"ياااا وَنّي بوردة ياصَلْ مرحبا" سمعت هذه العبارة مرات ومرات خلال قضائي أسبوع إجازة في صحرائي.. في مسقط رأسي..مدينة العيون الحبيبة. ."يا وني" "يا ونوني" ربما لكثر ما سمعتها استرعى انتباهي شيئا ما فيها ..أحسست بجمالها وكم هي قريبة من الروح وكم لمعناها من وقع جميل في النفس. ولا أدري حقيقة من أين تستمد جمالها هل من سياق الحفاوة أم من ذاتها؟
.. بين القمر والنجوم علاقة وطيدة فإذا كان القمر يستمد نوره من النجوم، فالأكيد أن سياق الحفاوة يستمد دفء جماله من هذه الكلمة الجميلة في لهجتنا الحسانية "وني" و"يا وَنّي بيك" و"يا وَنْوَنّي"..
..عبارة تزن من عبق الصحراء حمولة القوافل التي وطأتها من يوم أوجدها الخالق..عبارة خفيفة في اللسان ثقيلة في ميزان الود .."وني بكم" ثم "وني بكم"..
..
أسبوع في العيون كان حقيقة مميز استمتعت بحكايا كثيرة وسعدت بوجوه وحزنت لأخرى ..أسعدني أن لي معارف أطلق سراحهم فترة قدومي للعيون..وأكثر ما أحزنني النبأ المتأخر لوفاة ديمي مطربة موريتانيا الأولى..
..
ديمي الغائبة الحاضرة داخل كل أسرة صحراوية تقدر "الهول" وتستمتع "بحَسْ" أي صوت ديمي وهي "تتنهول".. لم تكن ديمي واجهة موريتانيا الفنية فحسب ولكن ما يحسب لها أنها كانت مثل الأم تيريزا في مواقفها الخيرية اتجاه أبناء وطنها ..كانت أم حنون وسيدة ذات مواقف أدخلتها تاريخ موريتانيا بالإضافة إلى صوتها وهي تغني مقامات خاصة في الهول الحساني عجزت الكثير من الفنانات عن أدائها حتى الساعة.. تغمد الله روح الفنانة ديمي في فسيح جناته وألهم معجبيها الصبر والسلوان.
التعليقات (0)