حتى هذه اللحظة لم أحظى بمعلومة صحيحة حول ما إذا كانت وزارة الإقتصاد والتخطيط وزارة خدمية أم لا، غير أنها تؤكد في تعريف نفسها على موقعها الإلكتروني أنها لا تقدم الخدمات مباشرة للمواطنين ولكنها تضمن أن جميع الجهات الحكومية تعمل بروح من التنسيق لتحقيق أولويات السياسات المحددة.
هذا الكلام جميل، لكنه يشبه إلى حد كبير من جاء من بيانات عامة على نفس الموقع، أي أنه في نسق الحديث الإنشائي الذي تدبجه الوزارة في الموقع دون توضيح او تدليل، فالموقع ملئ بالمعلومات والخطط والإستراتيجيات الوطنية التنموية في شؤون الشباب والنقل والتخصيص وخطط التقنية والإتصالات، ولكن لا وجود لمثل هذه الخطط على أرض الواقع، والمفاجأة أن النوافذ التي تخص هذه الإستراتيجيات والخطط في الموقع تحيلك إلى مواقع وزارية أخرى وكأن الوزارة تعمل بإيدي ليست لها.
موقع وزارة التخطيط البائس في زمن الحراك الإلكتروني والمد التقني والمعلوماتي يوحي بأن الوزارة بعيدة تماما عن واقعنا المعاش، وحتى الإفتراضي، وتبلغ هذه القناعة مداها إذا فتحت رابط يحمل عنوان ندوة الرؤية المستقبلية للإقتصاد السعودي حتى العام 1440هـ، لتأتيك المعلومة الطازجة "المؤتمر برعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني". أي تخطيط للمستقبل هذا؟
تقول الوزارة أن من صميم عملها مساعدة الجهات الحكومية الأخرى في المسائل المتعلقة بالتخطيط والإحصاءات، وهذا ايضا كلام جميل، ولكن لم تذكر أي وزارة أو جهة في بياناتها الرسمية أنها استعانت بوزارة التخطيط لتنفيذ إحصاءاتها وخططها، بل أن مسائل الإحصاء شبه مغيبة في البلاد وهو ما يعاني منه الباحثون كثيرا.
وحين راحت مؤخرا بعض الجهات الحكومية والوزارات تتعلل عن توقف المشاريع، برمي الكرة في ملعب وزارة المالية لعدم إستيفاء مبالغ مالية تخص مشروعات تنموية أو تأخر صرفها، غابت وزارة التخطيط عن هذا المشهد مع أنها من المفترض أن تكون في قلب العاصفة، كونها جهة التخطيط التي تنسق بين المالية والأجهزة الأخرى.
الوزارة غائبة أيضا عن التفاعل مع الحراك اليومي الإجتماعي والتنموي، فلا خطط قصيرة المدى ولا دراسات إحصائية سريعة ولا ورش عمل أو تدريب ولا حتى مشاركة بالكلمة والرأي في ما حدث ويحدث، وزيارة واحدة لأي موقع وزارة تخطيط في دول عربية- ليست أجنبية- ستجعلك تتيقن أن وزارتنا الكريمة أكتفت بوضع الخطط الخمسية ومتابعة أعمال إحصاء السكان والمساكن، ونامت في وسط الزحام.
http://cutt.us/CPx
التعليقات (0)