يا ترا .. هل لي من العمر بقية

يا ترى .. هل لي من عمري بقية

غربت الشمس وتسلل الليل بعتمته
تلاشى الشفق الأحمر
وحل السواد الدامس..

ارتعش قلبي
وهجم الخوف .. فجأة
وأفترس مشاعري

أرى ذاك الظلام من نافذتي ..
من غرفة المستشفى
وأنا على سريري الأبيض
كمام أوكسجين
إبرة مٌسكّن ومغذي في الوريد

صدري يأن من سُعال مستمر
لايقبل أي إنذار
أو إشارات حمراء
لا يكل .. لا يمل ..
أنهك جسمي النحيل
وعندما يقف برهة ..
تتسارع الأمنيات .. بالخروج
لتلبي الدعوة .. لتأمل .. ولو ثواني

ياترا .. هل لي من عمري بقية

أرى فيها ابنتاي
تكبران وتكبران أمام عيني
أسرح شعرهما
ألبسهما مريول المدرسة
وأذكّرهما بدعاء الصباح
وتقبيل يد أبيهما
هل سأرى رنيم ذات الشعر الأسود والعينان العسلية
تصنع الفطائر التي تحبها
دونما تخاف من إشعال الفرن بعود الثقاب
أم أرى سديم عندما يحدثها أبيها
وهي تتلعثم فرحة بخطبتها من أبن عمها ..
وهي تقول ( أيه يابوي أنا موافقة على سعد )

أأأه ...

أأأأه ...

عيناي تعبت من نزف الدموع
على المخدة البيضاء...

يا ترى .. هل لي من عمري بقية

أٌشاطر عائلتي الصغيرة
همومها .. وأفراحها
هل سأنعم بحنان زوجي الكبير
وحضنه الدااافي
وجنة حبه
وثمار مودته
يا ترى هل لي من عمري بقية ...

... --- ... --- ...

بـــوح
نور الأمل