مواضيع اليوم

يأبى الله إلا أن يكشف زيف الكاذبين المخادعين الذين يملئون مصر الآن صخبا وكذبا، في حملاتهم السياسية و

د.عبد الحق صفاح

2009-01-06 18:56:14

0

 بعد أن حملوهم مسئولية المحرقة التي يقوم بها  الصهاينة في غزة، وذلك للتغطية على عجزهم وتواطئهم ولخداع الشعب المصري والرأي العام بعد الغضب الشعبي العارم الذي يلف العالم كله من سياسات نظام مبارك وحصاره الجائر وتجويعه للشعب الفلسطيني في غزة على مدار العام والنصف الأخيرة، وتبريراتهم الساذجة التي ليس لها أي أسس قانونية أو سياسية أو أخلاقية سوى الخضوع لإملاءات الصهاينة .

نظام مبارك يروج على خلاف الحقيقة أن حركة حماس هي التي أسقطت الهدنة، وأنها لم تستجب لنصائح مصر، ومن ثم يحملونها مسئولية العدوان الغاشم الحاصل الآن في غزة.. حتى أنهم لم ينتظروا أن تضع الحرب أوزارها، أو تجف دماء أهل غزة، فسارعوا بسل سيوفهم  وأقلامهم وحناجرهم مستهدفين عناوين الشرف والكرامة في هذه الأمة وهم المقاومون الذين يبذلون دماءهم دفاعا عن أمتهم وعن أرضهم وعن كرامتهم التي فرط فيها حكامنا وعلى رأسهم مبارك.

مبارك الذي حاصر قطاع غزة على مدار السنة والنصف الأخيرة وفشل في السيطرة على قرار المقاومة، في الوقت الذي توافق فيه نظام مبارك مع الصهاينة على تصفية القضية الفلسطينية،  فتشاطروا الأهداف في تصفية البقية الباقية من معسكر الثبات والصمود من حركات المقاومة الإسلامية التي غيرت معادلات القوة على الأرض وأصبحت رقما صعبا في المعادلة الإقليمية، بعد انبطاح النظام العربي الرسمي وتسليمه بشكل شبه كامل للمشروع الصهيوني.


ومن جهة أخرى إسرائيل في عجلة من أمرها لتصفية قضية فلسطين التاريخية، لأنهم يدركون أن  موازين القوى في المنطقة وفي العالم في طريقها لتحولات كبيرة وأن عامل الزمن لم يعد يلعب لصالحهم، وقد رأت إسرائيل كيف أن قتالها مع قوى المقاومة الإسلامية يختلف تماما عن كل مواجهاتها السابقة مع أنظمة كانت تنهزم قبل أن تبدأ المعركة، وفي أحسن الأحوال معاركهم محدودة كما جرى في  73 بهدف تحريك القضية والحصول على حلول سياسية منفردة كما حدث في كامب ديفيد، بينما استطاعت قوة صغيرة مثل حزب الله في جنوب لبنان تمريغ أنف إسرائيل في التراب، بعد أن بدأت الهوة بين موازين القوى في المنطقة في الانحسار نتيجة التكنولوجيا والتصنيع العسكري، وسقوط مشاريع الاحتلال والغزو الأمريكي والمغامرات الخارجية والأزمة المالية العالمية التي لم تتضح تأثيراتها بعد على موازين القوى في العالم.

ومن هنا تريد إسرائيل الآن بمساعدة بعض السماسرة العرب الاستفادة من مرحلة انهيار النظام العربي للقضاء على حركات المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية والتنازل عن ثوابت الشعب الفلسطيني الوطنية، والحصول على صكوك الملكية والاعتراف الكامل والتطبيع من كل الأطراف العربية تحسبا ليوم قريب تتقلب فيه الكثير من المعادلات في المنطقة.
ولو كان حكامنا لديهم قليل من الوطنية وبعد النظر لأدركوا أن ما يفعلونه الآن هو خيانة لشعوبهم ولأمتهم وللقضية المركزية للعرب والمسلمين والتي أوصلوها للحضيض خلال العقود الستة الأخيرة.
واليوم شهد شاهد من أهلها، وهو رئيس الوزراء التركي الذي لجأ إليه نظام مبارك  في الأزمة الأخيرة، بعد أن تضاءل دور النظام المصري وأصبح في حاجة للاستعانة بطرف قادر على مخاطبة الأطراف العربية في المنطقة والعالم بعد أن حرق مبارك كل أوراقه ووضع نفسه في موضع المشارك في العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة.

فتقدمت تركيا بزعامة  أردوجان لتملأ الفراغ الإقليمي الناتج عن تهاوي دور أكبر دولة عربية، حيث يبذل أردوجان  الآن جهودا دبلوماسية لوقف العدوان، والوصول إلى ترتيبات لا تتجاهل مطالب الشعب الفلسطيني.
ففي تصريحات لرجب طيب أردوجان لقناة الجزيرة الفضائية أذيع بعضها الليلة (الأحد) ، اتهم رئيس وزراء تركيا إسرائيل بإهانة أنقرة لأن رئيس وزرائها أولمرت كان في أنقرة قبل أيام، قبيل عدوانه على غزة مما اعتبره أردوجان بمثابة إهانة لتركيا..
بينما لم نسمع كلمة من أقطاب النظام عندنا حول الإهانة التي قامت بها وزيرة الخارجية الصهيونية ليفني عندما بدأت شن حربها من القاهرة.
وقال أردوجان ردا على سؤال : أن حماس احترمت الهدنة ولم تخترقها وأن إسرائيل هي التي اخترقت الهدنة بإصرارها على حصار غزة وحملها مسئولية العدوان على غزة.

الآن حصحص الحق .. ووضع أردوجان النقاط على الحروف ليتضح لكل ذي عينين أن نظام مبارك هو الذي أخل بالتزاماته في الهدنة التي رعاها من قبل وكانت تقضي بفك الحصار عن غزة، بينما فشل في إلزام إسرائيل بهذه الشروط، ونكس عن وعوده بفتح معبر رفح، وذلك عندما استمر الحصار للدرجة التي جعلت من غزة أكبر سجن في العالم، وبدلا من أن يعترف نظام مبارك بالحقيقة وبفشله بدأ في تحميل الطرف الأضعف في المعادلة المسئولية.

و تصادف اليوم أيضا خطاب أمير قطر الذي جدد فيه دعوته لمؤتمر قمة عربي عاجل والذي يعارض نظام مبارك انعقاده وساهم في إفشال الجهد العربي وتشتيته ليعطي أصدقائه الصهاينة الوقت الكافي لتنفيذ أهدافهم، فقد أشار أمير قطر إلى أن التهدئة لم تمنع إسرائيل من الاغتيالات والاجتياحات وأنه في ظلها فرض الحصار وتحول قطاع غزة إلى "معسكر اعتقال فشل في كسر إرادة الشعب وجاء العدوان استمرارا له". ودعي الأمير في خطابه إلى وقف العدوان ورفع الحصار، الذي وصفه بـ"غير القانوني" و"غير الإنساني"، مؤكدا أن أي تبرير له هو أيضا "غير قانوني" و"غير أخلاقي"، واستغرب أن "يبرر التعاون مع حصار غير قانوني" بمبررات قانونية، في إشارة لتبريرات مبارك لحصاره لغزة.
كل هذا يؤكد على أن خطاب نظام مبارك الآن وتشنيعه على المقاومة وتبرير حصارها والشماتة فيها إنما هو تبني للخطاب الصهيوني بعد أن انسلخ عن قضايا أمته وأهان مصر وتاريخها ودورها وجعل أمن مصر القومي في مهب الريح، وجلب عليها سخط العالم العربي والإسلامي بل وكل الأحرار في العالم.
أسامة رشدي



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !