مواضيع اليوم

يال عذاب هذا الجسد البارّ...

Selma Bel Haj Mabrouk

2009-11-20 19:56:40

0

يا قمرا وحشيا


مرتميا في عمق الخريف الأخضر


يرقد في المخدع العاري


ضوءه المرمري


وهج في الروح يسري


طيفه الوردي


خيوطه البرونزية


تلمع كبخور جنة


تأتي من عمق السماء


تطفئ طيف ألوان الكئابة


كبرتقالة شاحبة


رذاذ شعاع ناعم رطب


يتهاطل


في وجهك المستدير


ينبت العشب الذهبي


وينشد الغيم المستطيل


في عينيك أناشيد المطر


وينقر الضوء البلوري


أشكال ماء زمردي


يرقص الجلنار كجسد لم يبقي وزر


في ليل مقفى بنغم رغبة شريدة


تضيئه نجوم أجنحة اللذة


يتلألأ سرير العشب الوثير


ينثر دفئه الصاخب الخصيب


تهطل بغزارة النور


دعابات شلالات النار كالشهد


تجرفه


إلى أديم جنون عبقري


يلونه لهب فنتازيا مفترسة


وعبق جسد طري ...


يال عذاب هذا الجسد البارّ...


كم عنفته الطاعة


كم قست عليه كل فضائل الغيب


كم عذبه المنع من تمرد عذب المجون


كم أسكره حلم فاقع الرؤية مطرز بالجنون


كم روضوا وروعوا روحه العمياء


وقيدو سحر جداوله الغضة بالعماء


كم رهنوا ثمالته المقامرة بالحياة على الحياة


لقدر طعنته السنون


والآن لوجه الحياة أعتققك


أيها الجسد البارّ...


من عبئ الفضيلة الغائمة


أيها القمر الوحشي المخملي ...


هل لنا برشفة لذات من عمق الأبدية الثائرة


يمشي إليها الزهر حافيا منتشيا


يسير إليها كعب النجم عاريا


في ظفائر الليل الطويل


يغدق الليل البنفسجي


على مرفئ شفتيها الطازجة


ناره الهائمة
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !