يبدو ان الكويت لم تتعلم من التاريخ القريب؟
تصر الحكومة الكويتية وتصر ابواقها الاعلامية وتصر مؤسساتها " الديمقراطية " على اعادة عقارب الساعة ودورة الزمن الى بداية عام 1990 يوم كانت نفس الابواق التي تزعق الان ضد العراق " الجديد" تزعق ضد عراق البعث فاذا كان عراق البعث معتدي وارهابي واستعماري كما كانت ولاتزال تقول هذه الابواق فلماذا الهجمة الكويتية على عراق اليوم الذي اصبح بفعل حرب التحرير الامريكية التي وفرت ظروفها اللوجستية حكومة الكويت عراقا ديمقراطيا مسالما بعد نزع انيابه التي كانت توتر عقول ونفوس الحكومة الكويتية .
اليس من حقنا ان نتسائل عن الاصرار الكويتي على تحصيل التعويضات التي انهكت الشعب العراقي في حين ان الكويت لاتحتاجها فماذا لو كانت الخطوة الكويتية نحو العراق هي الغاء هذه التعويضات وعدم المطالبة بها لفتح صفحة جديدة مع العراق "الجديد" العراق الذي لم يعد "خطرا" على احد .
الشيء المهم والخطير الذي يجب ان تعرفه حكومة طويل العمر هو ان العراق باقي بقرب "دولته" وان كل قوى الارض لايمكن لها ان تحوله من مكانه , وان الحال لايمكن ان يبقى بهذا الشكل طويلا فالتاريخ اثبت ان هذا الوطن وهذا الشعب لاتلويه المحن ولا تؤثر في عزيمته الخطوب وانه كالعنقاء يخرج قويا من تحت ركام التامر والدمار دائما ليعود كما كان رمزا للقوة والشموخ مطالبا بحقه مهما طال الزمن .. فهل تعي الحكومة الكويتية ذلك ام انها قد اختارت جانب العداء لهذا الشعب مهما تغير شكل حكومته فمشكلتها كما يبدو مع العراق كوطن وكشعب لاكحكومة او نظام .
في زمن العراق " الديمقراطي " في زمن الحرية الامريكية في زمن السوق المفتوح على مصراعيه لبيع الشرف والاخلاق والدين والمواقف بحفنة من الدولارات في زمن حكم الرعاع لهذا البلد العظيم هانت النفوس وخضعت امام الدولار ومغرياته واستشرت الرذيلة السياسية والاخلاقية بين من يسمون انفسهم اجراما " بقادة العراق" حتى هانوا على الناس واهانوا بلدهم واسمه وتاريخه الذي كان يفخر به الطفل في المدرسة و العامل في المعمل والفلاح في حقله عندما كان رجال العراق الاحرار يقودون المسيرة , اين اصبحنا ماذا اقترفنا كشعب ليسلط علينا اشباه الرجال الى الحد الذي يكون فيه معتوه من كتاب البترول يستطيع ان يتطاول على العراق وان يقول ان اكثر من نصف " ممثلي الشعب العراقي " معروضون للبيع " .
هذا القزم يتطاول على العراق وشعبه عندما يصف مؤسساته التي من المفروض انها تمثل الشعب انها معروضة للبيع , لكن الحق ليس عليه بل الحق كل الحق على هذا الشعب الذي اختار هؤلاء و لم يقم بثورته عليهم لحد الان بعد كل ما راه وسمعه عن اجرامهم وعن بيع شرف العراق وتاريخه للملالي الجهلة في طهران ولكل من يملك الورقة الخضراء حتى استطاع معتوه غارق في ملذاته الحرام الملطخة برائحة البترول القذرة ودم الشهداء ان يستطيع ان يقول ما قال على العراق العظيم وهو يعلم انه لايوجد في ساسة عراق اليوم من يريميه باي شيء .. حتى ولو مطفاء سكائر ....
التعليقات (0)