يا حكام العرب ...إحذروا مخالب عمرو موسى
البيان "الشجاع" القوي الغريب من نوعه الجريء في فحواه والنادر في إتخاذه .... والذي أدانت فيه الجامعة العربية على مستوى المناديب ما يجري في ليبيا من عنف يمارسه القذافي ضد شعبه . بالإضافة إلى القرار "التاريخي" بتجميد عضوية ليبيا في الجامعة العربية على مستوى اللجان .... كل ذلك أثار دهشة الشارع العربي الذي إعتاد وحتى يوم أول أمس الخنوع والخضوع والخشوع والمهادنة والمسايسة والمداهنة والملاطفة ومسح الخوج من الأمانة العامة للجامعة العربية تجاه ممارسات أعضاءها في حق شعوبهم وإمساكها الدائم للعصا من النصف ومسيرتها الدائمة تحت الحيط من عزام عزام إلى عمرو موسى (حتى الأمس ) .... بل وربما لم ننسى بعد أسفار عمرو موسى سابقا إلى طرابلس وسبها لإقناع الزعيم القذافي داخل خيمته البدوية بعدم تنفيذ تهديداته بالإنسحاب من الجامعة العربية.
أيامنا الحلوة .... عمرو موسى يحرص على الوقوف مباشرة بين حسني والقذافي
ولكن لماذا هذا التغير الدراماتيكي وإنفلات العيار وخروج أصوات رعدية وبروز مخالب أسدية وأنياب دراكولية للأمين العام للجامعة العربية هكذا فجأة وعلى غير موعد ودون حساب أو مقدمات ؟
ربما لو عرف السبب بطل العجب .. فعمرو موسى يدرك أنه يقضي أيامه الأخيرة على رأس الأمانة العامة للجامعه العربية. والتي نتمنى أن يلحقها هي الأخرى التغيير والتبديل . فيكون منصب الأمين العام متداولا بين الأعضاء مثلما هو عليه الحال في كافة التجمعات والهيئات والمنظمات الدولية من سكرتارية الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي والإتحاد الأفريقي وحتى الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي.....
بل ولربما دار همس في يوم من الأيام قبل تاريخ ثورة 25 يناير المصرية أن منصب الأمين العام للجامعة العربية ستطاله هو الآخر أعراف التوريث .. ولكن الله ستر بخروج التوريث الرئاسي وإلى أمد ليس بالقريب من قاموس السياسة العربية من العراق ومصر مرورا باليمن وليبيا.
القذافي هل يصبح كبش الفداء الأول في حملة عمرو موسى نحو الرئاسة المصرية؟
عمرو موسى إذن يترك الجامعة العربية لأجل منصب هو أفضل بكثير مما هو عليه الآن . فهو ينوي ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية في بلاده مصر. وكافة إستطلاعات الرأي الساخنة على الشبكة العنكبوتية حاليا تؤكد أنه المفضل لدى شباب الثورة . ويتقدم على جميع منافسيه لهذا المنصب .... وربما تتغير الأمزجة غدا بعد أن تعود الأمور إلى نصابها والمياه إلى مجاريها وبالوعاتها ودهاليزها وأقبيتها السياسية المظلمة المتعفنة . فيخرج عمرو موسى وغيره من السباق أو يتبقون إذا توفق المصريون على نظام برلماني ليبرالي للحكم تكون فيه السلطة التشريعية بيد البرلمان وحده . وكافة السلطات والصلاحيات التنفيذية بيد رئيس الوزراء وليس رئيس الجمهورية .
عمرو موسى ؛ وهو يضع عبنه على منصب الرئاسة في مصر . فلاشك أنه يرغب بالتأكيد في الظهور أمام الناخب المصري الشاب بمظهر الرجل القوي الذي يعلو ولا يعلى عليه ، والقادر على إتخاذ قرارات جريئة حازمة (ولكن بعيدا عن إسرائيل) ضد كل من يثور عليه شعبه من الرؤساء والزعماء العرب أصحاب السنوات الخرافية في مدد الحكم.
......... وتوتة توتة خلصت الحدوتة
التعليقات (0)