مواضيع اليوم

يا زعماء الأمة أرفعوا أياديكم عن فلسطيني

نافع العطيوي

2009-10-16 15:45:56

0

 

 

 

 

 

 

 


يا زعماء الأمة أرفعوا أياديكم عن فلسطيني
منذُ بدأت المشكلة في فلسطين وباتت الهجرة اليهودية إليها من أنحاء العالم بشكل علني وملفت للأنظار واتضحت النوايا ومعالم السياسة الدولية وخصوصاً الدول ذات النفوذ بريطانيا والولايات المتحدة والأمريكية وفرنسا وقد يكون بعض الدول الشرقية أكثر دعوة وتحمساً شعبياً لإقامة وطن قومي لليهود في هذه البقعة الجغرافية أرض فلسطين بعد مناقشات مطولة وجادة في مجلس اللوردات البريطاني ومجلسي الشيوخ والكونغرس الأمريكي ومجلس النواب لفرنسي, للأسف كانت العرب تنظر إلى هذه النقاشات والدعوات بعدم الجدية واعتبرتها مجرد كلمات للإستهلاك السياسي الزمني فقط وكانت هذه النقاشات تؤخذ على محمل الجد حتى في الأوساط الشعبية بعكس التوقعات والنظرية العربية , إلى أن وقعت الطامة الكبرى ووقع الاختيار النهائي على أرض فلسطين واستبعاد عدة خيارات وبدائل كانت مطروحة في هذه المجالس وقيام هذا الكيان وأصبح حقيقة واقعية.

كانت قضية فلسطين منذُ البداية تحظى بدعم بريء لا محدود من القيادات العربية والإسلامية في ذلك الوقت بهدف إزالة هذا الاحتلال ومنع وقوعه بشتى الطرق ,من منطلقات عدة عقائدية وقومية عربية وتاريخية واجب محتم على الجميع بدون استثناء باسم الأخوة وصلات الدم واسم الإنسانية ومحاولة رفع ظلم واقع على شعب أمن في بلده ومستقر في أرضه, من حقه العيش بأمن وأمان واستقرار كبقية شعوب العالم الأخرى وكذلك كان هذا الدعم يحظى بشكل مباشر بحماس شعبي كبير من الخليج إلى المحيط.

وقد تعرض هذا الشعب لأبشع أنواع الجرائم والاحتلال على مدى التاريخ بدعم لا محدود من هذه الدول أنفت الذكر حتى لو حصل محادثات سلام مؤخراً بين أطراف النزاع , ما يسمى بسلام الشجعان ولكن بقيت سياسة هذه الدول بدون تغيير كما هي من حيث الإدلوجيا والتوجهات الحقيقية الحاصلة عملياً وتعتبر لهم ثوابت مع الاستمرار السياسي المتقادم طيلة فترة الاحتلال بمنهجية الحفاظ على هذا الكيان وتقديم له الدعم اللاء محدود على مختلف المجالات بعكس السياسات العربية التي باتت تطلق مبادرات السلام الواحدة تلوى الأخرى دون أن يكلف نفسه هذا العدو حتى النظر فيها , وبعض الدول العربية أصبح واضح التغيير بإتجهها السياسي وهو الدعوة بشكل علني بالتطبيع الكامل مع هذا العدو بشكل منفرد دون أي مسببات أو حاجة ماسة للتطبيع مع هذا العدو وأكبر مثال على ذلك دولة قطر وموريتانيا،كان بالأحرى أن تفعل ذلك دول عربية أخرى هذا التطبيع مثل سوريا ولبنان ولست ملامة بالتطبيع مع هذا العدو, هنالك أسباب بحكم أن لها أراضي محتله من قبل هذا العدو وكذلك بحكم التقارب الجغرافي وحدود مشركة مع هذا العدو لأجل الحفاظ على أمنهما ولكن هذه الدول رفضت بشكل نهائي ومعلن بالتطبيع مع هذا العدو إلا في حال حل جذري لكل القضايا العربية وعدم ترك أي قضية عالقة تنتظر للحلول مستقبلاً وهذا موقف عظيم يحسب بالتاريخ لهذا الدولتين مع أنهم أكثر المتضررين من هذا العدو ولكن فضلا الصمود على موقفهما مهما كلفهم من خسائر, فمال لقطر لدى إسرائيل ومال لموريتانيا إلا أن تلك الخطوة كانت غير موفقة وخصوصاً من دولة قطر فهي ساهمت بقصد أو بدون قصد بشكل مباشر بإضعاف الموقف الفلسطيني داخلياً وباتت تتخذ خطوات عملية بتغذية الانشقاق داخل الفصائل الفلسطينية والاعتراف ضمنياً بهذا الانشقاق واستقبال بعض المنشقين بشكل رسمي وعلني، حتى أن وصلتني معلومة عبر الإميل بمضمون أن دولة قطر تعهدت خطياً لأحد الفصائل الفلسطينية بدفع مبلغ 50 مليون دولار أمريكي شهرياً في مقابل أن تطلق سراح جندي إسرائيلي يحتجزه هذا الفصيل, ناهيك عن احتضان هذه الدولة لعدد من أصحاب الضمير العفن والأقلام المسمومة تقوم بدعمهم مادياً وتوفير لهم وسائل النشر و أوكلت لهم مهمة خطيرة هي مهاجمة بعض الشعوب العربية التي تتعاطف مع الشعب الفلسطيني وقضيته وتمد له يد العون لأجل تكريه هذه الشعوب بالشعب الفلسطيني وبث روح العداء لهذا الشعب من تلك الشعوب و تتخذ موقف منه غير بناء .

عندما نقرأ الأحداث طيلة فترة هذا الاحتلال ونحللها بشكل دقيق وبعد ما كتبت أعلاه في هذا الموضوع واعتبرته تمهيد لما سوف نقوله في السطور المتواضعة التالية.
ولو تساءلنا بجدية وصارحنا أنفسنا بصدق وإيمان ونظرنا إلى هذه الحالة بحيادية تامة وجعلنا المصلحة العامة هي الأهم وفوق كل الاعتبارات ومن الثوابت التي لا يمكن المزايدة عليها وشخصنا مكامن الخلل بمنظور علمي بحت و دون مراعاة سواد عيون الآخرين وليس هذا تشكيكاً في نوايا أحداً اتجاه قضية فلسطين.
ولو قلنا بكل صراحة ووضوح كيف كانت إدارة قضية فلسطين التي تعبر أزمة طوارئ ومن أشد الأزمات وأخطرها طيلة هذا الاحتلال على كافة الأصعدة سواءً من داخل فلسطين أو على مستوى الدعم العربي سياسياً ومعنوياً وطريقة تعاطي بعض الأنظمة العربية مع هذه القضية سواءً داخل أروقة الجامعة العربية ووصلاً إلى الحضور بالمنظمات والهيئات الدولية وتدويل هذه القضية إعلامياً على كافة الأصعدة الرسمية وغير الرسمية بطريقة صحيحة ومتقنة.
الشعب الفلسطيني
شعب فلسطين احتلت أرضه مثله مثل الكثير من الشعوب الأخرى التي تعرضت بلدانها وأراضيها لاستعمار واحتلال وأكبر مثال على ذلك عربياً، الجزائر، مصر، سوريا، تونس ، المغرب، العراق، ليبيا, وكذلك الكثير من شعوب العالم تعرض لمثل هذه الحالة ,وتحررت وتمكنت هذه الشعوب من إزالة الاحتلال بالمقاومة والوسائل الدبلوماسية ولم تدوم فترات الاحتلال لكل هذه الدول مثل ما هو حاصل بفلسطين الآن, مع أن الشعب الفلسطيني قاوم ولا يزال يقاوم بضراوة وبأس شديد وخسر الكثير من الأرواح والممتلكات ما يعادل ما خسرته هذه الدول مجتمعة لو نظرنا وقارنا طول فترة هذا الاحتلال الذي لا يزال قائماً.
والسبب أن هذه الشعوب التي تحررت من الاحتلال بفضل المقاومة والوسائل الدبلوماسية كانت تحت سقف قيادة
موحدة سواءً المقاومة أو طاقمها الدبلوماسي يسيران بهدف واحد لا مساومة عليه وهو إزالة الاحتلال وتحرير الأرض ، بعكس ما نراه في الحالة الفلسطينية رغم هذه المقاومة وتقديم كل هذه التضحيات ولا يزال هذا الاحتلال
قائماً وموجوداً طيلة هذه الفترة الزمنية التي باتت تقارب زهاء القرن والحال كما هو بل قد يكون أسوء بكثير الله المستعان.
والسبب أن الشعب الفلسطيني برغم مقاومته الشديدة لهذا الاحتلال بات ينتظر الحلول تأتيه من الخارج وفتح كل مسامعه مع كل بزوغ فجر وعلى إشراقة كل شمس تبشر بولادة نظام عربي جديد وبنا أماله وتطلعاته على شعارات هذا النظام وذاك التي أثبتت الأحداث أنها شعارات كانت كذابة واستهلاكية نجحت في استثمار هذا الصراع وتمكن من بناء أمجاد بعض الشخصيات على أنقاض قضية الشعب الفلسطيني وللأسف أن هذا الشعب صدق تلك الشعارات وبنا كل أماله وتطلعاته عليها,ناهيك لهثه المستمر خلف قيادات كان لها الفضل في بدايات المقاومة ولا أحد ينكر دور تلك القيادات التاريخية ولكن الزمن تغير وكثيراً من الطرق تغيرت,ولم يسأل نفسه هذا الشعب لماذا لم يتحرر من هذا الاحتلال طيلة هذه المدة الزمنية مع أنه شعب متعلم و مثقف بكامل أطيافه إلا أنه لم يعي حيثيات قضيته بعد ولم يتعض من التجارب والمحن التي مر بها طيلة فترة هذا الاحتلال، وربط نفسه ومستقبلة بشكل رهيب بهذه القيادات التي أنهكها الإعياء والتعب والتقادم بالعمر وأصبحت غير غادرة على إدارة هذا الصراع مع هذا العدو الشرس ، تريد هذه الشخصيات تحرير أرض فلسطين بدون أدنى شك ولكن لا تريد أن تفقد مراكزها ومصالحها الذاتية حتى لو كان ذلك على حساب هذا الصراع ومصالح هذا الشعب حتى أنه وصل الأمر أن بعض هذه الشخصيات يبحث عن الانشقاقات والمساومات مغرداً خارج السرب حتى لو هذا العمل أضعف جبهة شعبة الداخلية ولكن ليس مهماً في سبيل تحقيق بعض المكاسب الذاتية ، ومن الملاحظ أن حرب غزة الأخيرة أوضحت الكثير من الرموز التي كانت غامضة على العامة أستخدم هذا العدو أبشع أنواع الحرب القذرة من حيث الأسلحة التي أول مرة يسمع بها ضد سكان عزل لا حول لهم ولا قوة والآن تفشى الكثير من الأمراض بعضها سرطانية والبعض غير معروف رغم التقدم العلوم الطبية ,وكانت مطلب هذه القيادات التي أشعلت تلك الحرب فتح معبر,رغم ما حصل بهذا الشعب من قتل والدمار ولكن يبدُ أن فتح هذا المعبر أهم لدى تلك القيادات فلكم الله يمن قلت أبنائكم وهدمت مساكنكم .
فيا زعماء الأمة أدعوكم أن ترفعون أيديكم عن قضية فلسطين وشعب فلسطين, وهذه ليست دعوة أن تتخلون عن هذه القضية التي هي قضية المسلمين عامة، ولكن أثبتت الأحداث التاريخية طيلة فترة هذا الاحتلال أن دعمكم البريء كما أسلفت لهذا الشعب كان غير بناء وساعد بتكريس هذا الاحتلال وسياستكم بإدارة هذا الصراع كانت كذلك فاشلة وثبت فشلها الذريع كل هذه الفترة الزمنية , وإنني أتساءل كيف تريدون أن تتحرر فلسطين وبعضكم يساعد ويدعم المنشقين وهو يعلم أن هذا سوف يفتت ويضعف الجبهة الداخلية لأجل استثمار هذا الصراع سياسياً ولأجل شيءً بنفس يعقوب ، أدعوكم إلى الوقوف مع أنفسكم قليلاً والاعتراف بالفشل وترك إدارة هذا الصراع
للفلسطينيين دون التدخل بشؤونهم الداخلية وعدم استقبال المنشقين على الصف الفلسطيني أو تشجيعهم على ذلك مستقبلاً, وجعل دعمكم يقف عند حدود الدعم المادي والمعنوي والسياسي فقط دون التدخل بالشؤون الداخلية لهذا الشعب تأكدوا أنه سوف يكون أفضل حالاً وقادر على إدارة صراعه مع هذا العدو دون تدخلاتكم .
فما قمتم به سابقاً نعلم أنه بنوايا حسنة ولكن أرى أنه الآن أخطر من الاحتلال على هذه القضية في الوقت الراهن.
نافع العطيوي ....الرياض
مدير عام ملتقى أدباء ومشاهير العرب
مدير عام منبر ملتقى أدباء ومشاهير العرب الاخباري
Nsa1122@hotmail.com
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !