يا ابناء العاصمة..انتظرونا السنة...!كريم ابو طوق

يمثل المطر في بغداد فرصة موسمية محدودة للكتابة، ولكنها باتت مكرّرة ومملة وميؤوس من جدواها، وما ان هممت بتناول الموضوع حتى تذكرت مقالا جميلا للزميل "محمد جمعه" نشرته صحيفتنا الشتاء الماضي وتحدث فيه عن العام المقبل "اي عامنا الحالي"، ولم اجد افضل من اعادة نشره كي يمعن القارئ الكريم فيه نظره ليعرف ما هو التغيير الذي حدث طوال عامنا هذا عن العام السابق؟، وهل استطيع ان اقول له: يا ابن العاصمة..أنتظرنا السنة القادمة؟!..ربّما سأضطر الى اعادة نشر هذا المقال في موسم الامطار للسنة القادمة ايضا، او ربما ستكون تقليدا سنويا نكرره كل عام وقد نحتفل به ونؤرخ له!!..اترككم مع مقال العام الماضي.

"ياأبناء العاصمة.. انتظرونا السنة القادمة"

الحديث عن المطر لا يمكن ان يحصر ببضعة سطور او صفحات لما يحمل ويمثل من دلالات ومعاني تقتحم اسرار الوجود وتغوص في البحث عن النشأة والتكوين, ويكفي انه الخير بعينه , وقطراته تغسل وجه الارض , وتستهل الاشجار فرحا للقياه,وياليت انهمار المطر يلهم العقول الضالة افكاراً تأخذ بايديهم نحو صراط قويم, ويزرع في نفوسهم بذرة حب الانتماء لهذا الوطن الجريح لتثمرعشق الانسان لانسانيته,مثلما يلهم الشعراء اجمل قصائده.

وعسى ان تنفع اجواء قصف الرعود ونزول الغيث مسؤولي الدولة لمراجعة انفسهم حين الجلوس قرب المدفئة , والتفكر بامور الرعية بنية خالصة لاتشوبها نزعات فئوية وحزبية.

انها امال تطرح نفسها للتحقيق, قد يستسهلها البعض, ويستصعبها الاخر,وهي فرصة يمكن اغتنامها او اضاعتها, ولكم تمنيت ان تتحقق هذه الامال,وان تغسل الامطار هموم بلدي وتسبح القلوب السوداء في دجلة والفرات, علها تخرج بيضاء نقية مطهرة من كل حقد طرق ابوابها في لحظات طارئة

http://beladitoday.com/index.php?aa=news&id22=24366