هذا هو السيناريو النهائي للمشكله الفلسطينيه والذي وضعته العقول الصهيونيه والتي إستطاعت التغلغل في الكثير من الأنظمه والمنظمات والفصائل والحركات وسيطرت علي الأحداث وجعلت الأشياء تعمل كلها معا من أجل تحقيقه فإن لم تكن باديه للعيان فالبصمات الصهيونيه لا تخطئها الأعين ..
القضيه الفلسطينيه طيله سته عقود ونيف هي سبب صداع دائم في المنطقه بكاملها بل والعالم أجمع لكونها من أقدم القضايا التي لم تُحل ولن ينتهي هذا الصداع إلا بحل هذه القضيه ولحل القضيه كان هناك سيناريو عربي قديم وضعه العرب مجتمعين في العام 1947 وخاضوا في سبيل تحقيقه ثلاثه حروب رئيسيه أو جماعيه مع اليهود بالإضافه الي العديد من الحروب الفرديه وهذا السيناريو يتلخص في أن الأرض عربيه فلسطينيه ولا مكان لليهود فيها ولكن فشل العرب في تحقيق هذا السيناريو ولم يتمكنوا من طرد اليهود من الأرض بل إعترف العالم كله باليهود كدوله ذات سياده إسمها إسرائيل ..
وفي سبعينيات القرن الماضي تبدل السيناريو العربي بعد أن إعترفت مصر رسميا بإسرائيل وعقدت صلحا منفردا معها بعد أن رفض العرب مشاركتها والإعتراف بإسرائيل وعقْد معاهدات معها .. ولكن قبل نهايه القرن الماضي توجه الفلسطينيون وباقي العرب "فرادي" للتفاوض مع إسرائيل عارضين إستبدال الإعتراف بها بأي أرض ولكن موضوع الإعتراف الشكلي لم يعد يستهوي الإسرائيليين كما كان في السابق فتم وضع سيناريوهات عربيه فرديه منفصله تَمكن الأردن من خلال أحدها من توقيع معاهده سلام مع إسرائيل بينما تعثرت سوريا ولم تتمكن لأنها لم تكن في الحسبان ..
أما القضيه الأم وهي القضيه الفلسطينيه فقد تجمدت تماما حتي جاء الحل عن طريق السيناريو الإسرائيلي وهو السيناريو الأخير للقضيه سواء شاء العرب أم أبوا ..
والسيناريو الإسرائيلي أو السيناريو الأخير للقضيه الفلسطينيه ليس سيناريو حديث ولكن سيناريو موضوع منذ أمد طويل وضعته عقول صهيونيه وتشرف علي تنفيذه بكل دقه من خلال تغلغلها في كثير من الأنظمه والمنظمات والحركات داخل الوطن العربي وخارجه ..
وهذا السيناريو يقوم علي مبدأ أساسي وهو دوله واحده فقط هي دوله إسرائيل وإلغاء مسمي "دوله فلسطين" تماما من جميع القواميس والخرائط وحتي من علي ألسنه الناس وإستبدالها بمسمي "الشعب الفلسطيني" لأن المعادله الصهيونيه تقول بأن هذه الأرض تقوم فيها دوله واحده فقط وإن قامت دوله ثانيه تقوم فقط علي أنقاض الدوله الأولي ..
وهذا المبدأ "المعادله" يقوم علي أساسين .. أساس ديني توراتي وأساس ديمغرافي ..
فالأساس الديني التوراتي .. هو أن الله وعد اليهود بهذه الأرض التي تفيض عسلا ولبنا وأمرهم بإباده وتحريك الشعوب التي كانت تسكنها من قبل لأن الله غاضب علي تلك الشعوب ولكن لعدم تنفيذ اليهود لأمر الرب حرفيا وتركهم لبعض الشعوب تحيا في الأرض أثار غضب الرب عليهم ومكَّن أعدائهم منهم مرات كثيره ولهذا ولمرضاة الله يجب أن تكون الأرض خالصه لليهود من دون أي "أمميين" والذين هم اليوم الشعب الفلسطيني وبالتالي السماح بإقامه دوله فلسطين هو العوده الي إغضاب الرب و نهايه دوله إسرائيل من المنظور الديني ..
أما من المنظور الديموغرافي .. فمعدلات الإنجاب لدي اليهود محدوده جدا بالنسبه لمعدلات الإنجاب الفلسطيني فالإسرائيليه ربما نتجب مره واحده أو إثنتين أو ثلاثه كأكبر متوسط إنجاب أما الفلسطينيه التي تنجب خمس مرات فقط فهي معيره بين قومها وتعد كالعاقر بالإضافه الي تعدد الزوجات وبالتالي سوف تضج الأرض الفلسطينيه بالزياده السكانيه ويحدث التدافع المتوقع جهه الأرض الإسرائيليه في المستقبل ..
أما السيناريو "موضوعنا" في حد ذاته فهو ما سمح بعقد إتفاقات سلام مع مصر والأردن علي الأخص وتجاهل سوريا وعدم توقيع إتفاق سلام معها وإعاده أرضها المحتله إليها .. لتصبح هناك قنوات رسميه بين إسرائيل والبلدين المعنيين وإنهاء حاله الحرب معهما كخطوه تمهيديه للسيناريو المعد سلفا ..
ثم تلي ذلك إخلاء أجزاء من الأرض يتواجد فيها الفلسطينيون بكثافه وتتداخل مع حدود مصر والأردن بل وكانت في السابق وطبقا لإتفاقيه إنهاء حرب العام 1948 خاضعه لإدارتهما وهما "الضفه الغربيه" وكانت خاضعه لإداره أردنيه و"قطاع غزه" وكان خاضعا لإداره مصريه قبل أن تجتاحهما اسرائيل في العام 1967 ..
وطبقا لإتفاقات أوسلو تترك إسرائيل قياد تلك الأراضي في الضفه والقطاع للشعب الفلسطيني نفسه ظاهريا أمام العالم كله والذي سرعان ما يبدأ التناحر بين المنظمات والفصائل والحركات الفلسطينيه علي الحكم والسلطه كما هو معد سلفا في "السيناريو الأخير" ..
وعندما ييأس العالم كله من هذا الصراع والتناحر اللانهائي نصل الي نقطه النهايه والتي يطالب بها العرب جميعا الآن وهي العوده الي حدود ما قبل العام 1967 ولكن ..
ليس بإقامه دوله فلسطينيه مكتمله المعالم لأن الفلسطينيين فشلوا في حكم أنفسهم وإنما أن يعود قطاع غزه الي حكم الإداره المصريه وتعود الضفه الغربيه لنهر الأردن الي حكم الإداره الأردنيه وقُضي الأمر لتصبح حدود الضفه والقطاع مع إسرائيل هي حدود مصريه أردنيه تضبطها وتحكمها الدولتان وإذا حدث تدافع فلسطيني يكون الي داخل هاتين الدولتين وليس في إتجاه إسرائيل ..
ونستطيع وبكل سهوله أن نلحظ أن السيناريو يتم وبكل حرفيه من خلال التناحر الفلسطيني الفلسطيني بل وعدم توقيع إتفاق مصالحه فلسطينيه فلسطينيه فالإتفاق الإسرائيلي الفلسطيني في أوسلو كان أيسر بكثير من الإتفاق الفلسطيني الفلسطيني ودخول أطراف غير فلسطينيه مع هذا الطرف أو ذاك لإذكاء الصراع فيما بينها ليتوصل العالم كله وبعد حين الي قناعه مفادها أن الفلسطينيين ليسوا أهلا لحكم أنفسهم وبالتالي فلا بديل سوي العوده الي الأوضاع التي كانت قائمه قبل حرب العام 1967 والتي سيقبل بها الفلسطينيين طائعين أو مكرهين للإراده الدوليه التي ستتبني هذا الحل حين ذاك وتصدر به قرارات أمميه واجبه النفاذ ..
سبق أن كتبنا هذا المقال بتاريخ 28/1/2010 وعلي صفحات ايلاف ..
واليوم نضطر الي إعاده نشر المقال كما هو بمناسبه بدء المفاوضات المباشره بين الاسرائيليين والفلسطينيين في أمريكا وبرعايه امريكيه مع تبيان الملاحظات التاليه :-
أولا .. لن يحضر هذه المفاوضات من العرب بخلاف الفلسطينيين سوي الرئيس المصري وملك الأردن الذين وجهت لهم امريكا الدعوه رسميا للمشاركه ورعايه المفاوضات ..
وهذا يؤكد ما سبق أن طرحناه ..
ثانيا .. الإعلان عن أن لا شروط مسبقه للمفاوضات "وقف الإستيطان" والتي كانت دائما العقبه أمام أي مفاوضات بالإضافه الي عدم تضمين أي إشارات عن الإحتلال الإسرائيلي ..
ثالثا .. إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي "شروطه" وهي الإعتراف الفلسطيني أولا بدوله اسرائيل وطن قومي لليهود ..
بالإضافه الي الحفاظ التام علي أمن إسرائيل وباقي مصالحها الحيويه ..!!!!!!
وأخيرا نكرر للمره المليون ما سبق هو ما لدي إسرائيل "من الآخر" فهل أنتم موافقون أم أن الموضوع عربيا هو مجرد مضيعه للوقت والهاء للناس لا أكثر ولا أقل …
مجدي المصري
التعليقات (0)