علي جبار عطية
الخميس 15-12-2011
لعلي ارتكبت خطأ حين لمحت في سوق الهرج بالباب الشرقي قرصاً ليزريا اعادني الى طفولتي في السبعينيات وكان القرص عبارة عن افلام كارتون روسية عنوانها (يا أرنب حا اوريك!)
القصة بسيطة: ذئب يتربص بأرنب فيقوم الارنب بسلسلة مقالب يسقط فيها هيبة الذئب الذي لا يملك سوى ان يتوعده في آخر الحلقة.
كان خطئي يكمن في اني حين عرضته في البيت تعلق به احد اطفالي الذي لم يبلغ العاشرة، ونتيجة لتكرار مشاهدته اخذ يلح علي في جلب ارنب حقيقي وتحول الالحاح الى بكاء ونواح وطلب ضروري ضرورة الماء والهواء اقض مضجعي ومضجع من معي طوال تلك الليلة التي اسميتها ليلة الارنب!
وفي الصباح الباكر هرعت الى اكبر سوق في بغداد الا وهو سوق مريدي وظللت ابحث عن ارنب مار بمعروضات لا تتوفر الا في هذا السوق العالمي الكبير! لكن الصدمة كانت حقيقية!
اذ ان هذا الحيوان الذي يبدو في المسلسلات نظيفاً وأليفاً رأيته قذراً لايعتني بنفسه كما ان شعره كشعر القط وشكله عن قرب مخيف وليس بالصورة الرومانسية التي نرسمها عنه، وحين طلب البائع خمسة عشر الف دينار سعراً له اردت ان أعطيه هذا المبلغ ليحتفظ بهذه (البلوة)!
وصارحت البائع بالحقيقة وقلت له انني لا يمكنني اقتناء الارنب لان شكله مرعب ويكفيني رعب القط وسط الظلام، وحين غادرت السوق سالماً تذكرت ان فلم الكارتون (حا وريك) كان مصنوعاً زمن الحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي ، أما وقد حسمت المعركة لصالح القطب الواحد فأن الذئب هو الذي بقي يتوعد وينفذ وعوده وزيادة.
التعليقات (0)