الحدث الإعلامي الأبرز ، خلال نهاية الأسبوع الجاري ،على الصفحات الأولى للجرائد الوطنية كما نشرات الأخبار المحلية ، هي " مجزرة " سيدي مومن ، المجزرة " الرهيبة " ، التي راح ضحيتها ، أم " المتهم " وشقيقته الحامل في أيامها الأخيرة وزوجها وابنهما الصغير ، الجريمة " البشعة " ، التي اهتز لها الشارع المحلي ، بعمالة سيدي البرنوصي ، جريمة ، لم تعرف ، أسبابها الحقيقية ، التي كانت وراء تصفية شاب مدمن على " القرقوبي " ل 5 أفراد من أسرته ، حتى كتابة هذه السطور، لكن وحده " الإدمان " كان العنوان الأكبر ، وراء هذه " الإبادة الجماعية " .
" الإدمان " ، حتى القتل ، على كل أشكال المخدرات وأنواعها ، والتي راح ضحيتها " المتهم " ، مقترف " الجريمة " في حق أصوله ، كما يذهب ضحيتها ، الكثير من شابات وشباب اليوم ، بسبب البطالة ، الفراغ وبسبب غياب دور الأسرة ، التي تخلت عن دورها ، للأسف ، لتترك " للشارع " ، الوقت الكافي ، للإتيان على آخر ما تبقى من المبادئ الأخلاقية والقيم الروحية لدى جيل اليوم ، الذي ضاقت به حجرات الدراسة ، فوجد في صالات الألعاب ، مقاهي " الشيشة " و" رأس الدرب " ، المجال الأوسع ، لممارسة نزواته وحماقاته ، التي يذهب ضحيتها العديد من المواطنين الأبرياء ، ويكفي قراءة " سريعة " لصفحة الحوادث ، بجرائدنا المحلية والوطنية ، حتى تطالعنا التفاصيل الكاملة ، لما يحدث
من جرائم ، بسبب الإدمان على " القرقوبي " و " الشيشة " وكل أنواع " الهلوسة " .
وهي ، عوامل بيولوجية ،نفسية واجتماعية ، كما يرى الدكتور عبد الجبار شكري ، أستاذ باحث في علم الاجتماع وعلم النفس، تؤدي بمتناولها إلى تشتت ذهني يغيب فيه تماما المنطق والعقل ومقاييس القيم (الحلال والحرام ) و(المباح والمحظور) ، ناهيك عن " التبلد العاطفي " على حد تعبير الدكتور شكري ، بحيث يفقد الشخص حساسية وجدانية عند القيام بأعمال ، خصوصا إيداء النفس وإبداء أقاربه ، هذا دون الحديث عن الاغتراب والدونية والرغبة في الانتقام ، من نفسه ومن المجتمع .
المجتمع ، الذي ضاق درعا ، بتخلي الجمعيات المحلية والوطنية عن دورها ، في التأطير والتكوين والجهات المسؤولة المعنية بقطاع الشباب ، في الضرب بيد من حديد ، على كل من ساهم ويساهم في ترويج " السموم " صفوف جيل الشباب ، و كذا بفشل المنظومة التربوية و الأسرية في الحد من انتشار الظاهرة ، ظاهرة انتشار حبوب " الهلوسة " ، المخدرات والقرقوبي .
وهي ، ظواهر اجتماعية خطيرة ، انتشرت كالنار في الهشيم ، بين صفوف جيل وجد ضالته في حبوب " الهلوسة " ، التي سبق لبرنامج " تحقيق " بالقناة الثانية ، أن خص لها
حلقة متميزة ، سلط الضوء من خلالها ، عن أسبابها ومسبباتها ونتائجها ، بشكل لاقى استحسان الكثيرين ، لكن دون أن تجد رسالته الآذان الصاغية ، من الجهات المعنية ، لاستيعابها والإسراع ، بالحد من النزيف الذي جرف إليه الكثير من شابات وشباب اليوم .
فإلى ، متى سنظل مكتوفي الأيدي ، نلعب دور المتفرج على حدث ويحدث وسيحدث ، مع إلقاء اللوم على الآخرين وحدهم ، قي الوقت عينه ، أننا كلنا معنيون ، من سلطات محلية ، رجال أمن ودرك ، مؤسسات قطاعية ، مجتمع مدني ، أنت وأنا ، كل من جهته ، بالحد من انتشار كل أنواع " المخدرات " ، في بيوتنا ، في دروبنا، في أزقتنا ، في مقاهينا ، في مدارسنا ، لأذنا ، بكل بساطة ، اليوم أو غدا قد نكون أول ضحاياها .
هامش :
المتهم : شاب عمره 34 سنة ، مدمن على " القرقوبي " وكل أشكال المخدرات ، له سوابق عدلية .
زمن الجريمة : حدد بين الساعة الخامسة وخمس دقائق والسادسة إلا الربع من يوم الثلاثاء 26 يناير
مكان الجريمة : شقة بإقامة " الشرف " بسيدي مومن
وقائع الجريمة :" المتهم " قتل والدته وابن إخته البالغ من العمر 10 سنوات وأخته الحامل زوجها
وقت اكتشاف الجريمة : الساعة السابعة مساء
البرنوصي نيوز . البرنوصي . حي البرنوصي . سيدي البرنوصي .
علي مسعاد
Msaadali1971@gmail.com
التعليقات (0)