يامسلمون وعرب كل تدنيس للأقصى وأنتم بغضب.
بقلم :حسن حسين الوالي –غزة المرابطة فلسطين
لن أستفتح بالحديث المسهب عن مكانة الأقصى في قلوب وعقول وعقيدة الفلسطيني والعربي و المسلم ولا بالواجبات المفروضة والواجبة واللازمة تجاهه فهناك من كفى ووفي و على مدار الساعة .
لن أتحدث هذه المرة عن الجرائم والمخططات والنوايا اليهودية تجاه المسجد الأقصى فكل هذا يبث بشكل مباشر وعلى الهواء أمام أنظار ومسامع المليارات من العرب والمسلمين والعالم مدعي الحضارة والحفاظ على الإرث الإنساني والحيادية .
لن أتحدث هذه المرة عمن إستكان و هنأ و إسترخى يتناول البيبسي والكوكولا وهو يترنح على أنغام الراب والروك أندرول ، او ذاك الذي إنغمس في فلسفة عقيمة تشرع الذل و توشح الإستسلام بأنواط النصر الكاذبة لن أتحدث عن هؤلاء و لا عن هؤلاء فليس بعد الذل عار وليس بعد الانكسار هزيمة .
سأتحدث وأكتب عن كل من تقطع قلبه المفعم بالإيمان برب العالمين وقدسية الأقصى وإستجابت النخوة في عروقه التي تتدفق فيها عزة الفاروق ونخوة المعتصم وصلابة صلاح الدين سأكتب عنهم ولهم وأقول لهم أخوتي أحبتي بارك الله فيكم على هبتكم لنصرة المسجد الأقصى ولكن أستميحكم عذراعلى صراحتي فإن هبتكم هي هبة موسمية تأتي مع كل تدنيس واقتحام قد يعلن في وسائل الإعلام ،،،فعذرا إن قلت لكم : كل تدنيس للأقصى وأنتم بغضب ،،،
فغضبكم أخوتي ،،، لم يجعل الحاخام شلومو او آشر أو بنيامين أو منشي او رمبام - أو سمه ما شئت - يفكر مجرد التفكير في تغيير عادته اليومية في أن يفتح شباك شرفته الشمالية المطلة على الناحية القبلية للمسجد الأقصى ، يستنشق أنسام الصباح المقدسي وهو يحتسي قهوته الممزوجة بإنعكاسات أشعة شمس نيسان على قباب الأقصى والصخرة ومشكلة له صورة خيالية من وهم إسمه الهيكل المقدس يتجلى أمام ناظريه بعد أن زال ما كان يشوه يهودية المنظر من قباب ومآذن هي بصمات الزمن والعقيدة على أرض مقدسة لم تكن يوماً مكرمة ومقدسة إلا بحاضنة دين التوحيد لها هذا الدين الذي نزل على كافة الأنبياء من آدم عليه السلام حتى خاتمها محمد صلى الله عليه وسلم ولم يبقى الزمن في قسمات وجهها الحضاري والإنساني إلا فلسطينية التاريخ وحكايا أشجار الزيتون والحنون والزعتر، عروبية الدم وقسمات الوجوه وصلابة الزند والتاريخ ، إسلامية الماضي والحاضر والمستقبل وعقيدة التوحيد بدون تحريف ، تعمقت في جذورها و حفر بالزمن في صخرها معالم حضارة ووجود إنساني يمتزج بكل شيئ فيها في الإنسان والشجر والحجر ، وينصهر في وجدانها بحرارة إيمان وعقيدة تمتد في الماضي " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ "وتشكل معالم وإرهاصات المستقبل والوعد الصادق بإذن الله " وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً " .
فأحبتي أخوتي يا أصحاب النخوة والعزة غضبكم لم يجعل ذلك الحاخام يغير تلك العادة اليومية .
وكذلك لم يجعل دان أو إستر أو دافيد يفكر مجرد التفكير فأن يلغي إجازته السنوية فوق تراب عربي أصفر يشع بأشعة الشمس اللافحة التي تسحب البرودة من عرقهم و تحقنها بحرارة عربية معتقة وتزيل شحوب بياض بشرتهم بسمرة برونزية علامة الأصالة العربية والشرقية ، فغضبنا وغضبكم لم يجعلهم يفكرون مجرد التفكير في التخلي عن هذه المتعة أو المغامرة بمجرد التخيل والتصور بأن العرب والمسلمين ممكن ان يتخلوا عن كرم ضيافتهم وحسن إستقبالهم لهم ، فيفقدوا بذلك طعم القهوة العربية الأصيلة بالهيل التي تقدم لهم فوق الفرش العربية الممهورة بخيطان الحرير الهندي وأوبار الحسان من الإبل عنوان علو منزلة و كرم حاتمي و مفخرة ، وفوق الرؤوس تزين تلك المجالس بأكبر صورة قد يستطيع الحصول عليها صاحب المجلس للمسجد الأقصى وقبة الصخرة ومكتوب عليها " القدس لنا " بأروع كلمات وبأجمل خط عربي تفتقت عنه قريحة الإبداع الحضارى و صاغته أحدث تكنولوجيا الطباعة والتصميم الجرافيكي .
كل تدنيس وغضب والأقصى بخير ، وأي خير بقى للأقصى و لبيت المقدس ،وهذا الغضب المتكلم ،و الفعل صامت ، والحول عاجز .
حالة من الصمت و العجز تمتد وتتشابك وتتشعب لتشمل الفرد والأسرة والجماعات والدول والأمة ، فلا معني لكل الكلمات إن لم تكن مقرونة بالأفعال ، ولا معني للغضب إن لم يهز جبروت الطغيان ويفجر عزة الإسلام في عروق هذه الأمة لتتهاوى كل الطواغيت ، وتمضى بعزة الفاروق ورجولة الناصر صلاح الدين ونخوة المعتصم.
في هذه اللحظات يلتفت العالم لنا ويدرك بأن غضبنا سيصبح مقرون بأفعال وأن هذه الأمة لن تسمح بهذا الإستهتار بمقدراتها وهذا الإنتهاك الصارخ لحقوقها والتدنيس المتعمد لمقدساتها .
بوركت سواعد المرابطين على هذا الثرى المقدس على أرض بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ، الرجال الرجال الذين يعيشون حالة هذا الإصطفاء الرباني لنا ، الذي يمنح الفرد والجماعة يقين المؤمن وثبات المرابط وعزة المسلم المدافع عن دينه وأرضه ومقدساته.
نحمدك ربنا على هذا الإصطفاء وقلوبنا ترف برهبة التسليم لرب العالمين وألسنتنا تلهج بدعاء التثبيت وطلب النصر والتمكين ، وعزائمنا معقودة على الرضى بأن نكون رأس حربة هذه الأمة و مقدمة جحافل الإنتصار الماضية نحو القدس بإذن الله .
نسألك ربنا أن تجعل من غضبنا براكين تدك بها جبروت هذا الكيان الغاصب المحتل لأرضنا ، وأن تمنح قبضاتنا البركة التي منحتها لعبدك داوود لنرمي بك ونسدد بتوفيقك ليتحقق بأمرك وعدك الصادق " فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا " صدقت ربنا بوعدك ونشهدك أن منا الصبر ونسألك التثبيت والنصر ، إرزقنا إحدى الحسنيين إما النصر و نعمة الصلاة على ثرى الأقصى بعد زوال دنس يهود وتتبير علوهم ، أو الشهادة نلقى بها وجهك الكريم ، ونعلو آية في سماء الأقصى وأكناف بيت المقدس علها تصل لقلوب وأبصار العرب والمسلمين فتمنح غضبهم البركة ويخرجوا من دائرة الأقوال إلى دائرة الفعل فيصبح قولنا كل تدنيس لك يا أقصى غضب ونار ولهب تحرق كل الطغاة و المحتل المغتصب .
حسن حسين الوالي-غزة المرابطة فلسطين .
HASSANWALLI672@YAHOO.COM
التعليقات (0)