مواضيع اليوم

يبدأ الفساد صغيرا فيكبر

حسن اسافن

2009-12-07 09:21:51

0

علي البحراني - 7 / 12 / 2009م -  
ما حدث في جدة قصة إهمال واستسفاف لصغير فكبر واستفحل حتى غدونا في قمة التصنيف لهرم الدول الفاسدة لدى منظمات مهتمة بهذا الشأن كمنظمة الشفافية والتي تصدر تقريرا سنويا تصنفنا فيه بعد نيجيريا فسادا للأسف لم نعر هذا التصنيف اهتماما بل أن بعض الصحف والكتاب اتهموا القائمون على تلك المنظمة أنهم أعداء النجاح، مالهم اليوم يقرون بالفساد الذي حذرتنا تلك المنظمات منه بعد خراب مالطا، منظمات آخرى صنفتنا في آخر الدول تعليما وتطورا وتطبيقا للأنظمة والقوانين وتلك أيضا تواجه هجوما من كتابنا وإعلامنا دون النظر إلى مدخلات تلك التقارير والتي اتت مخرجاتها بتلك النتائج حتى وقعت تلك الأحداث المأساوية والتي راح ضحيتها أناس أبرياء جرفهم السيل كما جرف أموالهم أناس فاسدون حمتهم الأنظمة والقوانين وتحميهم حتى اللحظة لأننا جميعا في هذه البلاد حتى الآن لم نسمع أو نرى مسؤلا برتبة معالي مهما سمعنا عن فداحة جرائمه أو على رأس جهاز مسؤول عن كوارث حدثت في قفص الاتهام وتحت طائلة المساءلة فلم تحدث في تاريخ المملكة حتى اللحظة فإذا كانوا هؤلاء يملكون صكوك البراءة قبل وقوع أي حدث إجرامي يرتكبونه فلماذا يتورعون عن ارتكابه.

للأسف في الوقت الراهن غدونا نشم رائحة الفساد في كل متر من أرض الوطن الغالي:

• فعندما نسير ببسيارتك على الطرقات وتتلفت حولك فتجد شجرا بالآلاف تكلف زراعة الواحدة منها 500 ريال لأنها تزرع في البحر وهي شجرة القرم تجرف ويدفن ساحلها في انتهاك صارخ للبيئة البحرية تشم رائحة الفساد.

• عندما تدخل أي مدينة في المملكة فتجد جسر المشاة قد شيد في مدخل تلك المدينة دونما وجود أحياء من جهتيه وقد بني كواجهة دخول وليس للمنفعة في الاستخدام تشم رائحة الفساد.

• عندما تقرأ مناقصات لمشاريع في كل القطاعات قد اختفت منها لغة الملايين وهي قيمتها الحقيقية واستبدلت بالمليارات تشم رائحة الفساد.

• عندما تسن قوانين البناء وتجد أن معظم البنايات مخالفة لهذه القوانين تشم فيها موظفون مراقبون فاسدون.

• عندما تجد أحياء بها جميع الخدمات وفي نفس المدينة أحياء آخرى ليس بها متطلبات الحياة تتسبب رائحة الفساد في موتك قهرا.

• عندما تجد مشاريعنا تنفذ سلحفائيا وغير متقنة وفيها خطر على المواطنين كالأنفاق أو الجسور ولم تكن في تجربة واحدة بل تتكرر نفس التجربة تغرقك مياه الفساد المنسابة من جدران تلك المشاريع.

• عندما تسلم مباني المدارس الجديدة ومع أول زخة مطر تهطل تلك القطرات إلى رؤوس الطلبة داخل فصولهم تغمرك أمطار الفساد.

• عندما ترى المسئولين محاطين بالخدم والحرس والسائقين ويسلكون طرقا معبد ة ومزروعة بالزهور والأشجار وبها جميع الخدمات بعيدا عن الطرق التي يسلكها المواطنون بشكل يومي والتي تفتقد حتى مسماها كطرق والمسئول لا يقبل إلا أن يسير بعيدا عنها فستشعر فالفساد حتما.

إن كارثة جدة لا تكشف عن حجم الفساد الذي نعيشه في جدة فقط بل تكشف عن فساد مستشري في البلاد والعباد فهل ستنبئ الأيام القادمة عن كبح لهذا الفساد الذي نخر ارض الوطن فتسن القوانين الصارمة والمعاقبة لمن هم على رأس الأجهزة المتسببة في فساد مهما صغر.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !