يخلقون أزمات ليصبحوا ابطال حلها
يا قيادتنا الفلسطينية: أنها هبات ومساعدات ومعونات وليست أزمات
مازالت الأزمة المالية الغائب الحاضر لدى المجتمع الفلسطيني ، والتي لها انعكاساتها على الحراك التجاري في ربوع الوطن ، ولازالت وسائل الإعلام تسترسل أخبار تلك الأزمة في دوامة من التقارير والأخبار حول وضع السلطة الفلسطينية إزاء توفير مرتبات موظفيها لتطفو على السلطة الأزمة المالية.
تلك الأزمة التي افتعلتها السلطة الفلسطينية والتي رافقتها صراعات داخلية في حركة فتح وبين القيادات الفتحاوية باللجنة المركزية لها، كان لها أثر بالغ على صعيد الجمهور الفلسطيني وبعد مناشدات وقرب احتجاجات واعتصامات تم صرف مستحقات رواتب الشهر المنصرم مع تأخير نص راتب للموظفين، حيث جاء ذلك بعد ما تم التصريح به من قبل عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد دحلان كاشفا حسابات مالية لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات.
لكل أزمة بطل يحاول أن يسير تلك الأزمة وفق تطلعاته ووفق مصالحه الفئوية الخاصة،ولطالما عاني الشعب الفلسطيني من تلك الأزمة كان لا بد لهذا البطل أن يبرز ليبلور الحل في ارث لشخصيته في الحكومة الفلسطينية ليستحق بجدارة رئيس وزراء إنه بالطبع د سلام فياض صانع الأزمة المالية ومهندسها .
ورغم ضيق الحال والأزمة التي تمر بها السلطة الوطنية يفصح فياض بأننا سنتخطى هذه الأزمة وسنتجاوزها، وسنتغلب عليها، وسنصل إلى تحقيق كافة أهداف مشروعنا الوطني، وان هذا الوضع لا بد أن يؤول إلى الزوال، كلمات رائعة لرئيس الوزراء ولكنها للأسف لم تنم إلا عن ضياع الوقت ومحاولة كسب وجني الثمار من أثار تأخير وضغط نفوس المجتمع الفلسطيني، كلمات احتاجها المجتمع الفلسطيني في شدة الأزمة التي مر بها وليس بعد المد والجزر الذي عاناه المجتمع من سياسة تأخير الرواتب لمصالح خاصة.
إن أزمة الرواتب لن تصنع أبطال أو قيادات للشعب الفلسطيني، وإن الكلمات التي شارك فيها سلام فياض رئيس الوزراء أحزان الناس ليست كفيله بأن تصل إلى قلوبهم، أن الشهداء والأسرى لهم مكانة عالية في ذاكرة الشعب الفلسطيني التي لا تنسى أحد منهم، وأهالي الشهداء والأسرى ليسوا بحاجة للمشاركة في طعام الإفطار، إنهم بحاجة ماسة لمشاركة أبنائهم الأسري في طعام الإفطار بين أبنائهم، إن سجون الاحتلال مليئة بالأسرى والأسيرات منهم الأطفال والشيوخ والشباب والنساء ماذا ستفيد مشاركة طعام الإفطار لهم، تذكريهم أهالي الأسرى بأسراهم فهم لم ينسوهم أبداً لا قبل زيارتك ولا أثنائها، أن تتحدث عن الاحتلال ومطالبتك له بفك أسرهم على وسائل إعلام تلتقط لك صورة هنا وصورة هناك لن تجدي نفعا.
إن شعبنا الفلسطيني وإن يمر بمرحلة عصيبة وفي مرحلة سياسة داكنة لا نور فيها، فهو قادر على تخطى الصعاب وأن يسترجع كافة حقوقه فهو لا يحتاج لعملية تمكين كي يسترجعها إنما بعزيمته وإصراره سيعيش بحرية وكرامة في دولته الفلسطينية على الأرض الفلسطينية ، وإن البرنامج السياسي الـ67 هو نتاج ضعف الإرادة للقيادة الفلسطينية والتي لها تبعاتها السياسة التي لا نهاية لآلامها .
إن التفاني في خدمة وتنفيذ سياسات خارجية تطبق على شعبنا الفلسطيني لها مدلولات خطيرة على مسيرة شعب كان النضال والكفاح دربه للاستقلال، وإن كسر كرامة المواطن الفلسطيني بالراتب ليخرج من الفكر والتفكير بما يدور من سياسات حول الالتفاف على القضية الفلسطينية ، لن يجعله لقمة سائغة للموافقة على التوقيع على أي حل سياسي مستقبلاً.
التعليقات (0)