مواضيع اليوم

يا أيتام صدام البقية بحياتكم

خلف علي الخلف

2009-04-17 14:35:40

0

 كنت دائما مؤمنا بمفهوم العدالة، قد تتأخر لكنها لا بدَّ تأتي.. حين سمعت الخبر لم اهتم كثيراً فلم يعد يعنيني بشخصه منذ يوم التاسع من نسيان عام 2003. يومها انتهى بالنسبة لي كمتابع لأحداث المنطقة.. إلا أن اعدامه الان هو حدث مهم للضحايا ليس ضحايا صدام من الشعب العراقي فقط، بل ضحايا كل الديكتاتوريات والانظمة الشمولية.
كنتُ أكثر فرحاً عندما رأيته في حفرته الشهيرة.. كان هذا يكفيني بشكل شخصي كي يعيد لي ثقتي بمستقبلي الشخصي الذي مضى في ظل هذه الانظمة، وكان يكفي كي أبتسم بشماتة لانظير لها هازئاً من مستقبل الطغاة.
من حيث المبدأ ضد الاعدام كفكرة.. وكنت أريد له أن يرمى بسجنه حتى يموت هو واعوانه! لكن من حيث التحليل كان يجب اعدام صدام بسبب الوضع الذي في العراق وبسبب ما سببه للعراق.. إن اعدامه سيطوي حقبة من تاريخ العراق المعاصر ويفتح أفق عراق المستقبل. وقد يكون إعدامه هو أقل ما يمكن أن يقدم لأسر ضحاياه ومشرديه من العراقيين.. إنه معنى رمزي ونفسي لهم، فقد تلتئم بعض الشروخ التي حفرها في أرواحهم وأجسادهم وذاكرتهم. ولايقلل من أهمية إعدامه أنه تم في ظل وجود قوى احتلال في العراق، بل إن هذا بالذات هو ما يجعل الحدث أكثر أهمية في المنطقة، إذ أنه رسالة على أن العالم أصبح عابراً لسلطة الدكتاتوريات، ولم يعد سجن الشعوب بحجة السيادة لتظل تحت بطشهم أمراً معيقاً لإزاحتهم.
إن إعدام صدام مؤشر مستقبلي يوحي بالتفاؤل ليس لأنه حاكم ينفذ فيه حكم الاعدام لان هذا حدث عبر الانقلابات الوطنية التي سميت ثورات وكان كل من يستلم الحكم يعدم من قبله كعدو للثورة وباسم الشعب.. الاختلاف أن محاكمته تمت على الشاشات أمام العالم، واتيح له ان يشتم النظام القائم وقوى الاحتلال.. واتيح لمناصريه أن يدافعوا عنه...
لستُ مبتهجاً ولستُ متأسفاً. لكن إعدامه منحني شحنة كبيرة أخرى من الثقة بالحياة. ونعيه من قبل (أيتامه) إلى شعوب (الامة) العربية يجعلني أعزيهم صادقاً وأقول لكل أيتامه: البقية بحياتكم حقاً وإنّا لله وإنا إليه راجعون.. وأتمنى أن أعزي قريباً وصادقاً أيضاً كل محبي الطواغيت في كل بقاع الأرض

29-12-2006

 ايلاف




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات