أن يكون "حزب الله" "متورطا تخطيطا و تنفيذا في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري" "خبر" لم يكن الأول و لن يكون الأخير، في المدى المنظور أقله، ضمن الحملة العالمية التي تستهدفه.
فالحزب كما خبرناه منذ سنوات لن يغير أبجدياته و اتجاهاته، و بالمقابل من يروج لتوريطه في كل مرة داخليا و خارجيا لن تعيه الحيلة في استنباط "خبطات إعلامية" الرابط الأبرز بينها سخف و عفوية و تخبط تدلل على الحالة النفسية المتأزمة التي يعيشها "اولئك" هذه الفترة.
فعشية الإنتخابات النيايبة في لبنان لا خيار ل "أولئك"،و بالنظر الى احترافية و انضباط العمل السياسي و رديفه العمل الإعلامي للمعارضة و بالتالي انعدام لأية امكانية للحديث عن مفاجئة ما يعلن عنها في الثامن من الشهر القادم، و "أولئك" أعني بهم هنا داخليا جماعة "ثورة الأرز" الذي يبدو أن رائحته قد فاحت و أصبحت "بصلا"، وخارجيا كل من هو "مرعوب" سياسيا و أمنيا و عسكريا من فكرة فوز المعارضة و بالتالي ادارتها للبنان في اتجاه معاكس لفكرة لبنان "المعتدل" الذي روج له أبان سياسية السيدة "كوندي" وبأنه على اللبنانيين أن يؤمنوا مرة و الى الأبد بأن "قوة لبنان في ضعفه".
قلت لا خيار لهم الا المحاولة ثم المحاولة.. ثم المحاولة عسى أن "ينوب عليهم ربي".
و لا يخفى على أحد ان المستهدف الرئيس من كل تلك الحملات هو "حزب الله"، فالهجوم اليومي على الجنرال "ميشال عون" سببه الوحيد تقريبا هو تلك الوثيقة الصغيرة المسمات "ورقة التفاهم" مع حزب الله، و ذنب "الجنرال" أنه سياسي من الطراز الرفيع فهم أن لبنان الذي يريده لا يمكن له أن يبنى باقصاء طرف لبناني ما و خاصة اذا كان ذلك الطرف بحجم "حزب الله".
و ما يلاحظ حقيقة هذه الأيام في لبنان أن المعارضة "تقول" و الموالاة "تعلق"، االمعارضة تطرح نقاط سياسية محددة و الموالاة تتصيد الكلمات تخرجها من سياقها و توضفها في سياق معاكس تماما المراد منه التخويف من فوز المعارضة بالضبط كما تفعل الإدارة الأمريكية و "اسرائيل" فمرة حزب الله "الشيعي" خطر على "سنة" لبنان و تارة حزب الله يلمح الى تقصير مدة رئاسة ميشال سليمان و تارة حزب الله خطر على الأمن القومي للدول العربية و هلم جر و طبعا ليس آخرا أن حزب الله "قاتل" رفيق الحريري.
و لا يتصور أحد أن الأمر سيتوقف بمجرد انتهاء الحملة الإنتخابية و فوز أحد الطرفين، "أولئك" لا يريدون أن يصبح للمقاومة الكلمة العليا و الفاصلة في سياسة لبنان.
و طبعا و بكل تأكيد لكي تتماسك الحبكة الدرامية و تكتمل "الزفة" لا بد من حضور مميز لضيفة الشرف "العربية". هل يعقل هناك خبر عن تورط ما لحزب الله و لا تكون "العربية" في وسط الصورة ؟؟؟
و من يراقب هذه الأيام كيف التقطت الخبر و "عينك ما تشوف الا النور" يشعر بالأسف على حالها.
فقط ندعو لها و لهم و الله يعينهم، فما يصارعون من اجله صعب جدا حد الإستحالة.
التعليقات (0)