يصاب الإنسان بالدهشة من تصريحات قادة الحزب الوطنى وثورتهم وغضبهم ممن لا يروا – من أمثالنا – إلا نصف الكوب الفارغ مع أن الواضح أن الكوب ليس به إلا بعض نقاط من الماء وهذه النقاط موجودة أصلاً بسبب عدم إلتفات الحزب الوطنى وسرقته لها .
ولأننا نعيش وسط أغلبية صامته ، وأحزاب ضعيفه و جماعة - محظورة - و منذ نشأتها ولمصلحتها تدمن عقد الصفقات السرية ، يأتى رجال الحزب الوطنى ويقولون بكل ثقه - كما حدث فى 2005 - بأن الدستور لن يتم تعديله وهذا من حقهم ولكن عندما نسمع منهم أن الحزب الوطنى لا يخضع لأى ضغط من أحد فلابد وأنهم يستندون على أن الحزب الوطنى قوى ، لذلك علينا أن نبحث عن أى أمارة تعضد تلك الثقة المفرطة فى قوة الحزب الوطنى والتى يؤمن بها هؤلاء ، فهل جاءت تلك الثقة المفرطة بسبب إرتكان الحزب على تزوير الإنتخابات أم بسبب أن أحزاب المعارضة كرتونية والحزب الوطنى من الكرتون المقوى بالأمن ؟! أم أن أحزاب مصر الحقيقية والمليونية مثل حزب مرضى السرطان بسبب مبيدات أمناء ونواب الحزب الوطنى أو حزب مرضى الفشل الكلوى بسبب مياه الشرب الملوثة القادمة من بنية الحزب التحتية التى يحسدنا العالم عليها ، أو أن الحزب المليونى لمرضى الكبد ضحايا زراعات الحزب المروية بمياه المجارى قد إنضموا جميعاً للحزب الوطنى ؟! أم حزب الملايين الهادرة من ساكنى القبور والعشوائيات قد إنضموا إلى سادة الحزب من ساكنى القصور والفيللات ؟! أم أن حزب الملايين من العاطلين قد إنضموا لكوادر الحزب لينطلقوا معاً الإنطلاقه الثالثة للمستقبل ؟! أم أن الحزب المليونى لأطفال الشوارع المولودون مع ميلاد الحزب الوطنى بقيادة الأخوة التوربينى وبقو وقشوع وحناطه قد وقَّعوا إستمارة الإنضمام لكوادر الحزب ولهذا فالحزب لا ينزل فقط للشارع بل يعيش فيه ؟! أم بأمارة أنين الفلاح المصرى المسكين أم بأمارة سرير الإحتجاج العمالى على رصيف الحكومة والبرلمان ؟! أم بفوز 65 سيدة بمقعد فى المجلس الموقر وهزيمة ملايين من بنات مصر بالعنوسة بسبب سياسات الحزب ؟! أم … أم أسكت أحسن (!!) .
فإذا كان الدكتور جلال أمين قد قال " الناس تعرف والنظام يعرف أنهم يعرفون فما جدوى كل هذه الحملات الدعائية " ولذلك نقول لمنظرى الحزب الوطنى وعلى بلاطه " إلعبوا غيرها " , فأنتم تعيشون فى الخيال ولن تستطيعوا صدمة النزول لأرض الواقع .
التعليقات (0)