و يتسائلون: لماذا تثور الشعوب العربية؟

أمس و في معرض انتقالي من قناة الى أخرى لعلي اتصيّد ما يمكن أن أتابعه، مررت بأحدى القنوات الإماراتية و هي بصدد بث "محاضرة" لحاكم امارة دبي الشيخ "محمد بن راشد آل مكتوم" في اطار احتفال الإمارات بذكرى الإتحاد في ما بينها.

"المحاضرة" كانت حول كيفية ولادة فكرة الإتحاد و تاريخ العائلات الحاكمة في الإمارات، المهم و أنه خلال حديثه تناول كيف تصاهرت عائلتي آل مكتوم و آل زايد و عندما لم يجب الحضور عن سؤال من هي والدة رئيس الدولة "خليفة بن زايد" قال لهم مستغربا ( ألا تعرفون تاريخكم؟).

اذا بمنطق السيد محمد بن راشد شجرة العائلة الحاكمة في الإمارات هو جزء أساسي من تاريخ الإماراتيين، و "لا قدر الله " اذا انقرضت هذه العائلة فسيتوقف تاريخ الإماراتيين.

محمد بن راشد هو مثال الأنظمة العربية التي قد "فاتها القطار"... اذ لا زال يتصور أن الأوطان العربية ماهي الا مزارع ورثوها عن آبائهم و أجدادهم و أن "الشعوب" التي تستوطنها ماهي الا قطعان من الرعية يتكرمون عليهم بين الحين و الآخر بالعطايا و المكرومات، و دائما يصرّون على الربط المتعمد بين مفهوم الدولة و بينهم كأنظمة حاكمة و يحرّم اي حديث عن استقلالية ذلك المفهوم عن الأنظمة الحاكمة، فاذا انتقدت سياسة النظام أو العائلة الحاكمة فأنت بالضرورة تمس من هيبة الدولة و كيانها.

نعم الرفاهية التي يعيشها المواطنون في الإمارات شئ مهم و لكنه غير كافي في تكوين ما يسمى بـ"المواطنية" في الإمارات و في غيرها من دول الخليج، فاذا كانت "المواطنة" في المغرب العربي و في مشرقه تنقصها العدالة الإجتماعية اضافة الى انعدام في الحقوق المدنية و القانونية، فإن "المواطنة" في الخليج العربي تحتاج الى أكثر من سيارة فارهة و منزل فخم و اراضي مترامية الأطراف.