ياحاج!!

علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com

كاتب وصحفي عراقي

 لفت انتباهي تضايق رجل في الخمسين من عمره من تعبير (ياحاج.. من فضلك دع الموكب يمر) وكان المتحدث في الزي العسكري لطيفا وهو يلقي العبارة لكني رايت السيدة التي ترافقه تشاطره استهجانه والرجل يردد بمرارة: (يقول عني ياحاج!)الموقف نفسه لاحظته عند عدد ممن تطلق عليهم لفظة (حجي) اي الانزعاج بل هناك من النساء ممن يتضايقن من لفظ (حاجة) والسبب يعود على ما اظن الى اختلاف مفهوم اللفظة بين القائل والشخص المقالة بحقه فمن يطلق هذه اللفظة يقصد في الاعم الاغلب توقير الشخص وابداء الاحترام له ومخاطبته بلفظة محببة لاسيما ان الكثير ممن تجاوز سنهم الاربعين يتلقون في الاعياد اماني من قبيل (ان شاء الله تقف على عرفة) ونحو ذلك كما ان من يذق عسل الحج فانه يظل يحن الى بيت الله الحرام حنين الناقة كما يقال في الامثال!
ولينظر القارئ اللبيب الى هذه الازدواجية في المعايير الاجتماعية فمن باب يتمنى العراقي لاخيه حج بيت الله الحرام بل وتجده يحتال على قرعة الحجاج ويدفع مبالغ تضر بسمعته من اجل الفوز ببطاقة الحج لكن في المقابل تجد من يتضايق من لفظة (حاج) ويعدها قدحا في شخصه! لكن يمكن قطف ثمرة من هذه المواقف لعل اهمها الوقوف على حاجات النفس وقد ورد عن الامام علي بن ابي طالب (ع) قوله (إن معرفة النفس افضل العلوم)ويمكن للمرء المتضايق من لفظة حاج ان يسأل نفسه عن سر ضيقه هل يكمن في شعوره بكبر سنه او عدم حبه لهذه الفريضة المقدسة فمن يدري لعله سائر في طريق مجانب للاستقامة والثمرة العملية الاخرى تجنب مخاطبة الاخر بهذه الصيغة وقد اخبرني من اثق به ان بعض دول الخليج يوجد الكثيرون ممن يحجون اكثر من مرة مما يفقد اللفظة خصوصيتها مثلما اصبحت كلمة (دكتور) عندنا!!