و لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه ؟ !
كلام إلى حكومة السيد علي العريض الإسلامية ؟!!
حضرت صباح الأمس من يوم الخميس 28/11/2013 الملتقى الجهوي ببنزرت حول مساهمة المجتمع المدني في الانتقال الديمقراطي ،
و شاركت في ورشة حول دور المرأة في الانتقال الديمقراطي ، شاركت فيها قاضية و حقوقي و مسئولين جهويين و محلين و نخبة من المثقفين ،
و حاولت المشاركة بما ارتئيه من أفكار بوصفي كاتبا و ناقدا تونسيا ، عضو باتحاد الكتاب التونسيين ،
و كانت مداخلاتي تتمحور حول ضرورة أن يكون أي تغيير في المجتمع المستهدف نابعا من مسلمات مكوناته المجتمعية المشتركة ، كأن تكون مسلمة "بعضكم من بعض " هي المنطلق لتغيير علاقة الرجل بالمرأة ، فهي علاقة تكاملية و ليست علاقة صراع
و إذلال طرف للطرف الآخر كما هو واقع مجتمعنا اليوم بعد الثورة بسبب من هيمنة خطاب الإسلاميين الذي يرتكز على مسلمة "لو كنت آمرا أحد أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد للرجل " ما جعل دورها الاجتماعي يتقلص في مجتمع ما بعد الثورة ..حسب المتدخلين .!
و على النقيض من ذلك تقف المرأة العلمانية التي أشربت الثقافة البورقيبية الإلحاقية بالغرب الاستعماري ، و تسعى جاهدة لتتزعم المؤسسات و الجمعيات
و تفرض سلطتها على الرجل شعورا بالاضطهاد الذي نالها عبر العصور ..!!
ما راعني هو محاولة الحقوقي و القاضية الوقوف في حلقي و كتم أنفاسي حتى لا أجاهر بأفكاري ،
و الإصرار على محاولة منعي من الكلام ، كلما جاء دوري في التدخل، ما جعلني أهدد بالانسحاب من الورشة ؟!
و ما راعني أكثر هو لما جاهرت برأيي في خصوص دور المرأة الأساسي في تحقيق التوازن النفسي لأفراد أسرتها و نشر الرحمة و المودة بينهم وصولا لتحقيق السكينة ، و تحقيق الإشباع الجنسي المتبادل بينها
و بين رجلها ، انتفضت القاضية من مجلسها ، و هددت بانسحابها هي – هذه المرة – من الورشة ؟ !!
و في مداخلة لي حول عمل كل الورشات (ورشة دور المرأة في الانتقال الديمقراطي ، دور الشباب في الانتقال الديمقراطي ، التفاوت بين الجهات ، التشغيل ..)،
أكدت على أن التغيير الحقيقي و بناء الحضارات البشرية يحدث مباشرة ، بعد أن يجتمع شعب من الشعوب على مسلمات معينة تكون منطلقا لتنظيم كافة شؤون الحياة السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية
و غيرها ، فالثورة المحمدية انبنت على مسلمة توحيد الله واتباع ما أنزل الله في القرآن ، و الثورة الفرنسية عام 1789كان منطلقها ما بلورته نخبة من فلاسفة الأنوار في مجال الحرية و الأخوة و المساواة ،
و الثورة البلشفية 1917 قامت أساسا على ما بلوره ماركس من قيم و معايير ضد الفكر الرأسمالي ..؟
بينما المنظمات التي تعالج قضايانا في تونس ما بعد الثورة ، يكون منطلقها هي مسلمات الغرب الاستعماري و ليست مسلمات شعب تونسي مسلم يجمع على أن مسلماته هي كل ما تنزل من الذكر الحكيم في القرآن المجيد ، ما جعل رئيس المؤتمر ينتفض كالمجنون و يحاول إيقافي عن الكلام المباح .!
و دمت أيتها الحكومة الحكيمة النائمة في أحلامك البنفسجية التي تتوهم الاستفادة من أزلام بورقيبة
و التجمع الذين كتموا أنفاسنا لمدة تزيد عن نصف قرن .. !!؟
*************
**ملحق من سورة الأنعام (( ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين ( 27 ) ) ( بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ( 28 ) وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين ( 29 ) ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ( 30 ) ) )
التعليقات (0)