فن يعزف بالإحساس قبل ضربات الأصابع على شتى الآلات الموسيقية ليستهوي الأرواح ، باستثناء نحن ومن لم يشاء كل الدول صنفت هذا الفن منهج يدرس حتى يهذب النفوس ويفجر أعماق الإحساس والشعور. فالموسيقى تستنهض أنفس الجنود في كل الدول لذا طُعم النشيد الوطني بالموسيقى حتى يكون القسم الذي أقسموه أمام القائد إخلاصا للوطن رسخ في أرواحهم بكلمات رطبتها الموسيقى ، وهناك أيضا مشهد تسترجعه ذاكرة طفولتي مشهد كان في فلم كرتوني حينما يرغب الصياد في استدعاء الحيوانات عليه أن يعزف للغابة حيث تصغي إلى هذا العزف، كم هي ساحرة الموسيقى ومؤثرة حتى في روح الكائن الحيواني.
علم أخر يوصي بالموسيقى كدواء يصفه الطبيب لمريضه حتى لا يشقى من هموم الألم العضوي إنه علم النفس الذي فضل الموسيقى كهواء نقي يجدد خلايا الذاكرة ويزيل كل مواجعها التي لا يستطيع الطبيب إزالتها بعملية جراحية ، وإن في المعازف أيضا أنواع يستخدمها طبيب النفس لعلاج التوتر والقلق كالموسيقى التشجيعية للمحبط واليائس في حياته ومن أصيب بخيبة أمل مريرة ، والهادئة لمن يشعر بالتوتر واحتراق نفسي بعد أداء مهمة أو عمل وتعطي هذه الاعزوفة أيضا استرخاء قبل المذاكرة ، وكذلك للأطفال فوق أسرة نومهم ألعاب تحتوي على موسيقى للنوم فهي تناسب جميع الفئات العمرية ..فأغلب اضطرابات النفسية علاجها بالموسيقى فهي أقوى مؤثر على النفس ، وتعتبر علاج مفيد ولكن لم تعط اهتمام !؛ وقد أكد شريف حمدي باحث وأكاديمي حاصل على دكتوراه في العلاج بالموسيقى أن العلاج بالموسيقي في العرب لم يلق الإهتمام الكافي مثلما يحدث في أوروبا وأمريكا.
إن الموسيقى صديقة حميمة لصاحب الصوت الجميل، ولكي تصل الكلمات كما هي مشحونة إلى آذان الكل ينبغي إشعال الموسيقى وموازنتها وكذلك يعتمد المخرج على موازنة المشاهد بالموسيقى فهناك مشاهد حزينة لا تبكي المشاهد إلا بالموسيقى الحزينة، فلولا الملحن لما تعددت ألوان الموسيقى في الكون. الحياة قد جفت في البيداء فوق جافها بعد ما حكم على أن الإستماع إليها والعزف بها حرام و أصبح تكسير تلك الآلات طرق يجمع بها الحسنات في بلدي حتى اكتملت هذه الفتوى في أن بيت ترفع فيه المعازف لا تدخله ملائكة!! لم يتفق علماء الدين في بث آرائهم في الموسيقى فالدكتور صالح المغامسي صرح قائلاً : " الموسيقى ليست محرمة .. ولست ملزماً بإقناع أحد " فحلل بعضها مجرد أنه رأي ، لكن الرأي لا يكون إجابة مقنعة إلا بعد بحث كامل من طالب علم في الدين وباحث شرعي ومنهم ما قرأنا بالأمس ل د. أحمد الغامدي خبرا يحمل في مقولته "الموسيقى مباحة وتحريم بعضها فيه تناقض!" ولا تعليق على التحريم بعد ذلك ، ومن الإعلام والصحافة كانت لهم آراء في إنعدام الموسيقى في تفاصيل حياتنا فكان الرأي بعيداً عن الفتاوى والتصريحات وهو في رأيه الشخصي الصريح قال : "الموسيقى جزء لا يتجزأ ..و من أسباب تخلفنا وتأخرنا هو عدم اهتمامنا بالموسيقى ... عندما تكون الموسيقى أسفل الدرجات يتحولون كشعوب تسير كالأغنام ..! " . لولا الموسيقى لما برع المغنين في جذب المستمعين ، ولولا الموسيقى لما سمعت هاتفك يرن بنغمة من نغماتها ، ولولاها أيضاً لما سمعت بوري سيارتك يطن وحتى جرس بيتك بها ، فحياتنا تعتمد على نغماتها حتى لو لم تكن تستمع لها وتنصت ومع الموسيقى عزفت لكم النقطة.
.
@Norashanar
#الغامدي_الموسيقي_تهذب_الاخلاق
التعليقات (0)