالة او بالوكالة او بالجهالة، والناظر الى ذلك الاجتماع الصوري للقيادات الدينية وما نتج عنه ومنه وبعده، والمراقب لمواقف ريا وشربل وعدة الشغل لكل منهما واستعمال حياة الناس رهينة لتجاذباتهم السياسية، والمشاهد لتقارير الضائقة الاقتصادية في التلفزيون الاحمر بالمربع الصغير والتي غابت عنه كليبات البلد الماشي والشغل الماشي واستعيض عنها بـ ويني الدولة؟، والمتفرج على الكميات الهائلة من البرامج السياسية على قناة الحمضيات والتي اصبحت بوقا للتعطيل واداة لتسطيح العقل اللبناني، والمهتم بالسياحة والسياح المحجمين منهم والمحجمات والممتنعين عن القدوم الى قطعة السما والى الجنة اللبنانية والممتنعات، والمستمع الى تصاريح بعض الساسة اللبنانيين الذين استولوا على السلطة بالحقن المذهبي والطائفي وفي زحمة الضخ الاعلامي واستعمال دماء الشهداء الزكية في مصالح ضيقة ومكاسب نفعية، والمطلع على المقالات الصحفية واقلام المونبلان الذهبية التي تكتب من وجع الشعب اللبناني.
يجد ان كل الساسة والمشتغلين في عالم السياسة الا من رحم الله قد اتفقوا على ان لا يتفقوا وتعاهدوا على ان يبقى الوضع على ما هو عليه وعلى المتضرر ان يلجأ الى القضاء والقدر، وان يشكو امره وهمه الى رب البشر، ويجد ان هؤلاء كلهم بعيدين عنا وعن ما نعيشه وما نكابده نحن الشعب اللبناني، وعن ما يحل مشاكلنا وازماتنا، لانها ليست مشاكلهم ولا ازماتهم ولا يعرفون عنها شيئا الا ما تنقله لهم اقلام وافلام زبانيتهم المترفعين في سلم الرتب والرواتب، والزائدة عندهم النِعم كلما قالوا نعم، وكلما رفعوا من معنويات زعيمهم ولو كان اتفه من التفاهة، ولو كان وريثا شرعيا او غير شرعي لا يملك الا ما ورثه، ويخسره في مغامراته الكلامية التي يشجعه عليها ثلة من المستشارين المتنورين المنثورين في المكاتب المبردة والديكورات المشجعة على ابداع المواقف التي تعرقل الوطن، والتي يحتاج اصحابها لا الى وطن وانما الى مصح ينتشلهم من انانياتهم وامراضهم الطائفية المزمنة.
فليبقى الوضع على ما هو عليه وليأخذ الرئيس المكلف وقته الكافي مهما طال خير من ان تأتي حكومة محكومة بالفشل ومعدومة الافق، وخير من أن تضيع على الوطن اللبناني فرصة قد تكون نادرة بدولة قوية قادرة وصالحة لحكم الناس وتنظيم حياتهم، وخير من ان يتسلل الى حكم الناس من كان سببا في افقارهم ومن كان اداة لدمارهم تارة تحت ستار الغائهم وتارة بتحريرهم، وافضل من أن نعرج الى الدولة بحكومة مرهونة بقرارها للخارج شرقا كان ام غربا يمينا كان او يسارا او حتى في البعد الثالث. نعم ليبقى الوضع على ما هو عليه والدستور اعطاك مدة غير محدودة فخذها ومساحة قرار ممدودة فاحفظها لهذا الموقع الميثاقي الدستوري وليبقى الوضع على ما هو عليه
.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !