انا من جيل الانتفاضة الكردية عام 2004 ولدت في 1232004 تلك الانتفاضة التي اشعل نارها ابطال وزعماء وشهداء كانو يبيعون الدخان على الارصفة، لم يعرفو يوما معنى السياسة ومايدور في كواليسها من نفاق وعمليات بيع وشراء للذمم ولدماء الشهداء، لم يدركوا يوما مايفعله قادة الاحزاب الكردية والكردستانية من تطويبا للقضية باسماء قيادات احزابهم، وتحويل كوادرهم الى اتباع مصفقين مهللين باسمائهم فقط.
هؤلاء الشباب المناضل في الميدان هم زعمائي الحقيقين الذين اؤمن بهم قلبا وقالبا، ولا اعترف بالممثلين الهزليين الذين يمثلون دور القيادة، زعمائي هم من يتمتع بالانتماء القومي، وبالعاطفة الجياشة التي تجعلهم في استعداد دائم للتضحية بارواحهم الطاهرة النقية لكن للاسف يستغلها دائما الزعيم الثوري الفاسد الذي يمتلك الثورة، ولا تعني له دماءهم وارواحهم سوى المزيد من العملة الصعبة بالدولار في سوق البورصة الاقليمية للتنازلات والتأمر وابادة شعبه، دون ان يتجرأ احد بان يخبرهم ان من يبيع ويقتل شعبه خائن، وابناء شعبي الكردي السوري هم اكثر من دفع ضريبة الخونة على مدار ثلاثين عاما من ارتزاق رموز الممانعة القومية الكردية العلني من المقبور حافظ الاسد، واحدهم بالغ بعلنيته ليقدم الولاء لقبر حافظ الاسد دون ادنى مراعاة لدماء شهداء الكرد السوريون.
الشباب الكرد هم من يحمي القضية الكردية، هم من يحفظ لي كرامتي كشاب كردي، لا المستبدين ملوك نظرية الممانعة القومية الكردية الدوغمائيين الذين قسمو الشباب الكرد الى ثنائية الاستبداد المعروفة فاما ان تكون حزبي اوعميل متأمر على رموز الممانعة القومية الكردية المحرم نقدهم باي شكل من الاشكال.
الشهداء الذين ضحوا بارواحهم في الانتفاضة الاذارية لم يضحوا بها بقرار سياسي من مجموع الاحزاب الكردية الهزيلة، ولم يحتاجوا لايديولوجيات الاحزاب الهرمة المنقرضة لنضالهم العفوي، دمائهم رفعت من شأن كل شاب كردي اينما كان، دمائهم جعلت من قاماتنا عالية نفاخر بانتفاضتنا الاذارية بكل اعتزاز وشموخ، لم يكونوا سياسين ومفكرين لكنهم علمونا معاني النضال السلمي الحقيقي، وكيفية احقاق الحق بصدور عارية.
الى ان جاءت مجموع الاحزاب الكردية في ذلك الوقت لتدوس على دماءهم وتهين ارواحهم الطاهرة وتمرر مخطط السلطة الامنية الارهابية، وتقمع الانتفاضة بحجج واهية ووعود بتحقيق كافة مطالب الشعب الكردي، هدأت الانتفاضة لتبدأ قيادات الممانعة الكردية بتسليم الشباب الكرد الذين حركوا الشارع واحدا تلو الاخر الى السلطة الامنية، وكان اخرهم مجموع الشباب الكرد الذين اعتقلو في 2008 ولم تتكلف القيادة الحكيمة على ذكر اسمائهم حتى في بيانات التنديد الخلبية المعروفة.
والان ذات المشهد يتكرر تحت نفس الاسم " مجموع الاحزاب الكردية" وذات الوعود مع اختلاف التوقيت فهذه المرة الخطة الامنية سبقت الانتفاضة وذلك دليل استفادة الاجهزة الامنية واعوانها من انتفاضة 2004 .
لذا وللامانة لابد من مواجهة الحقائق وخاصة مايجري من صفقات في الخفاء، فقد وردتني معلومات من شاب سوري عسكري وطني شريف يخدم في احدا الادارات الامنية في دمشق بانه شاهد السادة (حميد حاج درويش، فؤاد عليكو، حكيم بشار، عزيز داوي) في اجتماع مع الضابط علي مملوك، وقد ساهم علي مملوك بتنظيم اجتماع لقادتنا القومين الوطنين مع الارهابي الدموي المعروف ماهر الاسد بشكل فردي لكل واحد منهم، وذلك في وقت سابق لعيد نوروز، ولا معلومات مؤكدة عن مجرى الاجتماع او عن المبالغ التي استلمها القادة، وكما تبين لاحقا للمتابع بان الغاية من الاجتماع كانت لبيع عيد نوروز وتسخيره لخدمة القتلة بالاضافة الى تجنيد الحركة لضبط الشارع الكردي وابعاده عن الشارع السوري واثارة النعرات القومية تجاه العرب ونشر الاحقاد لدى الشباب الكرد على العرب وتسويق نضال ابناء درعا الابطال على انه مجرد مشكلة بين الحكومة واهل درعا طبعا بالاضافة الى اقناع الراي العام الكردي باننا اذا انتفضنا على الديكتاتور بشار فسوف ياتي رئيس عربي العن منه ويقمع الشعب الكردي مجددا، وكأن رموز الممانعة القومية لازالو يعيشون في العصور الوسطة المنقرضة ولم يدركو بعد عناوين المرحلة الجديدة، مرحلة الشباب الذي ازال بقوة ارادته وبصدورا عارية ديكتاتوريات من الحكم في تونس ومصر وهز عرش القذافي وعلي عبد الله الصالح وبشار الاسد، هذا الشباب لن يهدأ وسيبقى ثائرا الى ان يتم حمايتهم وحماية حقوق كافة المكونات الوطنية في دستور حضاري مدني ديمقراطي.
كما ان رموز الممانعة الكردية الان يجتمعون في دمشق مع رموز الممانعة العربية في اعلان دمشق لاعداد ورقة تفاوض مع رئيس اجهزة القمع الامنية بشار الاسد على حساب دماء شهداء درعا والصنمين واللاذقية وحمص، وكأن هؤلاء الشهداء الابرار ضحوا بارواحهم لقاء بعض الرشاوي المتمثلة بزيادة ذليلة مخجلة للرواتب وبعض التغيرات الشكلية.
لذا فلتسقط كل رموز الممانعة كردية كانت ام عربية، فقد مللنا النفاق، ومللنا الاحزاب الديكتاتورية باسماء ديمقراطية، والاحزاب العنصرية المتعصبة قوميا بشعارات الوحدة الوطنية والليبرالية، والاحزاب المتطرفة دينيا باسماء اسلامية.
مللنا.....مللنا....البيع والشراء بدماءنا...مللنا الادلجة القومية والادلجة الوطنية والادلجة الدينية وتسخيرها لخدمة تجار السياسة والمرتزقة اصحاب العقول الشمولية الشوفينية.
واخيرا اسمعوا....وافهموا.
الشعب السوري يريد اسقاطكم واسقاط النظام، الشعب السوري يريد السلام ودستورا يحمينا كشعوب سورية، ويحمي تنوع ثقافاتنا ولغاتنا السورية وتعايشنا المشترك.
dostocan@gmail.com
http://www.facebook.com/faristemo
http://www.elaphblog.com/dosto
التعليقات (0)