مواضيع اليوم

يا عطوان:الجهاد في لندن مفلس!

فلسطين أولاً

2009-11-14 18:20:22

0

يا عطوان:الجهاد في لندن مفلس!


التاريخ : 14/11/2009  
القاهرة -  كتب : الباحث مهدي جرادات \
نحن أمام شخصية إكسسوارية مصابة بعمى الثورة ،حيث لا نكاد في يوم من الأيام إلاّ حتماً علينا كفرض صلاة نشاهده في سوق الفضائيات العربية وتنزيلاتها،وهي فضائيات الرّدح واللّطم وشق ّ القدود على خراب الأمة العربية والإسلامية،هذا بالعلم أنّ تلك الشخصية تلك عانت من ويلات نكبة ال48 المفجعة،ولذا وجب عليّ في هذه الليلة المباركة أن أتوجّه إلى رئيس تحرير القدس العربي الأستاذ عبد الباري عطوان لأوجه له رسالة نقد شديدة اللّهجة حول أدائه المهني والمعيب على جراح الأمّة وآهاتها.
أشكوك يا عطوان من وطنيتك المبعثرة المنتشرة على عدّة جبهات والّتي جنيت منها المال الوفير بإسم تحرير فلسطين،فكل فلذات هذا الوطن الكبير يعلم أنّ عطوان لديه هواية مهاجمة الأنظمة العربية وسياساتها المقصرة من أجل أداء واجبها المقدّس لتحرير فلسطين من أيدي الصهاينة المجرمين،ولهذا يتراود عند العامّة إستنتاجات تصب في أنّ عطوان لديه الحل السحري لحل القضية الفلسطينية،حيث يخطيء الكثيرون في هذا الإعتقاد ولكن بصفتي الشخصية أنا من أشدّ المعارضين لفكر عطوان بالرغم ما يعرف عنه من أنّ لديه وطنية عالية وإحساس مرهف لتحمل المسوؤلية الوطنية أمام الجماهير العربية والفلسطينية ،وسبب معارضتي له أنّ الآراء التي يطرحها في جريدة القدس العربي غير متكافئة في الآداء ،وأنّ ضمير العدالة العربية غائب في هذه الجريدة ،وكذلك هناك آراء ينشرها تكون متناقضة الأقوال،وعلى هذا الأساس سئمت الأمة من الكلام غير المتوازن،فعلى سبيل المثال:يتحدث عطوان عن السلطة الوطنية الفلسطينية بأنّها مأجورة ولم تلبي حقوق ومطالب الشعب الفلسطيني الصامد تارة،وتارة أخرى عندما تكون هناك مناسبات تعبر عن صعوبة الوضع عند القيادة السياسية، فطبعاّ هذا يالإشارة إلى ما حدث قبل أيام عندما أعلن محمود عباس عدم ترشحه للرئاسة،حيث بادر عطوان إلى تسمية هذا الحدث بالعملية الفدائية،ولهذا فقد خانت ذاكرة عطوان وذلك عندما كان يسمي محمود عباس بكل عملية إستشهادية تنفذها الفصائل الوطنية الفلسطينية في العمق الصهيوني ،حيث عندئذ كان يصفها بالعملية الحقيرة،حتّى أغدقا ذلك المصطلحان ودخلا قاموس التاريخ الفلسطيني من أوسع أبوابه،فأعتقد أنّ مصطلحا العملية الفدائية والعملية الحقيرة باتا سوقاً إعلامياً مستهلكاً وهما مليئان بالغزل الدبلوماسي بعيد النظر،والذي قد أرى أنّ الأدوار الكبرى التي ينتهجها عطوان هي أدوار ثانوية بالغة التعقيد ،ولهذا السبب حسمت لمصلحته العليا،والثمن هو زيادة التوتر بين بين الأخوة المتخاصمين في الداخل هذا من ناحية،وزيادة التوتر على مسار الصراع العربي الصهيوني من ناحية أخرى.فأقول في قرارة نفسي من يقوم بهكذا أدوار فبالتأكيد سيكون من صنع أجهزة إستخبارية شيطانية،والتي عزّزت تجربته الصحفية بالثقة في نفسه وهي مدعومة بالإنجازات اللوجستية،حيث بإختصار إمّا أن تكون مع الأبيض وإمّا أن تكون مع الأسود أمّا أن تجمع الأبيض مع الأسود فهذه علامة إستفهام كبرى!،وهذا بالعلم أنّ منظري ومفكري الثورة الفلسطينية كثيرون،ولا أحسب أن تكون أنت واحداً منهم ،لأنّ السلبيات المأجورة سلفاً التي تمارسها سيادتك في يوم من الأيام ستدعوك لأن تكون خارج اللعبة السياسية ،هذا لا يعني أنّنا ضد جهاد القلم ،وأنت تعرف أنّ القلم تاج الحريات،وإذا نقص من هذا القلم فيتامين واحد ستعلن لنفسك أنّه إنطفأ وخفت نوره،حيث عندها ستقرر ما إذا كان هذا القلم هو صالح لمواجهة الإستعمار أم هو جاهز تمام الجهوزية لغرسه في عرشه كما يغرس الفلاّح بقلته.أنّ جريدة القدس العربي والتي تمّ تأسيسها عام 1989 وأنت رئيس لتحريرها إلى هذا اليوم حيث قاربت العشرين عاماً مع العمر المديد ،فعليه أنّك تستحق الدخول إلى موسوعة غينيس للأرقام القياسية بصفتك أكثر رئيس تحرير عربي يرأس تحرير جريدة عربية،فعندئذ يحق لي أن أعاتبك بأنّك تصف أي زعيم عربي والذي يجلس على كرسيه لدورتين متتاليتين أو ثلاث دورات متتالية بأنّه ديكتاتور،وأمّ أنت يحق لك أن تكون رئيساً للتحرير إلى يوم القيامة ،هذا بالعلم أنّنا نعلم هوية مالكي الصحف العربية التي تصدر في لندن وطرق تمويلها إلاّ جريدتك المصونة ..وهل صحيح أنّك تملك نصف أسهمها؟أمّا عن عناوين جريدتك الأبية فما هي علاقة تسمية القدس العربي بالتسويق لأفكار القاعدة التكفيرية؟وما شأنها في تحرير فلسطين؟وكذلك ما شأن بطولات الفنانين والفنانات والمطربين والمطربات والراقصين والراقصات هل هؤلاء لهم علاقة بتحرير القدس؟هل ستضعهم على الجبهة الشمالية أو الجنوبية ؟أم ستفكر في يوم من الأيام أن يكونوا ضمن الفيالق المقدّسة لتحرير فلسطين أمام أسوار القدس؟ وأنت تعلم أنّ العدو الصهيوني لا تؤثر فيه أغنية ولا سيمفونية ولا فصيدة شعر فماذا يفيد القدس العربي بشيء؟وبصفتي يا أستاذنا العزيز أحد مفكري الوطن المحتل أقترح عليك تغيير إسم الجريدة إلى إسم يدل على قول وفعل وكينونة صادقة وذلك من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني العليا،وعلى هذا الأساس أطالب بعدم إستخدام القدس لأغراض إستخبارية مشبوهة ،وأٍسفي أنّ العامة لا تعلم أنّ بعضاً من الأنظمة العربية ومنها الخليجية والتي سيادتك تصفها يالديكتاتورية يقال أنّك تقبض منها مالاً ..فهناك أخبار تنشرها عن أنظمة عربية أخرى لا توفر لك أي دعم من أجل إنجاح مهمتك،ويترائى لي كيف يسمح لك بالتتنقل في مطارات عواصم العالم المختلفة والأجهزة الأمنية تعلم أنّك قابلت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بالرغم من أنّ تنظيمه العالمي مدرج على قوائم الإرهاب العالمي حيث في نفس الوقت لا يدعونك عندها بالإرهابي هذا من ناحية،ولا يجوز أن برسلوك إلى معتقلات غوانتانامو كبقية المعتقلين من ناحية أخرى.حقاً أنّه أمر غريب وموقف مدهش أن تصر على الترابط العضوي والإنشطاري بين القاعدة التي تنظّر بأنّها تسعى إلى تحرير القدس،وأنت تعلم أنّ القاعدة لم تنفذ أي عملية إستشهادية في العمق الصهيوني حتّى اليوم.عندما تجلس على كرسي مكتبك وأنت تطل من نافذتك على نهر التايمز في لندن ،ألم تفكربما يلي: -كتابة مانشيت واحد تدين به العائلة المالكة البريطانية ممثلة باليزابيث الثانية ملكة بريطانيا لإصدار حكومتها في الثاني من نوفمبر عام 1917 وعد بلفور المشوؤم،ومساهمتها الحاقدة بتسليم فلسطين على طبق من ذهب لكلاب هرتزل .-كتابة مانشيت عن السياسة البريطانية الحقيرة في المساهمة في تعذيب أبناء الشعب الفلسطيني ومساعدة الصهاينة في طردهم من ديارهم حيث كنت أحدهم وهذا الذي قمت بتوثيقه عبر كتابكوطن من كلمات .
-هل تستطيع أن تكتب مانشيت يبين العلاقة المتلاصقة بين الأمريكيين والبريطانيين في مجلس الأمن الدولي وإستعمالهما الفيتو في إسقاط قرارات الشرعية الدولية؟-هل تستطيع أن تكتب لنا عن علاقة المخابرات البريطانية مع الأحزاب والحركات الإسلامية والعربية ،حيث جماعة الأخوان المسلمين وحركة حماس هي جزء من هذه العلاقة الآثمة؟-هل تستطيع أن تكتب لنا موضوعاً عميقاً ومتطوراً يتعلق باليهود في بريطانيا وكذلك علاقاتهم الماجنة مع اللوبي الصهيوني في أميركا والغرب،وعن خطوط الإمدادات بين لندن والصهاينة لتدمير فلسطين بالتواطؤ مع السلطة الفاسدة؟-هل تستطيع أن تدوّن لنا موضوعاً يتعلق بالأصول اليهودية لمارغريت تاتشر وتوني بلير وجون براون وآخرون؟-هل تستطيع أن تدوّن لنا موضوعاً فحواه أنّ الإستخبارات البريطانية هي أساس الحروب في العالم،وكذلك أن العمليات الإرهابية الكبرى في هذا العالم أيضاً تقف ورائها.
فإنّ الشجاعة الصحفية يا عطوان تتطلب مهمات إنتحارية لكشف هؤلاء المجرمين ،بدلاً من إتهام الأنظمة ووصفها بعبارات التخوين ،فالحقيقة بين السطور تستوجب قول هذا الأمر حتّى لو كنت في بروج مشيّدة.وعدا عن ذلك فإنّ الموقع الإلكتروني للقدس العربي بكبّر من حجمك كثيراً فمثلاً عندما أضغط على زر الماوس بما تخص زاوية الأكثر قراءة والأكثر تعليقاً في كل يوم أكتشف أنّ عبد الباري عطوان الأكثر تعليقاً ،وأنّ عبد الباري عطوان الأكثر قراءة ،فماذا يعني هذا فلماذا لا تسمّيها جريدة عطوان طالما الدعاية الصحفية كلّها لك؟.
إلتمست على أرض الواقع بأنّ السيد عبد الباري عطوان لا ينشر الحقائق العلمية والتي يرسلها مختلف الكتاب والمحللين السياسيين والذين يملكون سحراً يراغماتياً والتي تصب كلّها في خانة دعم القضية الفلسطينية ،حيث تجربتي الشخصية معه تؤكد ذلك ،فلم يقم عطوان بنشر أي تحليل سياسي وبالأخص ما كتبته في الأونة الأخيرة إلاّ أنّه تفاجأت بأنّه يكتب مقالاً قريب من تصوراتي وهي نفس المعلومات التي أوردتها في هذا التحليل،فتحليلات عطوان الماجدة قد تصيب يوماً أو تخطيء،وما زال إلى هذا اليوم غير آبه بعملية النشر حيث أرى أنّ الحجة التي يسوقها هي أنّ المقالة أو الدراسة هي مليئة بالأخطاء النحوية واللغوية ،ولكن مقالاته منقحة من كل عيب ونقص،فهو ليس بحاجة إلى سيبيويه أو الخليل بن أحمد الفراهيدي لتدقيقها.حيث هذه الفلسفة الصحفية التي يمارسها عطوان ضد المحللين السياسيين لا تصب إلاً في خانة الدكتاتورية وحب النفس ،ولهذا يضم صوته إلى من قال أنا الدولة والدولة أنا.. ولكن عطوان يقول أنا عطوان وعطوان أنا.التراجيديا الصحفية غير مقنعة ولا نريد من شعبنا الفلسطيني أن ينتهجها،ولهذا عليك أن تتعاوم مع أمة حسنة السير والسلوك،فطبعاً هذه غير التي تتناولها بمتناول اليد من الأحهزة الأمنية المختلفة،لأنّ قضيتنا ليست بحاجة إلى هذه الشهادة لأنّ المتراقصون على جثث الشهداء لم ينالوا تلك الشهادة،ولهذا فإنّ الحوار الوطني الفلسطيني الذي يتباطح عيه ثوارنا ذهب إلى إفلاس سياسي وضنك وطني إلى أبعد الحدود.
ولكن بصفتك عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني وعلاقاتك مع بعض رجال أوسلو فأنت قادر أن تذهب إلى رام الله لصنع القرار السياسي ،فالجهاد في لندن مفلس يا عطوان،حيث آن الأوان أن تشد الرّحال لأنّ المعلومات التي أعرفها أنّ أبو مازن يقرأ جريدتك في كل صباح،وإنكشف الخيط الأبيض من الخيط الأسود وذلك عندما أشاد أبو مازن بما قدّمته من تصريحات منسوبة لعبد العزيز الدّويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني في 11 الحالي ،وهنا أود أن أقول لك نصيحة مفادها أنّ المسوؤلية الصحفية لها جسم كبير وتوصف بنقاء الضمير وصفائه،وبعدها ستنضم إلى جانب الآمنين ليتسنّى لنا أن نقول لك من دخل دار عطوان فهو آمنّ!
Email:jaradat_mehdi@yahoo.com



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !