مواضيع اليوم

و هل للكون وجود و العدالة قد نُحِرتْ !

ليالي الفرج

2013-05-24 01:46:07

0

                                                          و هل للكون وجود و العدالة قد نُحِرتْ !  
                                                                     الكاتبة ليالي الفرج

في مرحلة تكامُل النضج و الوعي للفرد و تآلف الشخصية مع قناعاتها المُستقاة من مناهل العقيدة والمنطق تجد من النماذج المُتفردة بسماتها الزاهرة بالقيم و الزاخرة بفيض من روائع المداد الخالد في تاريخ البشرية ، و ليس كأمير النحل نظير ، فتفرد و تميَّز أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام من بعد النبي محمد صلى الله عليه و آله و سلم بتلك الشخصية التي جاد بها تاريخنا لأمة مُتعطشة لسقي جذور الرسالة المحمدية بفيض من الثبات لمسلك خَطَّهُ النهج السماوي .
نهجٌ لمعالي الفضائل والقيم الشاخصة في ملامح مسلك و سلوك هذا الإمام عليه السلام .


وفي مجتمع يُناقض قناعاته و يسحقها، ليرتدي رداء الخنوع و التسليم لما يُسقِط تلك القيم العُليا ، و يتشدق بمدح هذا الإمام العظيم الشأن و ادرجة و يتغنى بموالاته بصور شتى لا تخلوا من ملامح (مغالطة الذات).
نعم و كيف لا و هو يتخاذل عن نصرة المظلوم و ينصر الظالم بعجزه و ضعفه و هذا ما يتعارض مع رؤية و مسلك أمير المؤمنين عليه السلام .
فكان يرى أن إقامة العدالة لا تتعارض في الوقت نفسه عن مقارعة الظلم. فقضيته الكبرى دحض الظلم عن كل مظلوم ، و كان عليه السلام يرى أن ( من ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده )
و هل للكون وجود و العدالة قد نُحِرتْ !
فكم من شخوص بيننا صلحت و اتزنت قناعاتهم !
فلا صلاح لمجتمع تقيَّد أغلال النوايا المُتذبذبة ، و توشح ظُلمة الظُلمات
(وَايْمُ اللهِ لأُنْصِفَنَّ الْمَظْلُومَ مِنْ ظَالِمهِ وَلآخُذَنَّ الظَّالِمَ بِخِزَامَتِه حَتَّى أُورِدَهُ مَنْهَلَ الْحَقِّ وَإِنْ كَانَ لهُ كَارِهاً)
كم من شموع لأمير النحل بيننا يحترقون لتُضيء حياتنا !

مسلك و طريق الحق ليسَ مُظلماً كما يُصوِّره و يَتصوَّره البعض ، و هل يخص الله طريقاً- شرفه و باركه بخطوات الأنبياء و الأولياء- بظلمة و وحشة !
و لعلنا بنظرة تأمل لمقولة الإمام علي عليه السلام (لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه ) نجده يكشف لنا توصيف نهج الحق بقلة عدد سالكيه و هذا لا يعني أنه قفرٌ مُظلمٌ ، لكن هي وحشة القلوب المُتعلقة بأستار الدنيا إذ تنفر من مجاهدة النفس و تبديد دُجى الظلم و القهر.
وما أجمل أن نجد تلك الصور و المعالم المنبثقة ملامحها من منهج أمير النحل عليه السلام.. و قد رُسِمت على ملامح ذلك العالِم الربَّاني أو ذلك الشاب الجسور أو تلك المرأة المقدامة ، فنستشعر طريق الحق أبلج ممتد من حقبة أمير المؤمنين .

 


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !