مواضيع اليوم

ياسيادة الديكتاتور !!!!.....ليلك عسعس ,وصبح الثورة تنفس ,والمتستر يالايام عريان

سلام الهدى

2011-07-12 20:07:36

0

ياسيادة الديكتاتور !!!!.....ليلك عسعس ,وصبح الثورة تنفس ,والمتستر يالايام عريان.
لقد تبين في الايام الاخيرة افلاس النظام السوري في السيطرة على الثورة السورية بالوصول الى الفشل والطريق المسدود في حله الامني, بالاضافة الى عجز حرسه القديم في التحاور مع اطياف الشعب السوري ووضع الاسس لاصلاح النظام لان اصلاح نظام الاب يعني سقوطه, وهذا مايعيه الرئيس نفسه, وزاد الطين بلة تخبطه السياسي في علاقاته الخارجية مع امريكا وفرنسا اللتين ادركتا حتمية سقوطه واسقطتا الحماية عن نظامه فيما يبدو للعيان, و من ثم محاولة النظام تحويل الانظار الى نظرية المؤامرة التي لم تعد تنطلي على الشعب السوري لتبيرير تصرفاته الامنية .
لقد كانت هذه المرحلة التي وصل اليها النظام السوري جلية للعيان ولكن الاختلاف كان في الزمن الذي تحتاجه الانتفاضة لكي تصل الى مرحلة الثورة التي وصلت اليه بسبب انتهاء صلاحية نظام الاب والفشل الحتمي التي وصل اليه النظام الديكتاتوري في خلال الخمسين سنة الماضية ولعلنا نشهد الفصل الاخير في وقائع معركة قتل النظام السوري في الايام القادمة, مع ملاحظة التطورالمستقبلي السوسيولوجي للدولة الحديثة في سورية.

ان من اسباب سقوط النظام الديكتاتوري انه يحمل في طياته وتركيبته بذور فشله وزواله بسبب جموده ووقوفه عند اللحظة التي ابتدأ فيها بسبب ديكتاتورية الاب.
كما إن عبقرية فكرة الدولة الحديثة تكمن في أنها تحاول قدر الإمكان تمييع سلطة القائد الحاكم (وتضعها في مؤسسات ومجالس ومجموعة كبيرة من الأشخاص) حتى لا يتسنى لفرد أن يتحول إلى رمز للجماعة ومحل لتبجيلها وولائها او حتى استغلالها، ففي الدولة الحديثة الضامن لوحدة الجماعة وتعايشها هو الوطنية والدستور والقانون
لكن في الدول الديكتاتورية التي يتسلط فيها شخص على المؤسسة غالباً ما تكون عسكرية تتضخم فيها النخب الطفيلية.
ان مأزق الديكتاتورية هي أنها تزيد من الكبت وتسد كل ابواب التحاكم الى المنطق الحواري في المجتمع وايقاف منطق التفكير النسبي للافراد. ويتجمد فكر الشعوب وحركتها لتقف عن الحراك السياسي المطلوب لاستمرار وتطور الحياة السياسية في المجتمع، ولذلك فإن الديكتاتور يلجأ إلى خلق فوضى مصطنعة حتى يقنع الناس بانهم يحصلون على المكاسب التي يدفعون ثمنها باهظاً. ويستبطن كثيرون هذه المعادلة الجائرة فيقنعون بالكبت، بل ويتهمون من يحاول كسرها بخيانة الجماعة ومحاولة كسر رابطتها الجامعة. إنها غريزة الحياة الجمعية (في الخوف من الحاضر وخشية المجهول) تعمل عملها و يزكيها الديكتاتور نفسه باتهام الخارجين على طاعته بالخيانة وخلق الفوضى والإضطراب.
وكلما أمعن الديكتاتور في الحد من حرية رعاياه، كلما استخف بهم و أفقدهم استقلالهم وحولهم إلى أطفال قصّر مطيعين ينتظرون أوامره قبل أن يتصرفوا ويفقدون تفردهم وروح المبادرة فيهم يخشون الحاضر وينظرون بعين من الخوف إلى المستقبل.
وهنا ينقسم المجتمع الى فئة الاولى تعبر عن خوفها من المستقبل وتتشبث بالوضع القائم، و تبحث للنظام عن محاسن لتبرر تمسكها به. مع اتهام الطرف الاخر بالتهور والجنون، معبرة عن قلقها بالإندفاع وقلة البصيرة وتوريط المجتمع بأسره في عالم الفوضى والإضطراب ودهاليز الغيب المخيفة.
والفئة الاخرى الثائرون فهم ليسوا أقل من هادمي الاستقرارو"قتلة للنظام " حامي الحمى ومؤلف القلوب ومفتاح الأمن، إنهم أولاد عاقون لا كبير لهم تنقصهم الحكمة وتسيّرهم الغرائز الفوضوية.
وبناءاً على هذه المعرفة النفسية السوسيولوجية كان من الطبيعي أن يصطنع الديكتاتور الفوضى والتفرقة بإطلاق المجرمين من السجون وإثارة القلاقل الطائفية وإيعاز أتباعه ورجال أمنه بأن يقتلوا ويضربوا ويسرقوا ويكسروا متخفين بثياب مدنية حتى تكتمل صورة الفوضى الناتجة طبيعياً عن غياب النظام الممثل للإستقرار والأمن والوحدة.
ان الثوار المتمثلون في الخارجون عن طاعة النظام يرغبون في خلق عقد إجتماعي جديد ومعادلة متوازنة للعقد الإجتماعي (بين حرية الفرد وكبت الجماعة لها). وايجاد المخرج للتناقض الموجود في كل فرد من أفراد الجماعة بين كبت الحرية الفردية المطلقة، وبين التشوق لاستعادة هذه الحرية. فالحرية ليست مجرد توفر الخيارات المتعددة، بل هي مرتبطة بالأشخاص الذين يمارسونها وبقدرتهم على المبادرة وإتخاذ القرارات المستقلة الفردية التي تخدم مصلحة الوطن وهنا يظهر مفهوم الولاء للوطن.
ان الوطنية هي التعبير الحديث عن تماسك الجماعة ووحدتها، ومن ينخرط في فعل "ثوري" كإسقاط النظام لا بد له أن يظهر الولاء المفرط للجماعة ولطوطمها الجديد الذي نسميه الوطن أو الشعب. هذا الطوطم المنفصل عن شخص بعينه والقائم في فضاء خاص خارج المكان والزمان، ليس إلا شكلاً آخر للدولة المدنية الحديثة، في شكلها الجديد الذي يتمثل في البرلمان والانتخابات والرئيس والوزراء واعضاء مجلس الشعب الذي هو المحقق لرغبة الشعوب وتطلعاتها .
انه مما يثير الدهشة بالفعل بالنسبة للنظام السوري هو هذا العدد الكبير للذين يدافعون عن بقاء النظام دون أن يكونوا مستفيدين منه فعلاً. حتى الذين عانوا منهم من قسوته وبطشه. كما ان دفاعهم عن النظام يتدرج من خوف من المجهول، إلى تأنيب للمتظاهرين على إثارة القلاقل والفوضى، إلى إيمان برواية النظام حول وجود عصابات مسلحة خفية، إلى استماتة في حشد محاسن مزعومة ومتخيلة للنظام
وذلك لان النظام السوري نظام وفكر ومؤسسات ذاتية الدفع.
و مؤسسات موروثة ومصالح وقوانين وعقليات وأساليب في إدارة الحكم بقيت، تمارس منذ خمسين عاما. ثم جاء التغيير فجأة،و لم يكن متوقعاً، ولم يحسب له حساباً لدرجة ان النظام وزبانييه كانوا مقتنعين أن رياح التغيير لن تمس سوريا ,هذا الإيمان الراسخ بقوة إرث النظام هو بالتحديد ما خلق الطفرة التي بدأت التغيير. لان النظام الذي أسسه نظام الأب لا يعرف المحاورة ولا التنازل ولا الليونة، إنه كبت وصرامة وخوف مارسها حتى أفراد النظام على بعضهم البعض، فهم مثل المواطنين، لا يحيدون عن الخط الذي رسمه النظام. ولذلك كان ردهم على خروج بضعة أولاد عن الطاعة متوقعاً وصارماً أدى إلى الأزمة التي يعيشها السوريون اليوم
وبالمقابل نرى المعارضين في الحالة السورية، ، إفراطاً في حب الوطن والإيمان بالشعب وعبقريته ووحدة إرادته وعظمة تاريخه ولا ضير في ذلك طبعاً لأنهم يؤسسون لعقد إجتماعي آخر فلا بد من استعادة رمز الوحدة وإعادة تكوينه وفقاً لمعادلة أخرى نرجو أن تكون أكثر توازناً من سابقتها.
لكن " النظام" عندما يقتل و يؤخذ على حين غرة فإنه يثير الخوف من المستقبل والقلق من التغيير والهلع من إنفصام عرى الجماعة وشيوع الفوضى. وقد يكون الخوف شديداً إلى درجة يرفض معها التغيير كلياً. وهذا باعتقادي ما نراه في الحالة السورية وخاصة في صفوف الأقليات الدينية. هذا الخوف غذاه النظام بكم هائل من الدعاية المضادة والتهويل وعزل الجماعات ضمن حدودها الجغرافية والطائفية وضخ الشائعات والتضليل وحجب الأخبار والمعلومات عن حقيقة ما يجري.
هذا الهلع اليومي جعل كثيرين يتمسكون بالنظام لاعتقادهم بأنه ضمانة للأمن والإستقرار. وهم في نقاشاتهم مع المعارضين يتدرجون من الصراخ ونثر الأخبار التي أمطرهم بها النظام، إلى حسابات عقيمة عن ثمن التغيير وضرورة عدم التسرع، إلى الترجي بإعطاء "فرصة أخرى للنظام" .
ان المتظاهرون المطالبون بالحرية أغلبهم من دون سن الخامسة والعشرين، أي أن سنهم كان أقل من خمسة عشرة سنة عندما استلم بشارعام 2000. ولهذا فهم لا يعرفون النظام البائد، وهو لا يخيفهم بقدر ما نجح النظام في إخافة آبائهم وأجدادهم. لكن حان الوقت لكي "يقتل النظام"، الجاثم على صدور الشعب والذي يمنع افراده من التنفس بحرية. وهذه ليست دعوة للقتل أو التخريب أو التفرقة لكن آن للنظام المنتهية صلاحيته والذي يلعب في الزمن الضائع أن يرحل الى تاريخ الذاكريات المرمية مع نهر الحياة الجاري لكي يعيش أبناء سورية مستقبلاً أفضل يليق بهم وبأحفادهم.
الا ان موعدهم الصبح اليس الصبح بقريب.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !