علقت علي أخ عراقي لا أذكر أين وكانت كلماته كالسهام التي أصابت قلبي وأحزنتني وكانت شكواه أكبر من الاحتمال وكلماته تفيض بالأسف علي ظلم العدو والصديق علي السواء وأردت عند مراجعة المدونة أن أنقل ما كتبته إلي الواجهة لعله يصل إلي العدد الأكبر من قرائنا الأعزاء فواسيته وأعلم أن كلماتي أقل من المواساة ولا تشفي مظلوما ولا تعيد حقا ولا تبلغ مستوى ما أريده من المشاركة لعجزي عن التعبيرفقلت..................والله يا أخي إن ما تقوله - وأعرف الكثير منه - يجعلني ضيق الصدر محزونا وأكاد أرى في كلماتك الدم والحسرة والشكوى إلي الله وأنت وكل أبناء العراق ضحايا الغرب والشرق والعدو... وضحايا الذي كان أخا ثم تنكر ....وضحايا الذي يدعي الخوف عليك من المنافقين الذين ظاهروا عدوك واغتسلوا بدمك وشربوه واقتاتوا بلحمك.... أرى كل هذا ولا أملك إلا الدعاء... ولا أملك سوى الحسرة ...وحسرتي ليست عليك وعلي الشهداء الأبرياء فقط ...وإنما علي هذا المسكين الذي اندفع بالحمق فقتلك.. واندفع بالتحريض من شيطان رجيم ففجر مسجدك وحسينيتك... أعرف كل هذا وأعرف أن يد أخيك العربي هي التي كبلتك وهي التي طارت من أرضها الطائرة التي قصفتك ....وانطلق من أرضها الغازي المدجج بالسلاح الذي أخذ ثمنه مقدما من أخيك الثاني.... وأعلم أن الجندي الذي بدأ الهجوم عليك هو من أبناء العمومة ....وربما كان قد أكل التمر العراقي فرد تحيته قنبلة ورصاصة.... أعرف كل هذا ولكن يعزيني أن هذا الأخ المجرم الذي أرسل ابنك وأخاك وأباك وأمك وبنتك وولدك إلي جنة الخلد قد ألقي بنفسه في قعر جهنم هو ومن أرسله وسلحه واكتري بماله مرتزقة ليهتكوا بيتك... وصافح من قصفوك وأكل وشرب معهم نخب حتفك ....وقبض ثمن يدك المقطوعة... ورجلك المبتورة دولارا أو دولارين ...وأعلم أن ما حدث لك حدث بيد عمرو ومحمود وإبراهيم....لا بيد بوش وبلير فقط..... وأعلم أن أعدي أعدائك كان ولا يزال يقول أنا مسلم وما هو بمسلم !!! أخي أنا لا أبرئه ...وأيضا أشفق عليه لأنه مثلك ضحية السياسة ...وضحية الثروة البترولية التي جاءت علي بلدك بالخراب وأفرغت في الوقت نفسه خزائن أولاد عمومتك في جيوب أمريكا وإسرائيل أجرة للعدوان عليك..... أخي نريد أن نوقف هذا المسلسل الثأري الذي ما إن يبدأ في مكان إلا امتد أجيالا وطال أزمنة .....نريد أن نتوقف قليلا لمجرد استراحة من هذا العذاب.... فلماذا لا نستغل فرصة ولو كانت مثل سم الخياط ؟ .....لماذا لا نتعلق بالقشة حتي يأتينا الفرج ؟ .....لماذا نرفض القليل حتي يأتينا الكثير؟.... لماذا لا نستسيغ الحنظل حتي يأتينا التين والعنب ؟..... أعلم ما أنت فيه وأدعو الله لك بالخلاص ....وربما كانت أزمتك بديلا عن تقصيرك في الحسنات فأرسل الله عليك ما تثاب عنه خير الثواب ...إصبر وما صبرك إلا بالله ....وكن مع أخيك مظلوما لتؤجر.... ولا تظلمه فتؤزر ....ولا تصادق عدوك ....ولا تظاهره علي أخيك فتقع فيما وقع فيه أخوك المسكين الذي ظلمك..... والله ناصرك ومؤيدك ويـأجرك إن شاء الله
التعليقات (0)