مواضيع اليوم

يا دمعيَّ العزيزُ معذرةً

منير القدرة

2011-12-06 21:45:56

0

يا دمعيَّ العزيزُ معذرةً
إن ذرفتُك رُغمًا عني
إن لم تكن سلت لأجلي
فلأجل من أحببتُهم ومضوا

يا دمعيَّ العزيزُ معذرةً
فقد صُرت حبرًا أغمسُ فيه رياشي
لأكتب قصائدًا من وقع أحزاني
وأرسم بك ابتسامةً لا لون لها
ولا طعمٌ ولا شـذى

أنت يا دمعيَّ العزيزُ من علمني
أن أكسر كبريائي وشموخي
فأصرُخُ إن مسني ألمٌ
وأبكي حين أحزاني

فلا تجف يا دمعي ولا تنضب
فرياحُ الأحزان عندي
توأمٌ لجراحاتي
ففي الربيع تأتيني
ورغم المطرِ في الشتاء
وحارةٌ في الصيفِ تحرقني
وفي الخريف تُساقطُ أوراق أيامي التي من عمري
فتهوي جداراتُ الهوى بقلبي
فآنسُ في بئر يوسُفُ العميقة
بجدرٍ ليست تألفُني
فترفعني حبالُ المجهولِ وتأخُذُني
أسيرا عند ذليلِ قومٍ لا مالٌ ولا جاهُ
فتنهشُ لحمي ذئابُ الغابِ
إذا ما جاءت بليلٍ فيهِ أسهاري
قد كُتبَ عليَّ العيشَ في وجلٍ
فأبكي عند جُدراني
مصيري معَ المجهولِ أنشُدُهُ
بلحنِ الغربةِ وعتمةُ الليلِ من أيامي

يا لبكائي
وانحنائي لقدري
مستسلمًا .. مهزوما لأناتي
لأني في ربيع العمر
يحقُ لي أن أضجر
ويحق لي أن أتوارى عن الريح إن هبت
لأحفظ ما تبقى من أوراقي
أوراقي التي طيرتها الريح
فتناثرت وراحت إلى العناوين
غيرَ موطنُها الذي صفحاتُ دفاتري

يا دمعيَّ العزيزُ معذرةً
إن سلتَ بلونِ دمي من كَثرةِ بُكاآتي
من أعماق جراحاتي
فأناتي لها جذرٌ في أعماق سويدائي
تخفقُ مع النبضِ
وكأنهن توأمانِ
ما سلتَ يا دمعيَّ العزيزُ عبثًا
فقد سِلتَ لتبوحَ عن أسرارِ أناتي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !