مازال بعض الضباط بوزارة الداخلية يعملون بنفس العقلية التى كانوا يتعاملون بها مع قبل الثورة، فضباط العلاقات العامة بمديريات الأمن المختلفه فى شتى أنحاء الجمهورية وكذلك ضباط العلاقات العامة بوزارة الداخلية كانوا يتعاملون مع الصحفيين وكأنهم مصدر السعد!!، كانوا يتعاملون مع الصحفيين بشمم، والصحفى المغضوب عليه كانوا يتعاملون معه "ميري"، فيطلبوا منه خطاب معتمد من الجريدة، فيذهب الصحفي شهر يسعى وراء الخطاب ثم يعود لسيادة الضابط بالخطاب فيقول له طيب روح اعتمده من نقابة الصحفيين، فيذهب الصحفي لمدة شهر آخر ويعود بآعتماد النقابة فيقول له طيب عاوزين بقى اعتماد وزارة الداخلية، وهكذا حتى يقرر الصحفي عدم التعامل مع العلاقات العامة او مكاتبها واداراتها بمديريات الأمن، فيبدء فى تكوين مصادر له من داخل جهاز الشرطة بعيدا عن العلاقات العامة، فيحصل على أخبار أفضل وآنفرادات لا حصر لها – كما فعلت أنا شخصيا – ويظن ضابط العلاقات العامة انه بهذا التصرف قد حرم الصحفي من شرف دخول الجنه!!، فى حين أنه هو ومؤسسته والجهاز الذي مثله هم الخاسرين، لأن الصحفي نتيجة التضييق عليه وحجب المعلومات والأخبار عنه – بالمخالفة للقانون – يضطر إلى البحث عن الأخبار عن طريق مصادر أخرى فيتصادف أخبار وتجاوزات وسلبيات وبلاوى عن الوزارة وضباطها وأفرادها فينشرها ويهدم كل مساعي السادة ضباط العلاقات العامة فى تحسين صورة الجهاز الذي يمثلونه، وبعد ثورة 25 يناير، ذهبت إلى وزارة الداخلية وظننت أن عقلية ضباط العلاقات العامة قد تغيرت، تعاملت معهم بصدق وفتحنا صفحة جديدة من منطلق أن تحسين صورة الشرطة لدى الرأي العام بات واجب وطني ويجب ان يعود الأمن إلى المجتمع وذلك لن يتحقق إلا بدعم ضباط الشرطة ومصالحتهم على المجتمع والمواطنين، عن طريق نشر إيجابيات الشرطة وضباطها وإداراتها، مع الإبلاغ عن أى تجاوز وعدم السكوت عنه طبعا لكن فى الخفاء عن طريق القنوات المتبعه لعدم إثارة سخط الجمهور مرة أخرى، وبعد أيام قليلة وآحتكاكت مع ضباط العلاقات العامة بمديريات الأمن وأقسام الشرطة فوجئت بأن تغير سياسات ضباط العلاقات بمديريات الأمن أو بوزارة الداخلية عموما مجرد وهم، فضباط العلاقات العامة كما هم، أو أغلبهم لكى نكون منصفين، وليس جميعهم، فوجئت بان هناك ضباط مازالوا يظنون أنهم فوق العباد، وانهم بقبول التعاون مع الصحفي ومنحه الأخبار – رغم انه حق الصحفي طبقا للقانون- يكون بذلك قد منحه صك النجاح!!، فى حين أن القاعدة المهنية الصحفية تقول "خاب الصحفي الذي مصدرة إدارة العلاقات العامة بأى جهة"، فإدارة العلاقات العامة بالنسبة للصحفي هى مرجع فقط للتأكد من صدق خبر أو من رواية ما او إستكمال بيانات أو ما شابه وليس الإعتماد عليها فى إستقاء الأخبار، المهم ذهب صحفي زميل تحت التمرين إلى مديرية أمن القاهرة بناء على تكليف منى بصفتي رئيسه المباشر والمسئول عن تدريبه، فدخل إلى المقدم "منتصر صلاح"- وربما يكون الإسم الثاني خطأ لأنه ضابط جديد- لكنه أكيد إسمه منتصر وهو مدير العلاقات العامة بمديرية أمن القاهرة، وطلب الصحفي منه بكل أدب أن يتعاون مع المديرية فى إستقاء الأخبار والبيانات حول المديرية طبقا لنهج الوزارة الجديد فى التعامل مع الصحافه بشفافية وبأسلوب جديد متحضر، لكن الصحفي فوجئ بالضابط يتعامل معه بنفس العقلية القديمة، عقلية متحجرة لا تتناسب مع الموقع الذي يجلس به، وضع امام الصحفي كم هائل من العراقيل، ورفض ان يمنحه صك النجاح، فتحدث الصحفي إلى مديره بوزارة الداخلية، إلا أن محاولات الصحفي باءت جميعها بالفشل، فحكى لى الصحفي ما حدث معه، فقلت له "إشتغل من بره واعمل مصادر بعيد عن العلاقات العامة" وبالفعل وصل الصحفي إلى معلومات وأخبار سلبية كثيرة جدا، وجميعها طبقا لمعايير العمل الصحفي تعد إنفرادات، ونشرها شوف يعود بصدى جيد على الصحفي، لكنها سوء تسود وجه وزارة الداخلية أمام الرأي العام مرة أخرى، وهو ما رفت نشره لكى لا نكون معول هدم فى وقت حساس بالنسبة لوزارة الداخلية.
لذلك اكتب هذه القصه اليوم وأوجهها إلى اللواء مروان مصطفى مساعد الوزير للعلاقات العامة والإعلام لكى أحذره من أن هناك بعض العناصر التى تعمل تحت رئاسته تهدم فى لحظات ما يبنيه هو ومن معه من رجال أكفاء مخلصين فى شهور، هؤلاء الضباط أصحاب الفكر القديم يضيعون جهود الكثير والكثير من الضباط النابهين الذين يؤدون واجبهم بإخلاص.
ياسيادة اللواء مروان مصطفى هذه رسالة تحذير مخلصه، مازال لديك رجال تحت رئاستك يحملون طعم حبيب العادلي، مازال بعض رجالك يتعاملون مع المواطنين والصحفيين بشمم وهو ما لا يتناسب مطلقا مع أصول وقواعد المهنة التى يعملون بها او الدور المنوط بهم تحقيقه.
أرجو أن لا يمر الأمر مرور الكرام، وان يؤخذ مأخذ الجد، ليتبين للجميع أن ثورة يناير بالفعل غيرت السياسات العقيمة وحطمت العقول المتحجره وبات حق المواطن فى المعرفه واجب، ودور ضباط العلاقات العامة هى تسهيل الوصول لأخبار المؤسسه التى يعملون بها وليس حجبها.
التعليقات (0)