يا هلال العيد

 يا هلال العيد

منذ ان تركتنا
منذ ان فارقتنا
عشرون الف شهيد
او يزيد
في زمن الجواري والعبيد
ذبحوا الوليد
من الوريد الى الوريد
......................
يا هلال العيد
سبحان من أبدعك
ما أروعك
هالني...أفزعني
ما افزعك
فاخفِت الضوء واخفِ مطلعك
والزم الصمت لكيلا نسمعك
وأخافُ من مجرم الشام بأن يتبعك
رأيتهم يسلون السيوف
يقصدون مخدعك...
وسمعت قبائل الشرك
تدبر في الظلمة أمراً
تبغي مصرعك
...................
لهذا أتيتك عند المساء
مترقباً...متربصاً
متردداً...متوجساً
وعيني تجول في السماء
متوترة مستترة
بين الجبال
تقتفي أثرك
تداعب النجوم ...تحتال
لكي تأتي يا هلال
سالماً كامل الخصال
..................
غداً أو بعد غد
ستعلن الخبر الاكيد
عيد سعيد
غدا ..كساعي البريد
تسلمنا الرسالة
وتختفي.. في فلك بعيد
غداً أو بعد غد
عيد سعيد
وماذا بعد؟
خارطة الدم
في الوطن العربي
تتوسع تمتد
والسيف على ارض الاسلام
يقسو يشتد
والوعد الصادق
كم صدقناه
فخان العهد
ما كان بذاك الصدق
وما كان بذاك الوعد
غداً أو بعد غد
عن عمد...عن قصد
سأرسم على وجهي ابتسامة
بكل الجهد
لكن الحزن على وجهي
لا بد سيرتد
لكني مع هذا
سألتزم الجد
سأكتب
في الموجز والشامل
لمن أعرفه ومن لا أعرفه
لكل شريد وطريد
ومن يحيا وحيد
كل عام وأنتم بأحسن حال
من وطن ..كان
وطن الجمال
وطن المحبة والخيال
كيف أتى الموت لنا
ولماذا حط عندنا
عصا الترحال؟
...............
ولماذا لا يزال
دمنا يراق
في الشام في العراق
وبعد الثورة يبقى الاتفاق
فنغلق المعابر
ونهدم الأنفاق
....................
فلا ترددوا
ولا تجددوا المقال
لا تذكروا من قال...
"انثروا القمح على عالي الجبال"
بعد ان سكتم على من
أحرق السهول ويتم الاطفال
فهل يجدي يا هلال!!
ان نذكر الماضي
وحاضرنا سراب وظلال
وهل ينفع
أن نقول غدا لبعضنا
عيدًا سعيدًا
أيجوز ان نكرّر او نعيد
عمرًا مجيدًا
فجرًا جديد....
وقطار الموت يأتي بالمزيد
ليقتل الكبار والصغار
في بغداد وقندهار
في دمشق ومينمار..
قف..
قف يا قطار
وليهدأ الاعصار
يكفينا دمار..