يا فلسطين.. مَنْ يفك الطلاسم؟
للشاعر محمد بن خليفة العطية
يا فلسطينُ مَنْ يفكُّ الطلاسمْ
حين تأتي الرياحُ قبل المواسمْ؟
حين تغدو الجراحُ أعشاشَ نزفٍ
والقناديلُ من رمادِ الجماجمْ
غَزَّةُ اليومَ شيَّعتْها دموعٌ
ونحيبٌ على العروبة قاتمْ
فنُعزّي على الـمُصاب ضميراً
تحت أنقاضِه (الشهودُ) جرائمْ
بين أشلائه دَفَنّا البقايا
ونصبْنَا على ثراه المآتمْ
وكتبْنَا على الشواهدِ خزياً
«هكذا العدلُ عند شنق الـمَحَاكمْ»
أيّ شيءٍ من العدالةِ يبقَى
حين يعلو الظّلومُ فوق المظالمْ
حين يُمسي البريء في قعرِ قَبْرٍ
والقوانينُ في سجونِ الغواشمْ
خِسَّةُ الجُبنِ جاوزتْ كلَّ حَدٍّ
وتمادتْ من انتشاءِ المآثمْ
نحن نحكي لدى البكاءِ ولكنْ
في المناحاتِ فَالرزايا بواسمْ
غزةُ اليومَ شعلةٌ ألهبَتْهَا
ثورةُ اليأسِ وانتحارُ الهزائمْ
علّمتْنَا من الصمودِ دروساً
وعلى الحقِّ كيفَ يحيا المقاومْ
رسمتنا على الشموخِ حُطاماً
ووجوهاً تغيبُ فيها المعالمْ
أُمَّةَ الضّادِ أينَ ضادُكِ وَلَّى
واندفاع الرجال نحوالملاحمْ؟!
حَرَّفَتْنا الدهور حتى احترفنا
من مسوخِ الزمانِ صُنعَ التمائمْ
يُقدحُ الملحُ في الجروح ويُكوى
بين نارِ الأنينِ بَرْدُ النسائمْ
قَتلْنَا الهَمَّ بالأسى محضُ وهْمٍ
قَتَلَتْنا بلا الهموم القواصمْ
نحن فوضى زماننا نحن شتَّى
كوكبٌ خَرَّ من سماءِ العوالمْ
كتبت الأربعاء 31 ديسمبر 2008
التعليقات (0)