لابد أن يهتم الأدباء وعلماء التربية والناشرون بالطفل العربي بتقديم ما يؤسس لبناء شاب صالح سوى ...إن تقديم القصة المكتوبة باللغة العربية الصحيحة والمنضبطة نحويا وبالتشكيل الصحيح وبالفكرة المفيدة هو أساس ضرورى يساهم في بناء نفسية سليمة الوجدان وعقلية تتخذ التفكير منهجا دائما يربط بين الأفكار ويستنبط منها أفكار جديدة حتى يصبح الإبداع صفة لازمة للشخصية العربية المرغوبة...كان في الماضي القريب مجموعة قصصية تحت اسم المكتبة الخضراء فيها من القصص ما يربي الطفل على ما تنمو به مخيلته وترتقي به مشاعره كما أن مجلة سندباد التي كانت تصدر بلغة سليمة مشكلة تستقيم عليها الألسنة ويسمو بها الخيال وهذه أمثلة ليست على سبيل الحصر وإنما كانت مع مجلة سمير تشكل بداية توصل إلى مجلة العربي أيام الأستاذ أحمد زكي حيث كانت باستطلاعاتها نموذجا للسياحة في كل البلاد وتضم إلى جانب ذلك موضوعات وأشعارا جيدة وما زالت هذه المجلة تصدر بسعر زهيد جدا وفي متناول العامة كما كانت هناك مجموعة باسم أولادنا لا أدري هل ما زالت تصدر في شكلها القديم أم لا ....أضف إلى ذلك ما كانت تتمتع به المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية بمكتبات تفتقر إليها المدارس الحديثة مع أن المنطقى هو العكس تماما وحيث أن القراءة هى أساس المعرفة رغم طغيان التلفزيون والنت والدليل هو انتشار القراءة بين الشعوب الغربية حيث لا تجد وسيلة مواصلات تخلو من الركاب المنشغلين بالقراءة.... فأين حق الطفل العربى في القصص المحببة والمجلات الهادفة ؟؟ وأين تمسك الشباب والبالغين بالقراءة في كتب الأدب والعلم والمعرفة؟؟؟ إن هذا المجال يحتاج إلى التربويين وأساتذة المدارس وعلماء التربية ليأخذوا بأيدينا إلى نهضة الأمة لبناء الوجدان العربي وتوجيه العقل العربي تمهيدا للخروج من الوضع المزرى الذي نعاني منه ثقافيا ومعرفيا كما لا ننسى أن تتضمن المجهودات المطلوبة قسما وافرا يهتم بالسمو بالأخلاق والشرف والبعد عن الرذيلة وتحقيق الانتماء بالتعرض لسير الأبطال العرب وأذكياء قضاتها وأبرع السياسيين التاريخيين...ونذكر أن الأسماء اللامعة من أمثال رفاعة رافع الطهطاوي وكامل كيلاني وطه حسين وعباس العقاد والشاروني وأحمد زكي وغيرهم ممن لا نحصرهم كانوا أعلاما ظهروا في زمن أقل من زمننا في وسائل المعرفة والنشر
التعليقات (0)