مواضيع اليوم

يأكلون الغلة، ويسبون الملة.

محمد مغوتي

2010-12-10 12:08:06

0

    تنزع أغلب آراء المسلمين ومواقفهم إلى اتهام الغرب بالعنصرية و التمييز و محاربة الإسلام و غيرها من الأحكام الجاهزة. و إذا كانت هذه المواقف تعبر عن بيئة معينة أنتجت ثقافة عدائية ترفض الآخر لسبب أو بدونه، فإن ما يثير الإستغراب في هذا الشأن هو المواقف الصادرة عن كثير من المسلمين الذين يعيشون في المجتمعات الغربية نفسها.            

    هؤلاء الذين اضطروا إلى مغادرة بلدانهم الأصلية بحثا عن آفاق حقيقية للعيش الكريم و هربا من الفاقة و البطالة و ظروف الحياة الصعبة، أو بحثا عن فرص أخرى للنجاح و التفوق في الدراسة أو العمل ، وجدوا في الدول الغربية التي استقبلتهم كل الترحيب و الرعاية. و هم يعيشون في دول المهجر مثلما يعيش أبناء تلك البلدان تماما في احترام تام لكل الحقوق المادية و المعنوية التي تكفلها القوانين، و تنظمها التشريعات الجاري بها العمل هناك. كما أنهم يجدون كامل الحرية في ممارسة معتقداتهم و واجباتهم الدينية بدون تضييق بشكل قد يفتقدونه في مواطنهم الأصلية. بل إن مئات الآلاف من المسلمين تمكنوا من الحصول على جنسيات البلدان التي يقيمون فيها سواء في فرنسا أو ألمانيا أو إنجلترا أو الولايات المتحدة الأمريكية أو غيرها.... و ذلك امتياز يخول لهم حقوق المواطنة كاملة... ورغم كل هذه الإمتيازات التي يحظى بها المسلمون في الغرب، فإنهم لا يعترفون بفضل أهل الدار، بل إن سمفونية التكفير و الشيطنة و العدائية تعزف هناك أيضا بنفس الإيقاعات التي نسمعها عندنا.

    المجتمعات الغربية تتسع للجميع دون تمييز و لا اختيار، لأنها ببساطة تحتكم إلى قواعد قانونية تنتصر للإنسان و ليس للأعراق أو الأديان. وكل المكونات الإجتماعية التي تعيش في هذا النسيج تتمكن من الإندماج في الثقافة الغربية إلا المسلمين، فهم يشكلون استثناء يستعصي على الفهم. إنهم يطالبون بالحقوق ( و هي مضمونة على كل حال)، بل يريدون قوانين على مقاسهم و وفق أهوائهم و خاصة بهم، ولكنهم لا يلتفتون إلى الواجبات. و هم ينظرون إلى برامج إدماج المهاجرين في الحياة العامة بمثابة استهداف للخصوصية الدينية للمسلمين. لذلك فهم يريدون كانتوهات خاصة بهم. و من تم فكل ما ينتمي إلى الثقافة الغربية ينتمي إلى الشيطان و ينطق بالكفر. و هنا تحضر المفارقة العجيبة. فإذا كان الغرب يستهدف المسلمين و يحاصرهم، فلماذا يزداد عدد المهاجرين من بلاد الإسلام إلى الدول الغربية باستمرار؟. لماذا لا يغادر ( هؤلاء الذين يسبون الغرب و يرفضون قيمه ) بلاد الكفر، و العودة إلى مواطنهم الأصلية؟.ماذا يريد المسلمون تحديدا؟. هل يريدون أسلمة الغرب؟.

    هذه أسئلة للتأمل. و هي تطرح نفسها بإلحاح بوحي من طبيعة المواقف التي يعبر عنها المسلمون و السلوكات التي يمارسونها. وهي حقيقة تعبر عن ازدواجية خطيرة في عقليات لا تتورع عن أكل الغلة و سب الملة.

               محمد مغوتي.09/12/2010.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !